جلال نشوان يكتب: اليمين الصهيوني المتطرف يصنع الملوك

profile
جلال نشوان كاتب صحفي
  • clock 6 نوفمبر 2021, 8:56:04 ص
  • eye 521
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مرة أخرى أكتب عن هذا الموضوع وبنفس العنوان، فإذا صنع اليمين المتطرف من نتنياهو ملكاً ، فإنه الآن يعد العدة لأن يجعل من بينيت المستوطن اليميني المتطرف رئيس حزب (يمينا ) ملكاً للكيان الغاصب

كل المعطيات تؤكد بما لا يدع مجالا ً للشك أن حكومة بينيت هي (حكومة نتنياهو بلا نتنياهوا) فأجندة حكومة (ينيت-لابيد ) حكومة استيطان ، ففي كل يوم تُسرق الأرض الفلسطينية تحت جنح الظلام وفي كل يوم تقتل ابناءنا على الحواجز وفي كل يوم يتم تهويد القدس ، ولم تكتف بذلك بل تطبق إجراءات الضم الصامت ، واجتياح المحافظات الفلسطينية واعتقال الشباب بالمئات ليلاً ،وتعذيب أبطالنا الأسرى بممارسات بشعة يندى لها جبين الإنسانية ...

لكن اللافت للنظر أن طبيعة الائتلاف الحاكم في الكيان الغاصب الذي جمع أقصى اليسار وأقصى اليمين اليهودي والعربي في حكومة ائتلافية واحدة كان هدفه الأساس هو فقط تغيير (نتنياهوا) الشخص ولم يكن بالمطلق يهدف لتغيير سياساته الخاصة بالقضية الفلسطينية ، لذلك كانت ولا تزال القضية الفلسطينية بالنسبة لغالبية أحزاب اليمين واليمين المتطرف والمركز عليها قواسم مشتركة كبيرة وتؤسس تقريبا لموقف واحد، فلا دولة فلسطينية كاملة السيادة ولا عودة لحدود الرابع من حزيران 1967، ولا تنازل من حيث السيادة عن البلدة القديمة والحرم القدسي الشريف (يسمونه جبل الهيكل)، ولا تفكيك للمستوطنات بشكل عام والأمن والأغوار عليها توافق عام مرتبط بالأساس بمفهوم الأمن القومي الصهيوني

وفي الحقيقة يلحظ المتابع للشأن الصهيوني أن أحزاب المركز واليمين وأقصى اليمين تعلم جيداً أن الرأي العام الصهيوني بغالبيته يتجه نحو مواقف يمينية متأصلة بمفهوم (تلمودي) مستند لوعد الرب في تعاليم التوراة بأن هذه أرض، أرض إسرائيل وهنا المقصود ابتلاع فلسطين التاريخية والضفة الغربية والقدس، لتطبيق الحلم الصهيوني من النيل الفرات..


لقد نجحت الإدارة الأمريكية الحالية بأبعاد ( نتنياهو) عن الحكم في الكيان الغاصب ، لأسباب داخلية حيث دعم نتنياهو مرشح الحزب الجمهوري، الرئيس السابق ( دونالد ترامب) وبالتالي تجاوز كل الخطوط الحمراء وتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة وأحدث شرخاً كبيراً في الّكيانات الداعمة (للكيان الغاصب) خاصة في الحزب الديمقراطي الذي يحوي تيار ليبرالي يساري اجتماعي يقف بقوة مع مفهوم الدولتين لشعبين ويرفض العنصرية والاستيطان وضم القدس الشرقية، ويرى أن من حق الفلسطيني التحرر من الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب الكيان الغاصب ، إضافة لموقف ( نتنياهو) من ( الموضوع الإيراني) ورفضه (الاتفاق النووي ) وضغطه الذي أدى لانسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق الدولي وما رافق ذلك من تداعيات الخروج والذي تحاول إدارة (بايدن ) تداركه لأن هذا أدى لأن تُصبح ايران جزء من التحالف مع (لصين ) ليس فقط وفق مفهوم (طريق واحد وحزام واحد) بل إلى أبعد من ذلك كمفهوم استراتيجي أمني أضرّ بالأمن القومي الأمريكي، عدا عن مسألة الدولتين وضم القدس ونقل السفارة...

وفي الحقيقة أن القضية الفلسطينية ليست هي الاهتمام الأول والرئيس على أجندة إدارة (بايدن) بل كان الهدف الرئيس اسقاط (نتنياهو) وتشكيل حكومة التناقضات الإئتلافية التي لايوجد لديها برنامج اقتصادي ولا برنامج اجتماعي سوى أنها حكومة يتحكم فيها اليمين المتطرف الذي يسعى لإحكام سيطرته على ما تبقى من الضفة الغربية والقدس، وتنصيب بينيت المستوطن ملكاً على الكيان الغاصب كما نصب نتنياهو

ومما يدعو للسخرية أن نتنياهو دعا أعضاء الكنيست اليمينيين معارضة هذه الحكومة اليسارية الخطيرة!!!!!!!

وإذا كانت هذه الحكومة اليمينية المتطرفة التي شكلها تلميذه بينيت يسارية، كيف يكون اليمين من وجهة نظره؟!!!!!

وينتقد رئيس حزب (يمينا) نفتالي بينيت ويصفه بـبيع نفسه للحزب الإسلامي (القائمة العربية الموحدة)، بموافقته على بعض مطالب (القائمة) بشأن هدم المنازل والقرى البدوية غير المعترف بها وميزانيات القطاع العربي!!!!!!!!!

ويدعى أيضاً أن ائتلاف بينيت-لابيد باع النقب للقائمة الموحدة وأورد مقارنة بين التنازلات التي قدمها هو "للقائمة الموحدة" وتلك التي قدمها لابيد وبينيت.

حقاً: اليمين الصهيوني يصنع الملوك

لذلك نرى أن حكومة (بينيت-لابيد) هي حكومة نتنياهو ولكن بلا نتنياهو والدليل على ذلك، سياساتها تجاه عملية السلام والقضية الفلسطينية لا تختلف عن حكومات اليمين السابقة بل هي أكثر يمينية وأكثر تطرف بما يتعلق بالاستيطان وبتهويد القدس وأقصى ما تستطيع تقديمه هو تسهيلات اقتصادية ومالية مقابل الحفاظ على الهدوء الأمني باعتباره مصلحة حيوية للدولة الصهيونية

أما وعود إدارة "بايدن" التي وعدت بالإيفاء بها وهي تتعلق بفتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية والضغط على الحكومة الصهيونية وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني ووقف اقتطاع مخصصات الأسرى من المقاصة الفلسطينية التي يجبيها الكيان الغاصب وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، فهي وعود لا تزال بحاجة لمصداقية خاصة أن إفتتاح قنصلية بحاجة لموافقة الكيان الغاصب ، وفتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية يحتاج لتعديل قوانين أو تجميدها في ( الكونغرس) الأمريكي، لذلك وعوده لأتغنى ولا تسمن من جوع ، فبايدن صهيوني أكثر من بينيت ، ونائبته. كاملا هاريس أوضحت بشكل واضح لا لبس به إن الكيان الغاصب جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة الأمريكية

ومادام الآمور على هذا الحال فإن المطلوب فلسطينياً:

إعادة صياغة الأمور وترتيب البيت الفلسطيني وانتشال المشروع الوطني من محاولات التذويب التي تسعي قوى الشر والعدوان وانهاء الانقسام البغيض وعودة الوحدة الجغرافية والسياسية الفلسطينية ، بين المحافظات الشمالية والجنوبية ،فالانقسام حقق الهدف الصهيوني بعدم إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ومن، هنا يجب أن تسارع كافة ألوان الطيف السياسي الفلسطيني إلى الجلوس إلى طاولة الحوار وعقد حوار إيجابي والاتفاق على الوحدة والعودة إلى الشعب الفلسطيني صاحب السلطة لإجراء الانتخابات لاختيار ممثليه على أن تكون الانتخابات في القدس العاصمة الأبدية شرط أساسي لعقدها كما أكدت ذلك قيادتنا ، وإعادة ترتيب كافة الأمور بمنظمة التحرير الفلسطينية العنوان الأساسي للشعب الفلسطيني والبيت اللمعنوي الكبير الذي يتسع للكل الفلسطيني ..

وعود بايدن، وعود كاذبة ولاوجود لها على أرض الواقع، وكل ما تطرحه بشأن القضية الفلسطينية، هو تخدير وتسكين للأوضاع الملتهبة، للتفرغ لمجابهة الصين وروسيا، والدليل على ذلك، عندما حدث العدوان على غزة، سارع بإرسال وزير خارجيته بلينكين لنزع فتيل الأزمة وتهدئة الأمور فقط

الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، سيرفض كل هذه الهرطقات السياسية العرجاء ، وكما أسقط نتنياهو ، سيسقط بينت وعصابته المتطرفة ، وسواء صنعوا ملوكاً لهم ،فاننا أصحاب أعدل قضية عرفتها الإنسانية ،ونحن الملوك على أرضنا بقيادتنا الشرعية وشعبنا العظيم

الكاتب الصحفى جلال نشوان

كلمات دليلية
التعليقات (0)