- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
جلال نشوان يكتب: مجزرة الطنطورة (مايو /أيار / 1948)
جلال نشوان يكتب: مجزرة الطنطورة (مايو /أيار / 1948)
- 23 يناير 2022, 1:19:52 م
- 570
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في ليل أسود حالك الظلام، في 22 مايو 1948، استهدفت عصابات الإجرام الصهيونية الإرهابية (قرية الطنطورة) التي تقع جنوب حيفا ، بقصفها من البحر قبل عملية المداهمة ، حيث تواصل الهجوم حتى اليوم التالي و تمكنوا من احتلالها وبدأت المجزرة بحق أهالي القرية غداة احتلالها، تمهيداً لتهجير أكبر عدد من أبناء شعبنا في ذلك الوقت ، وغداة احتلال القرية ارتكبت بحق مواطنين القرية مذبحة بشعة في ذلك اليوم، وخاصة ضد رجال القرية. حيث أُطلقوا النيران على الرجال في الشوارع وفي بيوتهم، وبطريقة تجميعهم بمجموعات من ستة إلى عشرة في مقبرة القرية. وأُكره بعض الرجال على حفر خنادق أصبحت مقابرهم بعد أن أُطلقوا النار عليهم ودفنوا في مقابر جماعية، ولم تتوقف حملة الذبح وسفك الدماء، حتى انهوا مهمتهم البشعة.
وفي الحقيقة:
تجسد (مجزرة الطنطورة) بشاعة الإرهابيين القتلة من عصابات الصهاينة النازيين المجرمين، في أحد أكثر المشاهد دموية واجراماً، حيث ارتكبت تلك المجازر في مرحلة تأسيس الكيان الغاصب، الذي تم تأسيسه، في اكبر مؤامرة استعمارية ضد وطننا
كان الهدف القضاء على الهوية الوطنية الفلسطينية، من خلال صناعة الموت والخوف وممارسة الإجرام، فلا غرابة في ذلك فالإرهاب والقتل والإجرام متأصل في فسيولوجيتهم الصهيونية القذرة
في الفيلم الوثائقي، الذي تم عرضه، هي المرة الأولى التي يشاهدها الناس ويستمعوا إلى شهادات القتلة الذين رووا، كيف كانت تتم عملية الاعدام وفي وضح النهار ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً:
لماذا تم إنشاء منتجع سياحي فوق المقبرة؟
تأتي الإجابة سريعة لإخفاء المجزرة وخوفاً من افتضاح أمرهم، حيث تم إيثار الصمت والإمعان في إخفاء الحقائق، وللأسف حتى لو عرف العالم كله ، فالكيان الغاصب يحظى بتأييد ومساعدة الولايات المتحدة الأمريكية ( عدوة الشعوب) والغرب الذين لم يغادروا عقليتهم الاستعمارية القذرة
لن يتم التحقيق بالكامل في الأحداث المروعة التي شهدتها الطنطورة، ولن تُعرف الحقيقة الكاملة. مع ذلك، هناك شيء واحد يمكن تأكيده: يوجد تحت موقف السيارات في أحد أبرز المنتجعات الصهيونية على البحر الأبيض المتوسط رفات ضحايا إحدى كبرى المذابح التي شهدها التاريخ المعاصر
معظم المؤرخين أكدوا في أبحاثهم أن عملية التهجير القسري لأبناء شعبنا، تمت بشكل مبرمج ومخطط بهدف تطهير" فلسطين من سكانها الأصليين وقد واكبت عملية التهجير القسري حملات مكثفة من العنف والإرهاب والمجازر والتي شكلت إحدى الأسباب الرئيسية لهجرة أبناء شعبنا من قراهم ومدنهم.
لقد رافق عملية الاعدام، سياسة الحرب النفسية من خلال تسريب أخبار المجازر على نطاق محلي كي تصل أنباء القتل الجماعي والهدم إلى ابناء شعبنا في القرى والبلدات المجاورة، كي تزرع في نفوس السكان حالة من الهلع والذعر ليقوموا بإخلاء قراهم حفاظا على أرواحهم ومتاعهم وبالمقابل قامت عصابات القتل والاجرام من الصهاينة النازيين بتهجير ما يقارب 122 ألف عربي من المناطق المجاورة وأخليت ودمرت 70 قرية تماما وهجر سكان يافا وعكا بشكل كلي تقريبا كما تم تهجير جزء كبير جدا من سكان مدينتي اللد والرملة
وهنا يداهمنا السؤال :
ما فائدة وجود محكمة الجنايات الدولية ؟
وهل هناك إمكانية لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة التي اقترفها قادة الكيان الغاصب ؟ ومتى ستشرع المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق في تلك المجازر ؟ وما هي البدائل المفتوحة أمامنا ؟
آن الضغوط الهائلة التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على أعضاء محكمة الجنايات الدولية ، تحول دون البدء في التحقيق في المجازر التي اقترفتها عصابات الإجرام الصهيونية ، وللأسف يشن قادة الكيان الغاصب حملة إعلامية ضخمة لإقناع العالم پأن قوانين محكمة الجنايات الدولية لا تنطبق على فلسطين
طال الزمان أم قصر ، سيمثل الإرهابيون القتلة من قادة الكيان الغاصب أمام العدالة الدولية ، لاسيما وأن العالم بأسره بات لا يؤمن بسردية الرواية الصهيونية الكاذبة والمبنية على الخداع والتضليل ، وهذا يحتم علينا جميعاً ( قيادة وسفارات وجاليات فلسطينية وعربية والإسلامية ) مخاطبة العالم وتبصيره بجرائم النازيين الجدد من قادة الكيان الغاصب
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "180 تحقيقات"