- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
تقدير قطري للمساعدات الخارجية: قيم إنسانية وليست أداة سياسية
تقدير قطري للمساعدات الخارجية: قيم إنسانية وليست أداة سياسية
- 30 مايو 2023, 2:09:57 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في العقود الأخيرة، برزت قطر، وهي واحدة من أصغر دول الشرق الأوسط، كلاعب نشط في الجهود الإنسانية في مناطق النزاعات والفقر والكوارث الطبيعية، وهو نهج قطري نابع بالأساس من قيم الدولة الخليجية، بحسب تقرير لمركز دراسات الخليج بجامعة قطر.
وأضاف المركز، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "غالبا ما تنظر وجهات النظر النظرية السائدة في العلاقات الدولية إلى الأعمال الإنسانية على أنها تحركات استراتيجية لتعزيز مصالح الدول".
وتابع أن "هذا المنظور أدى إلى اعتبار الإنسانية في قطر آلية متعمدة لتعزيز سمعتها العالمية وأداة للسياسة الخارجية للتعويض عن نقاط الضعف المتصورة".
واستدرك: "لكن بينما يلقي هذا المنظور الضوء إلى حد ما على السياسات الخارجية للدولة، فإنه يتغاضى عن أهمية قيمها التقليدية والمساعي الإنسانية تحظى بالثناء والاهتمام، وسيكون من الخطأ الادعاء بأنها القوى الدافعة الحصرية وراء مشاركة قطر في مثل هذه الأعمال".
وأكد المركز أنه "مع الاعتراف بأن المصالح السياسية قد تلعب دورا بالفعل، فمن المهم بنفس القدر الاعتراف بأن الدول، بغض النظر عن قوتها الجيوسياسية أو مكانتها العالمية، تكون مدفوعة أحيانا بقيم مستمدة من تقاليدها الثقافية والدينية والأخلاقية".
وزاد بأنه "من خلال الاعتراف بتأثير القيم، يمكننا تطوير فهم أكثر شمولا للمشاركات الإنسانية لقطر والتعرف على التعقيدات التي تنشأ عند تقاطع المبادئ والمصالح الاستراتيجية والديناميكيات العالمية".
زلزال تركيا وسوريا
و"تعطي سياسات قطر الأولوية لتعزيز السلام وتقديم المساعدات الإنسانية والمشاركة الفعالة في حل النزاعات، معتبرة هذه المساعي واجبات أخلاقية والتزامات قانونية"، بحسب المركز.
وأضاف أنه "في أعقاب الزلازل المدمرة في تركيا وسوريا (6 فبراير/ شباط الماضي)، تدفق الدعم من جميع أنحاء العالم، لكن تفوقت قطر على معظم الدول التي تعهدت وقدمت الدعم".
وتابع: "وبصرف النظر عن كونها من أوائل الدول التي أرسلت مساعدات إلى المناطق المنكوبة، كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول رئيس دولة يسافر إلى تركيا ويلتقي بنظيره (التركي رجب طيب أردوغان) لتقديم دعمه للأمة المنكوبة".
وأردف: "وبالإضافة إلى كونها سادس أكبر جهة مانحة على مستوى العالم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن دعم قطر الثابت لعمليات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عبر مساعدة مالية بنحو 96 مليون دولار، جعلها من بين أكبر الجهات المانحة للوكالة، وقد أشادت المفوضية بجهود قطر ووصفتها بأنها: فاعل استراتيجي ومستجيب أول للعديد من حالات الطوارئ على مستوى العالم."
وأفاد المركز بأن "المنظمات الخيرية في قطر تلعب أيضا دورا رئيسيا في تقديم المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء العالم، ومنها اليمن وسوريا وبنجلاديش وأفغانستان والعديد من البلدان الأفريقية".
وأكد أن “معظم الأعمال الإنسانية لقطر بلا مقابل، وهي سمة مميزة للمفهوم الإسلامي عن الصدقة والزكاة، وكلاهما لا يشترط أي عائد مادي، بل هو واجب ديني تجاه المحتاجين”.
طالبان وواشنطن
المركز قال إن قطر تظل ملتزمة بمبادئها بشأن المساعدات الإنسانية، على الرغم من التدقيق في تعاملها مع جهات فاعلة غير حكومية مثل حركة طالبان في أفغانستان، وحركة حماس في فلسطين، وجماعة حزب الله في لبنان، و"التي تصنفها معظم الدول المتقدمة كمجموعات إرهابية".
واعتبر أن "دور قطر المحوري في تسهيل الصفقة بين الولايات المتحدة وطالبان (بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في 2021) يمثل إنجازا دبلوماسيا رائعا يُظهر قدرتها على الإبحار في مفاوضات معقدة، وفي أعقاب استيلاء طالبان على السلطة، دعمت قطر بنشاط جهود الإجلاء، وقدمت المساعدة لآلاف الأفغان الباحثين عن الأمان واللجوء".
وخلص إلى أنه "عند تحليل سياسات قطر، من الضروري مراعاة أهمية القيم، حيث يمكن أن تُعزى مشاركتها الاستباقية إلى مجموعة من مبادئ الإيثار المتجذرة في الإسلام والثروة الكبيرة".
وأردف أن "حل النزاعات والوساطة ليسا مكرسين فقط في تعاليم القرآن، ولكنهما متأصلان بعمق أيضا في التقاليد العربية، ويضاف إلى ذلك مفهوم الأمة، فالتأكيد على وحدة المسلمين كأمة واحدة يوفر رؤى حيوية حول الدوافع وراء جهود حل السلام التي تبذلها قطر".