ملاحظات سريعة على تصريحات السيسي

خطاب قوي وصارم غاب عن ملف سد النهضة لسنوات، ولا أظن أنه للاستهلاك المحلي، وتوقيته يقول أن إثيوبيا أوشكت على توجيه القاضية لمصر للأبد، وأن بلاد الحبشة أمست تعتقد أن مياه النيل منحة ربانية لها، وهي حدها من يملك حق استغلالها.

جميل أن يصدر هذا الكلام من أمام قناة السويس والسفن العالمية العالقة منذ أيام تمر، وعيون الدنيا ما تزال عليها، وصدى تأثيرها يتردد في الدوواين الاقتصادية الكبرى، هي إشارة ممتازة وإن كان استخدام القناة بشكل مادي كغلقها مرة أخرى من المستحيلات، لكن التنويه وجب وأظنه سيصل.

هذه المرة الثانية تقريبا - بعد تركيا - التي يتحدث فيها السيسي بلهجة تحذير حادة  لطرف خارجي غير الشعب المصري الذي شبع من تحذيراته المتكررة مثل (هبيد وأشيل ....).

السيسي قال (العمل العدائي قبيح ومعركتنا في أزمة سد النهضة تفاوضية) وهو هدف هذه اللغة الحادة الآن.. دعم فريق التفاوض المصري أمام التجاهل الاثيوبي لنا، وبالبلدي (هته)؛ لكن مع مرور السنوات من استفاد من المفاوضات أكثر؟.. التفاوض أكثر من ذلك جرجرة للمصريين وتعزيز لموقف إثيوبيا؛ هذه ليست طابا قطعة الأرض التي لن تتأثر بمرور الزمن مهما طالت المفاوضات.

في كل الأحوال.. لا أثق في أي خيار أو خطاب مع وجود اتفاقية مبادئ تم التوقيع عليها بين مصر وإثيوبيا بعيدا عن الشعب المصري أو ممثليه، وانتقدها الجميع، ولا اتكيف مع فكرة وجودي في مقاعد المتفرجين اكتفي بتشجيع اللعبة الحلوة، وأسجن إن انتقدت أداء المدير الفني.