- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
جورج فريمان: بوتين لم ينكسر والباب فُتح أمام تسوية مع أوكرانيا
جورج فريمان: بوتين لم ينكسر والباب فُتح أمام تسوية مع أوكرانيا
- 4 يوليو 2023, 10:44:48 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لم ينكسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحت وطأة "محاولة الانقلاب الحقيقة الفاشلة" لمجموعة فاجنر المسلحة الروسية، بقيادة يفغيني بريغوجين، فيما تكشف وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية منذ تلك المحاولة أن الباب قد فُتح أمام تسوية تفاوضية لإنهاء القتال.
ذلك ما خلص إليه الكاتب وعالم السياسة الأمريكي جورج فريدمان، في مقال بمركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد"، في محاولة منه لفك ألغاز المرحلة الراهنة من الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
واحتجاجا على سوء إدارة الكرملين لحرب روسيا في جارتها أوكرانيا، بحسب بريغوجين، احتلت قوات من فاجنر في 24 يونيو/ حزيران الماضي، مدينتين جنوبي روسيا على مسار زحفها نحو العاصمة موسكو، قبل أن تتراجع بعد 24 ساعة "حقنا للدماء"، وفقا لصفقة توسط فيها رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو واستقبل بموجبها بريغوجين في منفاه.
وقال فريمان إن "كثير من الناس اعتبروا المواجهة بين بريغوجين وبوتين محاولة انقلابية، فيما جادل آخرون بأنها مؤامرة مصممة بطريقة ما لزيادة قدرة روسيا القتالية، أي أن بريغوجين وبوتين حلفاء".
واستدرك: "لا أرى ذلك ممكنا. كان بريغوجين من مخلوقات بوتين: ممونا له ثم منظما لشركة عسكرية روسية خاصة تمنح بوتين قوة عسكرية يمكنه إنكار أي صلة بها ويمكن أن تعمل في دول عديدة".
وأوضح أن "النظرية التي طرحها البعض هي أن تزييف انقلاب ضد بوتين سيحقق ميزة عسكرية عبر نقل قوات فاجنر إلى بيلاروسيا، بحيث يمكنهم ضرب الجناح الشمالي لأوكرانيا، لكن هذا من شأنه أن يضع تلك القوات في مدى المدفعية الأوكرانية الحاشدة، وربما تتحرك بولندا حين تعتبر أن بيلاروسيا تهدد جناحها الشرقي وكذلك أوكرانيا".
وتبرر روسيا حربها على أوكرانيا بأن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
انقلاب فاشل
و"هناك مشكلة أخرى، وهي أن الرد داخل روسيا على هذا الانقلاب "الزائف" كان غير متوقع، فربما انهارت المعنويات على جميع مستويات الجيش الروسي، تاركة فاجنر كجيش روسيا الوحيد العامل (في الميدان)"، وفقا لفريمان.
وأضاف أنه "ربما كان بوتين قد وثق في بريغوجين، لكن فاجنر لم تستطع بمفردها شن حرب ضد أوكرانيا، فالمجموعة صغيرة جدا، حتى لو كان دافعها أفضل من الجيش الروسي الرئيسي".
و"أخيرا والأهم، يجب أن تتحرك الانقلابات بسرعة لفرض واقع جديد على الأمة وكسر روح البدائل المحتملة التي قد ترغب في ملء الفراغ، كما أن السرية ضرورية، فالتصريحات تأتي في النهاية الناجحة للانقلاب، وليس في البداية كما كان الحال هنا"، بحسب فريمان.
ومضى قائلا إن "محاولة الانقلاب من جانب صديق أمر شائع ولكنه صادم، وغالبا ما يكسر القائد، لقد صُدم بوتين بالتأكيد لكنه لم ينكسر، ونظريتي الخاصة هي أنها كانت محاولة للإطاحة بالرئيس، فالحرب لا تسير على ما يرام، وكان بريغوجين يجادل بأن الجيش غير كفء وأن فاجنر أكثر ملاءمة لشن الحرب، لذا لقد كان انقلابا فشلا".
إعادة ضبط الحرب
لكن لغزا رئيسيا ما زال باقيا، بحسب فريمان، "فقد كانت فاجنر أخطر تهديد للقوات الأوكرانية، وهي الآن مشتتة وبدون قيادة، غير أن كييف لم تشن هجوما كبيرا للاستفادة من الوضع، إذ يستمر هجوم الربيع بنفس معدل الحذر كما كان من قبل، رغم أنه يبدو أن أحداث الأسبوع الماضي توفر فرصة كبيرة لأوكرانيا لتسريع هجومها".
كما "يتعين على روسيا إرسال تعزيزات كبيرة إلى أوكرانيا في وقت قصير، ويجب أن تستبق أوكرانيا ذلك. قد تكون فاجنر لا تزال قوة فعالة في أوكرانيا، لكن نقل جميع قواتها إلى بيلاروسيا سيكون من الصعب إخفاءه"، وفقا لفريمان.
وزاد بأنه "من المحتمل أن تكون الاستخبارات الأمريكية على دراية بموقعهم، ولن ترسل واشنطن الأوكرانيين إلى الهلاك.. ومع ذلك، لم يكن هناك تسريب ولا هجوم أوكراني ولا أنباء عن تعزيز روسي كبير، وهي حقيقة كان ليعلنها الكرملين بكل فخر".
وقال فريمان إنه "يبدو الأمر كما لو أن الحرب قد أُعيد ضبطها على عدة مستويات، فهي مستمرة لكن ليس قريبا من الحدة التي كانت سائدة قبل محاولة الانقلاب، ويبدو أن الروس لا يتأثرون بالحرب في تصريحاتهم، وكذلك أوكرانيا".
وتابع: "كما تحدثت الولايات المتحدة كثيرا عن محاولة الانقلاب وقليلا عن الحرب نفسها، ويبدو أننا دخلنا مرحلة جديدة من الصراع، مع تقليص الحرب من جانب جميع الأطراف، إذ يحتاج بوتين إلى إعادة تجميع صفوفه، ويريد الأوكرانيون تسوية، والولايات المتحدة أوضحت أن هدفها هو التسوية".
وأردف فريمان أن "أوكرانيا لا تغوص في فجوة الحرب، وروسيا لا تحشد قوات كبيرة لتحل محل فاجنر، والولايات المتحدة هادئة، لذا فإن نظريتي هي أن الباب قد فُتح أمام تسوية تفاوضية".
وأرجع ذلك إلى أن "بوتين يخوض حربا لن يفوز بها، على الأقل ليس في أي وقت قريب، والولايات المتحدة لديها انتخابات رئاسية مقبلة (في 2024)، وهي بحاجة إلى أوكرانيا ليس للفوز (يأمل الرئيس جو بايدن في فترة رئاسية ثانية)، بل لعرقلة روسيا".
و"في حين أن غضب أوكرانيا على روسيا حقيقي، إلا أنها لا يمكن أن يتقاوم الولايات المتحدة التي تريد حلا وسطا. ومهما كانت هذه التسوية، أعتقد أن اللعبة النهائية قد بدأت"، بحسب فريمان.