محمد عبد القدوس يكتب :جدتي معجزة إنسانية

profile
  • clock 11 أبريل 2021, 1:25:21 م
  • eye 971
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بالأمس كان ذكرى رحيلها.. توفيت جدتي روزاليوسف في العاشر من أبريل عام 1958 يعني من 63 عام، وعنواني أراه قد أثار دهشتك وتساءلت يعني إيه.. حضرتك تخشى أنني قد أكون منحاز لها بحب كبير جعلني أصفها بالمعجزة! 

وإذا كانت هذه تهمة فأنا مذنب يا بيه!! 

لكن عنواني أراه غاية في الموضوعية، فهي بالفعل معجزة إنسانية، وإن شاء الله تنحاز إلى رأيي عندما أشرح لك ما أعنيه، جدتي أسمها بالكامل "فاطمة محمد محي الدين يوسف" واشتهرت باسم "روزاليوسف" وهي من مواليد بلاد الشام، وتحديدا مدينة طرابلس اللبنانية. 

وقد قدمت إلى مصر طفلة صغيرة لاجئة بعدما توفي والدها! عاشت في بلادنا دون أي سند على الإطلاق، ليس لها أقارب ولو حتى من الدرجة العاشرة! يعني بالتعبير المصري "مقطوعة من شجرة" !! 

ومع ذلك نجحت وتفوقت سواء في المسرح أو الصحافة، وكانت ملأ السمع والبصر، أليست معجزة إنسانية لأن المصير الطبيعي لواحدة زيها هو الضياع! ومن ناحية أخرى لم يتح لها أي فرصة للتعليم الحقيقي.. يعني تعليمها بسيط جدا، ومع ذلك نجحت في إنشاء مجلة تحمل اسمها تخرج منها نجوم الصحافة المصرية، وجيل ذهبي من الصحفيين عرفناهم.. 

أليست هذه معجزة أخرى! 

وأخيراً فإن أول دور قامت به في حياتها كان في مسرحية عنوانها "عواطف البنين" لجدة عجوز مع أنها كانت فتاة صغيرة، وكان أداؤها رائعا ونجحت نجاحاً عظيماً.. وأسألك: هل سمعت أو شاهدت أو قرأت في حياتك عن فتاة صغيرة تقوم بدور امرأة عجوز؟؟ بالطبع لأ.. لكن جدتي فعلتها، ولمعلوماتك فلا يوجد مجلة في الدنيا تحمل اسم صاحبتها سوى روزاليوسف.. جدتي المعجزة الإنسانية. 


كلمات دليلية
التعليقات (0)