- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
ترامب يربك الجمهوريين ويشغلهم : ما المرحلة المقبلة؟
ترامب يربك الجمهوريين ويشغلهم : ما المرحلة المقبلة؟
- 2 مايو 2021, 3:22:06 م
- 654
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فقد الجمهوريّون في الولايات المتحدة أوراق قوّة كثيرة خلال العام الأخير، من السيطرة على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ إلى فقدان التحكم بغرفتي الكونغرس. ومنذ ذلك الحين، يخوضون معركة داخلية حول توجهات حزبهم ولحسم خيارهم، في ما يتعلق بتبني سياسات الرئيس السابق، دونالد ترامب، المثيرة للانقسام أو نبذها.
وبعد مئة يوم على انتقال الرئاسة من الجمهوري ترامب إلى الديموقراطي، جو بايدن، عقد أعضاء جمهوريون في الكونغرس، الأسبوع الماضي، اجتماعات مغلقة في مقرهم الحزبي في فلوريدا في محاولة لاستبعاد الشخصيات المتطرفة من مؤتمرهم، وتسليط الضوء على السياسات المحافظة التي يعتبرونها قادرة على استقطاب الناخبين.
ويسعى الحزب الجمهوري إلى إيجاد مسار يخرجه من مأزقه السياسي، استعدادًا للانتخابات النصفية المقررة في 2022، ولاحقا الاستحقاق الرئاسي المقرر في 2024.
وعلى الرغم من وجود رغبة لدى العديد من مسؤولي الحزب الجمهوري بالتخلي عن الخطاب المناهض للمهاجرين وطي صفحة ترامب، لا يزال جمهوريون كثر يرون في الرئيس السابق زعيما فعليا للحزب، علمًا أن استطلاعا أجرته شبكة "إن بي سي" هذا الأسبوع أظهر تراجع تأييد الجمهوريين له.
والأسبوع الماضي، صرّح ترامب لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية أنه يفكر "بجدية كبيرة" في خوض الاستحقاق الرئاسي المقبل في مواجهة بايدن أو أي مرشح ديموقراطي آخر، في العام 2024.
ومن شأن تصريحات كهذه أن تجمّد الأمور على صعيد الانتخابات التمهيديّة، بانتظار إعلان ترامب لمشاريعه السياسية، وأن تحرم الحزب من فرص البحث عن مرشّحين محتملين يمكن أن يخوضوا الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويقرّ واضعو إستراتيجيات الحزب الجمهوري وممثلوه أن الحزب يسعى إلى حسم خياره في ما يتعلّق بترامب، وبهوية الشخصية القادرة على إعادتهم إلى السلطة.
وصرّح مستشار الحزب الجمهوري في تكساس، مات ماكوفياك، الجمعة، أنّ "أي حزب يخسر الانتخابات الرئاسية يغرق في تخبّط لفترة معيّنة".
وأوضح ماكوفياك أن "الغرق في التخبط يعكس غياب زعيم واحد"، وأضاف "لكن ما هو مختلف بالنسبة لنا هو أننا لدينا زعيم واحد وهو ترامب".
لكنّ الرئيس السابق يواجه مشاكل عدة. فنسب تأييده في صفوف الحزبيين تشهد تراجعًا، وهو يواجه متاعب قضائية متزايدة، كما أن تحقيقا فدراليا فتح بحق محاميه الشخصي السابق، رودي جولياني.
إلا أنّ ماكوفياك يشدّد على أن "أجندة ترامب كانت ناجحة"، وأضاف أن "هناك توافقا متناميا يعتبر أن الترامبية (نهج الرئيس السابق) من دون ترامب، قد تمنحنا أفضل فرصة للفوز في 2024".
في إطار سعيهم لإبراز الصفة الجامعة لحزبهم، لا سيّما بعد الإدانة القضائية الصادرة خلال محاكمة الشرطي الأبيض السابق في قضية مقتل الأميركي الأسود، جورج فلويد، اختار الجمهوريون السناتور تيم سكوت، الممثل الأسود الوحيد للحزب في مجلس الشيوخ، للرد على خطاب بايدن أمام الكونغرس، الأربعاء.
وفي خطاب دام 15 دقيقة، دعا سكوت الأميركيين من كل الأطياف إلى تغليب "الحس السليم والأرضية المشتركة".
لكن على الرغم من سعي سكوت للتأكيد على أن "أميركا ليست بلدًا عنصريًا"، يستخدم جمهوريون خطابا مناهضا للمهاجرين وسط معاناة الحزب في التعامل مع زخمه الشعبوي.
لكن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أكد أنه يعارض هذا الخطاب. وهو رفض التمسّك بترامب الخاسر للانتخابات والذي سعى إلى إشاعة نظريات مؤامرة حول تزوير نتائج التصويت، ووجّه إليه مجلس النواب تهمة التحريض على اقتحام الكونغرس في كانون الثاني/يناير.
لكنّ الرئيس السابق هاجم بشدة ماكونيل في نيسان/أبريل، خلال مؤتمر لمانحي الحزب، وأفادت تقارير أنه وصف السناتور الجمهوري بأنه "غبي".
وفي خضم سعي الجمهوريين لوضع إستراتيجية الانتخابات النصفية للعام 2022، برز خلاف في الاجتماع المغلق في فلوريدا بين زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، كيفن مكارثي، ورئيسة مؤتمر الحزب، ليز تشيني، وهو تطوّر كان الجمهوريون الساعون إلى توحيد صفوف الحزب يأملون في تجنّبه.
وقالت تشيني، وهي إحدى الشخصيات الجمهورية العشر التي صوّتت لصالح توجيه الاتهام لترامب في كانون الثاني/يناير، إنه يجب منع السياسيين الذين طعنوا بنتائج الانتخابات من الترشّح للرئاسة.
ورد مكارثي على تشيني بالقول إن مناقشة هذه القضايا في اجتماع مخصص لبحث التوجهات السياسية للحزب "غير مثمر".
ولم تستبعد تشيني التي تعرّضت لانتقادات من داخل حزبها على خلفية التحية المتبادلة بينها وبين بايدن قبيل خطاب الأخير أمام الكونغرس، خوض الاستحقاق الرئاسي المقبل.
لكن مستقبلها السياسي سيبقى في مهب الريح ما لم يقرر الحزب الجمهوري التخلي عن ترامب الذي هاجم مرارا تشيني في الآونة الأخيرة.