تقرير : ترامب وحرب أجهزة الاستخبارات العالمية في البيت الأبيض

profile
  • clock 12 أبريل 2021, 5:05:20 م
  • eye 1163
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مخطط الموساد والـ«كي بي جي» لاختطاف البيت الأبيض 4 سنوات

خلاف نتنياهو أوباما بعد ثورات الربيع العربي دفع تل أبيب للإنقلاب على الديموقراطيين وحرمانهم من الرئاسة

ترامب تلقى دعما استخباراتيا من تل أبيب وموسكو ..ونفذ مخططات تتعارض مع المصالح الأمريكية

نتنياهو تعاون مع بوتين على دعم ترامب مقابل تسهيل الوجود الروسي في الشرق الأوسط وإقامة قواعد عسكرية

اسرائيل اشترطت على الرئيس الجمهوري تنفيذ صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية واستبعاد حل الدولتين

تحالفت مع أنظمة عربية لدعم حكمهم الإستبدادي مقابل تنازلات جغرافية خطيرة لإعادة تشكيل التوازن الاستراتيجي في المنطقة



(عام عصيب مر على اسرائيل بعد تولي الإخوان مقاليد الحكم في مصر)، هكذا وصف مصدر مطلع، الحال في تل أبيب بعد 2012 مشيرا إلى أن صعود الإخوان لسدة الحكم مثّل مصدرا لقلق نتنياهو الذي لم يتقبل محاولات الطمأنة من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، خاصة وان الأخير، وفقا للمصدر، كان يرى في فوز الإخوان بداية للديموقراطية في المنطقة، بحسب وجهة نظره، ولأول مرة تختلف الأهداف والوسائل فيما بين إسرائيل والإدارة الأمريكية، ما دعا تل أبيب إلى قلب الطاولة رأسا على عقب، فقررت أن تلقن الديموقراطيين درسا لن ينسوه، وحينها خططت لأن تكون لاعبا في الانتخابات الأمريكية، فالتقت الأهداف الإسرائيلية الروسية ونفذا مخططا انتهى باختطاف الرئاسة الأمريكية لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.


بداية اختلاف الرؤى الأمريكية الإسرائيلية

المصدر ذاته، أكد أن إدارة الرئيس الديموقراطي الأسبق باراك أوباما سعت إلى فرض قواعد الديموقراطية في المنطقة عبر تداول السلطة، وإنهاء الحكم الملكي والجمهوري المتمدد، طالما طال عمر الحاكم، ورأى أوباما في الإخوان المسلمين نموذجا لفرض الديموقراطية، فالجماعة كانت تمتلك قواعد جماهيرية عريضة وباتت مؤهلة للفوز بأي انتخابات تجري بشفافية، لتكون الجماعة مجرد خطوة على طريق الديموقراطية وتداول السلطة، بعيدا عن الملكية والعسكرية، بحسب رؤيته، إلا أن هذا النموذج تعارض مع الاستراتيجية الاسرائيلية التي ترى في الجماعات الإسلامية خطرا على وجودها، ما دعاها إلى محاولة اللعب خارج سياق الأطر التقليدية المحددة في تحالفها مع الإدارة الأمريكية، وحينها التقت الأهداف الروسية الإسرائيلية لفرض أمر واقع جديد في الداخل الأمريكي ومنطقة الشرق الأوسط.


الآلية والوسائل

وأكد المصدر أن تسريبات هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديموقراطي في 2016 كان لها وقع الصدمة على الرؤوس، ورغم محاولات التشويه التي جرى تدبيرها بالتنسيق مع المرشح الجمهوري حينها دونالد ترامب، إلا أن موقف مرشحة الحزب الديموقراطي ظل قويا حتى أخر ورقة اقتراع، وسبق ذلك إدارة الروس كتائب إليكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على توجهات الناخبين تزامنا مع حملات ممنهجة أدارتها موسكو من خلال وسائل الإعلام والمواقع الإليكترونية فضلا عن توجيه مرشح الديموقراطيين لاستخدام أسلوب شعبوي لم تعتد عليه الإدارة الأمريكية في انتخاباتها بهدف كسر الديموقراطيين وخسارتهم الانتخابات التي فاز بها دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري بدعم استخباراتي دولي.


سياسة ترامب فضحت المخطط


كانت قرارات وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمثابة انقلاب في السياسة الخارجية الأمريكية حيال منطقة الشرق الأوسط، وفقا لذات المصدر، حيث وضع ترامب على طاولته في أول أيام حكمه أهم قضية تتعلق بمصير الشرق الأوسط وهي قضية الصراع الإيراني الخليجي، وحينها فدع الكونجرس الأمريكي إلى عقوبات جديدة على طهران فضلا عن تلميحات ترامب بشأن حماية الأمن في المنطقة وعلى دول الخليج أن تدفع مقابل ذلك، وغفي هذا التوثيت، والكلام للمصدر، لم تفاجأ طهران بما جرى في مؤسسة الحكم الأمريكي، فرجالاتها كانوا على علم بتغير الأوضاع والسياسات حتى قبل الانتخابات الأمريكية 2016 الأمر الذي دفعهم إلى تبنى سياسة مقاومة بعد تبني الولايات المتحدة الأمريكية سياسات جديدة في المنطقة قبل رحيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وأوضح المصدر أن الرئيس الأمريكي المنتخب أظهر توجها مختلفا في إدارة البيت الأبيض، وطغت الشعبوية على سلوكه السياسي: «تحركات ترامب على كل الصعد، أظهرت شعبوية فجة عملت ضد المصلحة الوطنية الأمريكية ، فلأول مرة في تاريخ الدولة، حدث ما يشبه الإنقسام في صفوف الشعب الأمريكي»، ولفت المصدر إلى أن الرئيس السابق كان ينفذ تعليمات لتمرير مخططات الدول الساعية إلى تحجيم الدور الأمريكي: «ترامب نهج أسلوبا خارجا على السياق الرئاسي المتعارف عليه، تحقيقا لمصالح الروس وحلفائهم، ففي عهده شيد بوتين قواعد عسكرية في الشرق الأوسط، كما حاول تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن التي وقف ورائها نتنياهو والحكام العرب، بما يناقض الدبلوماسية الكلاسيكية الأمريكية التي تتبنى حل الدولتين منذ عقود طويلة».

«لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية يعمل رئيسها ضد المصلحة الوطنية، حيث عمد الرئيس الجمهوري السابق إلى الإنسحاب من الإتفاق النووي مع إيران الذي جاهدت إدارة أوباما لعقده، تحقيقا لاستقرار مؤقت في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما أعلن، كما دعم الحرب السعودية على اليمن وساعد حكام الدول العربية في قمع شعوبهم وبناء سجون جديدة لحبس المعارضين»، قالها المصدر، مشيرا إلى أن عهد ترامب كان بمثابة إصدار شهادة وفاة للحريات في مختلف دول العالم وصار قمع الشعوب سياسة غير مستهجنة في أغلب الدول الديكتانورية.

ولفت المصدر إلى أن ترامب عمل على مساعدة الدول العربية الأربع «السعودية الإمارات البحرين مصر»، وفرض حصار على الدولة القطرية رغم التحالف الاستراتيجي بين واشنطن والعائلة المالكة، فضلا عن كونها بلد استضافة لأكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، ونوه إلى أن تسريبات نشرتها الصحف أكدت أن توتر العلاقات القطرية الأمريكية في عهد ترامب سببها تعارض المصالح الشخصية لصهر الرئيس جاريد كوشنر، وكان والده يملك مبنى ضخم اشتراه بملايين الدولارات التي اقترضها من البنوك الأمريكية وحاول ترامب وصهره ابتزاز القطريين لشراء المبنى بمبالغ كبيرة لا تعكس قيمته الحقيقة إلا أن القطريين رفضوا عقد الصفقة فلجأ إلى دول خليجية لتمريرها وكان المقابل حصار الدولة القطرية بما يناقض السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية معلنا انقلابه على تلك المدرسة ونجح في دغدغة مشاعر الأمريكيين بأنه لا يكترث إلا لأمريكا، في محاولة واضحة للقضاء على الدور العالمي للبيت الأبيض .



وأضاف المصدر أن خلافات نشبت داخل المؤسسات الأمريكية بعد أزمة قطر ورغم ذلك واصل ترامب هجومه على الدوحة بدعوته إلى ضرورة حصارها لوقف تمويلها للإرهاب عقب عودته من قمة الرياض، ففي الوقت الذي كان فيه البنتاجون يدافع عن شراكته مع الدوحة في مكافحة الإرهاب فضلا عن إشادته باحتضان قطر لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط ومساهمتها في الحفاظ على المصالح الأمريكية خلال السنوات الطويلة الماضية، استمر هجوم ترامب على قطر، ومن هنا تباينت الرؤى بين المؤسسات الأمريكية بشأن الأزمة القطرية، فالبنتاجون رأى أنها حاضنة لأهم القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وساهمت في ضمان أمن المصالح الأمريكية في المنطقة فضلا عن دورها في محاربة الإرهاب بما يعني التجاوز عن توجيه الاتهامات لقطر حفاظا على مصالح أمريكا.

«في طريق عودته إلى أمريكا بعد القمم الثلاث التي عقدت في السعودية، كتب ترامب تغريدة على تويتر، أكد فيها رفضه لتمويل الأيدولوجية الراديكالية بالإشارة إلى قطر ثم كتب تغريدة أخرى أشار فيها إلى أن الدول العربية ستتصدى لقطر راعية الإرهاب لتكون بداية لنهاية التطرف، وهو ما تسبب في صدام على الصعيد الداخلي الأمريكي تمثلت خطواته في تصريحات متناقضة عكست اختلاف التوجهات بين ترامب ومؤسسات الدولة وعلى رأسها البنتاجون، حيث أثنت وزارة الدفاع الأمريكية، على قطر لاستضافتها قاعدة جوية مهمة للقوات الأمريكية، مؤكدة التزام الدوحة الدائم بالأمن الإقليمي، في مقابل إشادة الرئيس دونالد ترامب بقرار الدول العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة» قالها المصدر مدللا على توجهات الرئيس الأمريكي الأسبق ضد مصالح الدولة الأمريكية.

«الانتخابات الأمريكية الأخيرة لم تكن مجرد انتخابات عادية، ولم يقتصر الأمر على مجرد صراع جمهوري ديموقراطي، وإنما كان بمثابة حربا استخباراتية ضروس جرت رحاها في أروقة الـCIA والموسات والمخابرات الروسية ففي الوقت الذي تلقى فيه ترامب دعم استخباراتي دولي، نجحت المخابرات الأمريكية في استعادة الدولة المفقودة لأربعة سنوات عجاف»، قالها المصدر مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق نفذ مخططات مدروسة على الصعيد الداخلي والدولي والأمريكي تتعارض مع المصالح الأمريكية ونهجها الدبلوماسي في قيادة العالم والدفاع عن الحريات، وعقب مرور أربعة أعوام من الفوضى السياسية في البيت الأبيض استعاد الديموقراطيين أمريكا بعد تراجع دورها في المنطقة، ولعل انتظار الشعوب العربية واهتمامها بالانتخابات الأمريكية دليل قاطع على التخريب العمدي الذي تسبب فيه الجمهورين على مدار أربعة سنوات بدأت في 2016.


التعليقات (0)