- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
جلال نشوان يكتب: العالم يتغير ..فأين نحن من هذا التغيير؟
جلال نشوان يكتب: العالم يتغير ..فأين نحن من هذا التغيير؟
- 9 أبريل 2022, 7:33:33 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
زلزال المتغيرات الدولية يضرب العالم كله ، وللأسف نحن لم نتغير ، فالإنقسام البغيض ، يحكم قبضته على حياتنا ،ونتعامل مع الأزمة الدولية وكأننا نعيش في جزيرة نائية بعيدة عن المتغيرات الجديدة ولم نتفاعل مع حجم المتغيرات الدولية الرهيبة الجارية الآن، وعلى الرغم من أن انعكاسات الحرب الروسية، الأوكرانية على القضية الفلسطينية لا تزال غير واضحة، خاصة وأن الصراع يبدو أنه يتجه صوب سيناريوهات مفتوحة، وأنها لم تعد حرباً خاطفة ومحدودة، إلا أنه من الممكن قياس حدود التأثر استنادًا لما يمكن أن تحدثه الحرب من تغييرات آنية أو مستقبلية على الصراع المرير مع الإحتلال.
ويبقى السؤال الذي يداهمنا دوماً ، متى ينتهي الإنقسام ؟
والإجابة على هذا السؤال ، لابد لنا أن نقر بحقيقة وإن كانت مرة ، وهى أن قادة المطبخ الصهيوني ، استطاعوا إن يقتنصوا الفرصة ويتموضعوا. دولياً ، ويلعبوا دور الوساطة مع أن العالم يدرك جيداً أنهم مجرمو حرب ، حيث وظفوا الأزمة الأوكرانية لصالحهم وتجاوزوا مرحلة التداعيات السلبية ، حيث ارتأوا خلط الأوراق وبذلوا جهود مضنية لإستثمار الأزمة، ومن نافلة القول : نقول أن زيارة شولتس الألماني لدولة إلإحتلال ، وكذلك قمة النقب ، أضافت زخماً دولياً للاحتلال واضحي لاعباً إقليمياً رئيسياً، وأن الإقليم لن يقدم على أي خطوة إلا بالرجوع إليه ، وقد استطاع قادة الكيان إقناع العالم كله( بتقليص الصراع) بدلاً من حله ، وأن التسهيلات الإقتصادية المزعومة أنجع الحلول من وجهة نظرهم.
وللأسف ونقولها بمرارة، نجح قادة الكيان بإجتياز الأزمة الأوكرانية ،بأقل الخسائر من خلال التناغم مع الإرهاصات القائمة ، و توظيف كافة المعطيات للتخفيف من تداعيات الأزمة الأوكرانية السلبية. حيث سافر المستوطن بينيت إلى روسيا ، وحصل على تفاهمات كبيرة على صعيد الملف السوري واستقدام اليهود الأوكرانيين وهنا يبرز السؤال الأكثر إلحاحاً:
ماذا نحن فاعلون؟ للاسف الشديد ، غدا. الإنقسام واقعاً ، وتٱكل التضامن الدولي مع قضيتنا ، بسبب التشرذم الذي نعيشه ، وإذا بقى الحال على ماهو ، سوف تنعكس الأزمة الأوكرانية الروسية على قضيتنا بالسلب ونقول: متى يدرك طرفا الإنقسام خطورة الإنقسام على قضيتنا ووضع ٱلية الخروج من ٱتون الفرقة والتشرذم وتوظيف الأزمة الدولية لصالح. قضيتنا ؟ ونتساءل: إما ٱن الأوان التوافق على برنامج وطني والعمل من أجل عدم تٱكل التضامن الدولي مع قضيتنا وتصويب البوصلة بالشكل الصحيح ؟
القضية ياسادة في منتهى الأهمية:
العالم يتغير وماقبل الأزمة الأوكرانية الروسية ، أضحى بمثابة أرشيف ، لذا علينا سرعة لملمة جراحاتنا وطي صفحة الماضي ، للتناغم مع المتغيرات الدولية التي تشهد مخاضاً عسيراً ، حيث لا يوجد لدينا ترف الوقت ، لأن أمامنا تحديات جسام ومخاطر كبيرة ، خاصة أن اليمين المتطرف ينمو وبشكل مخيف في أوروبا والعالم أمامنا قضية القدس القدس وسرقة الأرض الفلسطينية ، وتناسل المنظمات الإرهابية الصهيونية التي تملك أجندة استيطانية متوحشة أمامنا تحديات ومنها خلق رأي عام دولي مساند للقضية خاصة في ضوء ما كشفته حرب أوكرانيا والعقوبات الدولية المشددة على روسيا من فوضى المعايير و في تطبيق القانون الدولي واستثناء دولة الإحتلال من العقوبات، رغم كونها تشكل تهديدًا وجوديًا للشعب الفلسطيني، وإمعانها في انتهاك القانون الدولي والإنساني أمامنا ، تحديات كبيرة وعلينا العمل الحثيث والدؤوب ، لإدارة الصراع المرير مع المحتل وبتفكير جديد وبطرق وأساليب جديدة.