جلال نشوان يكتب: جرائم الحرب والكيان الغاصب

profile
جلال نشوان كاتب صحفي
  • clock 27 يناير 2022, 4:20:19 م
  • eye 500
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في محاولة يائسة، يبذل قادة المطبخ الصهيوني جهوداً حثيثة ومضنية، لنزع الشرعية الدولية عن التحقيق في جرائم الحرب، ظناً منهم أنهم قادرون على طمس الحقيقة

وفي الحقيقة؛ مهما حاولوا تشويه محكمة الجنايات الدولية، لن يفلتوا من المثول أمام محاكم مجرمي الحرب ، ، فسيف العدالة ، سيف بتار ، سيبتر كافة الحجج والذرائع التي تسوقها الآلة الإعلامية الهائلة التي تمتلكها الصهيونية العالمية

ذات مرة قرأت، أن أحد الخبراء الصهاينة، طالب المطبخ الصهيوني ، بتقديم ( مليار دولار ) لكي يتسنى له مجابهة المحتوى الفلسطيني ، على شبكات التواصل الاجتماعي

لقد أبدع المحتوى الفلسطيني في فضح جرائم الاحتلال وفي كشف سردية الرواية الصهيونية القائمة على التضليل والخداع وقلب الحقائق ، وما حركة التضامن الدولية مع شعبنا الا أن العالم بدأ يتفهم معاناة شعبنا


إن سلسلة الجرائم التي يقترفها الاحتلال من تهجير وتطهير عرقي، وتدمير واستيلاء على البيوت والممتلكات، كذلك توسيع وتسريع الاستيطان والتهويد بصورة غير مسبوقة، والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى المبارك وكذلك الحرم الإبراهيمي الشريف، وغيرها من الجرائم التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني يوميا، ما يؤكد إمعان سلطات الاحتلال في المضي قدما بتنفيذ مخططاتها ومشاريعها العنصرية التي تستهدف وجود وحقوق وقضية الشعب الفلسطيني، التي تشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان....

إن جرائم الحرب التي اقترفها الجنود الصهاينة، يعرفها العالم كله وهي جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، فالعالم يعرف الأسير البطل ناصر أبوحميد المريض بالسرطان، ويعرف سياسة الإهمال الطبي، ورغم مناشدة العالم كله ، بالإفراج عنه ، الا أن كافة المحاولات باءت بالفشل

بالله عليكم ، أين يحدث هذا ؟

أين يحدث إعدام مسن يبلغ من العمر 80 عاماً؟

لم يشفع له هرمه وعدم قدرته على تحمل التعذيب، حتى الموت

لقد فاقت جرائمهم، جرائم النازيين، حيث يمارس جنود جيشهم المجرم هواياتهم والتلذذ بقتل أبنائنا، وقد شاهد العالم وسمع إعدام (الشاب محمد سلمية على الهواء مباشرة )


اعدام موثق، و على مقربة من باب العامود بالقدس المحتلة، ورغم توثيق لحظة إعدام الشهيد الشاب محمد سلمية، على أيدي اثنين من جنود الاحتلال، ورغم بشاعة الجريمة وإعدام الشاب الشهيد على الهواء مباشرة إلا إن قادة الإرهاب الصهيوني الفاشيين ، دافعوا عن تلك الفعلة، مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأوامر التي يتلقاها الجنود القتلة من قادتهم معدة سلفا لتنفيذ عمليات الإعدام الميداني

لقد ظهر استشهاد الشاب سلمية في لقطة مصورة تلفزيونيا، وهو يتلقى عدة رصاصات من جنود صهاينة قبل أن يسقط على الأرض مصابا، وقد أظهرت تلك اللقطات الشاب وهو يحرك رأسه وجسده رغم سقوطه جريحا،

ودللت حركة الشاب سلمية على أنه كان مصاب إما بجراح متوسطة أو طفيفة في بادئ الأمر، لكن سرعان ما قام جنود الاحتلال باستهدافه بعد ذلك وهو ملقى على الأرض، بعدة طلقات أدت إلى استشهاده على الفور، في عملية “إعدام ميدانية” تكررت كثيرا على حواجز الموت العسكرية، والتي راح ضحيتها المئات من أبناء شعبنا

وفي الحقيقة:

جاء توثيق عملية الإعدام البشعة ، ليكشف صمت المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكناً ، هذا الصمت المزري الذي يشجع قادة الكيان على ارتكاب جرائم الحرب ، وممارسة كافة الانتهاكات التي تتعارض مع القانون الدولي ،الذي يستوجب حماية المواطنين الفلسطينيين في ظل الاحتلال

آن لمحكمة الجنايات الدولية أمام اختبار حقيقي ، وبخاصة المدعية العامة بانسودا ، لتباشر عملها وجلب مجرمي الحرب الصهاينة ، الذين ارتكبوا مجازر الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني

والذي يدمي القلوب ويؤلم النفوس دائما المبررات الكاذبة والبشعة، معدة سلفا بأن حياة الجنود القتلة معرضة حياتهم للخطر

عملية الإعدام، تمت في وضح النهار، حيث حرم الشاب من الرعاية الطبية الأولية رغم أن الطاقم الطبي كان متواجدا في المكان حتى لفظ أنفاسه، وهذا عمل إجرامي يتطلب التحقيق في هذه الجريمة التي تأتي في سياق التصعيد الصهيوني المستمر على أبناء شعبنا، وهي استمرار لمسلسل القتل اليومي الذي لا يمكن السكوت عليه

أن قتل الشاب سلمية وهو جريح تعد جريمة حرب موثقة، تستدعي من المجتمع الدولي، ضرورة التحرك فورا لوقف جرائم الاحتلال، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال.

إن إعدام جيش الاحتلال أبناء شعبنا على الحواجز، وسرقة الأرض الفلسطينية ، وطرد أصحابها في وضح النهار ، وقصف الأبراج السكنية والبيوت على رؤوس أصحابها هي جرائم حرب مكتملة الأركان ، ومن هذا المنطلق ، لن يستطيعوا هؤلاء المجرمين طمس الحقيقة ، فالحقيقة ، شمس لا تغيب

حقاً:

إن منع سيارات الإسعاف وإعدام الجرحى وهم ينزفون دماً، بإطلاق الرصاص على رؤوس الشهداء ، تدل على وحشية جنود الاحتلال الذين فقدوا الرحمة والإنسانية

وغني عن التعريف فان الاحتلال يتصرَّف ككيانٍ مارقٍ فوق القانون والقرارات والمواثيق الدولية، وذلك بسبب عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ أيّ إجراءات عملية لكبح جماحه عن الاستمرار في جرائمه وعدوانه ضد أرضنا وشعبنا، والعمل على محاكمة قادة جيشه وجنوده كمجرمي حرب

أن إعدام الشباب الأبرياء وحرق عائلة دوابشة ، واكتشاف المقابر الجماعية ، كما حدث في قرية الطنطورة جنوب حيفا ، وترك الأسرى يواجهون الصقيع وعدم الابقاء بحاجتهم من أغطية ، وتطبيق سياسة الإهمال الطبي ، هو جرائم حرب بشعة و هو استمرار لمسلسل الإجرام الصهيوني بحق أبناء شعبنا الصابر، ظنا منهم أنهم يستطيعون كسر إرادة شعبنا ، لكن شعبنا ماض في طريقه لتحرير أرضه متمسكاً بأرضه وحقه ، حتى إقامة دولته على ترابه

و ما ارتكبه قادة الاحتلال من جرائم بشعة ، يجب على المجتمع الدولي ، الأخذ بعين الاعتبار تلك الجرائم ، والأخذ بزمام الأمور ، وذلك بتهيئة كافة الأمور لإفساح المجال لطواقم التحقيق ارتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني


لن يستطيع الإحتلال نزع شرعية التحقيق، ولن يفلتوا من قفص الاتهام، طال الزمن أم قصر، واذا كان قادة الكيان الغاصب، يظنون أن شعبنا سوف يرهبه تلك الجرائم ، فهو واهم وهم لا يعرفون الشعب الفلسطيني

ماضون صوب الشمس، لإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، مهما كان حجم التضحيات ،باقون على أرضنا ومنغرسون كالزعتر والزيتون وسيأتي يوم يمثل فيه الجناة أمام محاكم الجنايات الدولية وسيرحل الغرباء المحتلين من حيث أتوا


جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "180 تحقيقات"

التعليقات (0)