- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
جلال نشوان يكتب: الكيان الغاصب والأزمة الروسية الأوكرانية
جلال نشوان يكتب: الكيان الغاصب والأزمة الروسية الأوكرانية
- 28 فبراير 2022, 9:59:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
زلزال الأزمة الروسية الأوكرانية ، ضرب العالم كله ، فما كان بعيد المنال ، أصبح واقعاً ، فغدا. العالم على مفترق طرق بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وضع الأسلحة النووية في حالة تأهب وهنا نتساءل ما تداعيات الأزمة على دول الشرق الأوسط وخاصة دولة الكيان الغاصب؟ في الحقيقة تتابع الأوساط السياسية والأمنية والعسكرية الصهيونية ، باهتمام وقلق، التطورات بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك احتمال نشوب صراع عسكري، سيؤدي بالضرورة إلى تفاقم كبير في النزاع بين موسكو وواشنطن، في ظل تقدير كبير، مفاده أن التداعيات العالمية للتصعيد لا تقتصر بالتأكيد على أوروبا، بل ستؤثر في كل العالم، ولا سيما الشرق الأوسط، وسط اعتقاد صهيوني ، مفاده أن أي معركة عسكرية قد تصبح حدثاً ضخماً، له تداعيات استراتيجية كبيرة على دولة الكيان الغاصب أيضاً .
قلق متزايد في المؤسسة الأمنية لدولة الكيان الغاصب ، من تغيير ممكن في سياسة الدب الروسي ، و أن تأثيراً دراماتيكياً للنزاع الروسي - الأميركي من شأنه أن يتجسّد بكل ما يتّصل بالمصالح الصهيونية ، أمام إيران، ذلك بأنه إذا كان قادة حكومة المستوطن ( بينيت ) يشعرون بخيبة الأمل اليوم إزاء الأجندة المتدنية نسبياً، والتي تقدمها الإدارة الأميركية بشأن القضية الإيرانية ومواضيع أُخرى في الشرق الأوسط، فإن أي تعقيد إضافي في المشهد في أوكرانيا، من المتوقّع أن يفاقم هذا الاتجاه، ويُبعد المسألة الإيرانية إلى مكان بعيد جداً، وهو ما يثق المسؤولون الصهاينة بأن الإيرانيين سيستغلّونه لمصلحتهم وغني عن التعريف.
تخشى حكومة المستوطن بينيت أن تؤدي الأزمة بين موسكو وواشنطن، على المستوى الاستراتيجي، إلى تراجع إضافي في الاهتمام الذي توليه الولايات المتحدة الأميركية لتحديات الشرق الأوسط. بناءً عليه، فإن أيّ مسّ جديد بهيبة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأي تراجع في حضورها وتأثيرها، يُعَدّان خبراً سيئاً لـدولة الكيان ومن شأن هذا الواقع الجديد أن ينعكس سلباً على استقرار المنطقة، وعلى المساعي المبذولة لكبح تمدُّد إيران، كما ستكون له تبعات سلبية على استقرار دولة الكيان وعلى ردعها في المنطقة ،وبإمكان روسيا استغلال الحلبة السورية ، لكي تجسد أمام الولايات المتحدة الأمريكية ، أن بيدها تضع مصاعب أمام الغارات الصهيونية ، ضد التموضع الإيراني في سوريا وكذلك نقل أسلحة إلى الأراضي السورية والى حزب الله.
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً:
هل سياسة الحياد التي تتبعها حكومة المستوطن مجدية لها؟
يتمثّل التحدي الأول لحكومة المستوطن الصهيونية بالموقف الذي سيتعين على دولة الكيان الغاصب اتخاذه إذا حدث أيّ تطور عسكري في شرقي أوروبا، بحيث ستجد دولة الكيان نفسها محرَجة جداً بين موسكو وواشنطن، ولاسيما أن من المتوقع أن تطلب واشنطن من حكومة الاحتلال الصهيوني اتخاذ موقف واضح إلى جانبها. لذلك، عليها أن تسعى جاهدة للمحافظة على العلاقات الجيدة التي تربطها بجميع الأطراف المتورطة في الأزمة (الأوكرانية)، وصياغة موقفها وفقاً لذلك.
قادة الكرملين يدركون جيداً أن الأزمة كشفت مواقف دول العالم ، خاصة دولة الكيان الغاصب وما ويرتبط بالساحة السورية، بحيث من الممكن أن يتغير الوضع ، ليحد من حرية عمل الجيش الصهيوني، الكثير من الإرهاصات ، في الأزمة الروسية الأوكرانية ، فالكيان يتطلع إلى استقدام اليهود الأوكرانيين ، وجلبهم إلى الكيان ، سيما أن وكالات الأنباء تحدثت عن وصول يهود أوكرانيين ، وربما تشهد الأيام القادمة استقدام المئات منهم ، الأمر الذي يشكل تحديا إضافياً لشعبنا ، وذلك بتوسيع سرطان الإستيطان وسرقة الأرض من أبناء شعبنا كما هي العادة.