تكبير الخط تصغير الخط

تذبذبت الأسهم العالمية في تعاملات متقلبة يوم الجمعة بينما هبط الدولار مع سعي المستثمرين لتسوية حساباتهم بعد أسبوع وحشي اتسم بحرب تجارية شاملة وخسارة دراماتيكية للثقة في الأصول الأمريكية كمرسيات لاستقرار السوق.

انخفض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في عشر سنوات مقابل الفرنك السويسري، وإلى أدنى مستوى له في ستة أشهر مقابل الين، مع لجوء المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن الأخرى. وارتفع اليورو بنسبة 1.7% ليصل إلى 1.13855 دولار أمريكي، وهو مستوى لم يُسجل منذ فبراير 2022، بينما سجل الذهب، الذي يُعتبر أصلًا آمنًا في أوقات الأزمات، مستوى قياسيًا جديدًا.

ويعاني المستثمرون من مخاوف بشأن تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بعد أن رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، لتصل فعليا إلى 145%.

وفي يوم الجمعة، ردت الصين بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى 125%، من 84%، مما ساعد في إطلاق موجة أخرى من الأموال إلى أسواق أخرى، مثل أوروبا، حيث ارتفع اليورو إلى أعلى مستوياته في عدة سنوات مقابل الدولار واليوان الصيني.

تراجعت موجة البيع المكثف لسندات الخزانة الأمريكية خلال الليل، لكنها أبقت عائد السندات لأجل عشر سنوات عند 4.4%، مرتفعًا بنحو 45 نقطة أساس خلال الأسبوع، مسجلًا أكبر زيادة له منذ عام 2001، وفقًا لبيانات بورصة لندن. وترتفع عوائد السندات عند انخفاض الأسعار.

قال جوردان روتشستر، رئيس استراتيجية الدخل الثابت والعملات والسلع في بنك ميزوهو: "أصبحت الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين مرتفعة للغاية، مما يجعل من السهل القول إن التجارة في معظم السلع ستتوقف تمامًا، باستثناء السلع الأساسية والسلع ذات الهوامش المرتفعة. وستشهد التدفقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تراجعًا حادًا، مما يلقي بظلال من الشك على دور الدولار على المديين الطويل والقصير".

قلصت الأسهم الأوروبية خسائرها السابقة لتتداول على ارتفاع بنحو 0.1% خلال اليوم، بعد أن انخفضت بنسبة تصل إلى 1% سابقًا. مؤشر ستوكس 600 (.STOXX), يفتح علامة تبويب جديدةلا يزال الذهب منخفضا بنحو 1.7% هذا الأسبوع، وهو أحد أكثر أسابيعه تقلبا على الإطلاق.

حاول وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت تهدئة المتشككين بتصريحه في اجتماع وزاري يوم الخميس أن أكثر من 75 دولة ترغب في بدء مفاوضات تجارية. وأعرب ترامب نفسه عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

لكن جيمس أثي، مدير الدخل الثابت في مارلبورو، قال إن التوقعات لا تزال غائمة بسبب المزيد من عدم اليقين مقارنة بالشهر الماضي: "لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها والتي لا يمكن الإجابة عليها".

وارتفعت العقود الآجلة الأميركية لمؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بنحو 1%، لكن التداول كان متقلبا للغاية، حيث انخفض كلاهما بنحو 2% في وقت سابق قبل أن يرتفع بنحو 1.6%.

لقد أثار القلق بشأن الرسوم الجمركية اندفاعًا متجددًا نحو الملاذات الآمنة، بعد ارتفاع قصير ولكن هائل في أعقاب تحرك ترامب يوم الأربعاء لتأجيل الرسوم الجمركية مؤقتًا على العديد من البلدان.

وقال فاسو مينون، المدير الإداري لاستراتيجية الاستثمار في بنك OCBC في سنغافورة: "تظل التوقعات قصيرة الأجل للأصول العالمية ذات المخاطر غير مؤكدة في ضوء المخاوف بشأن النمو والتضخم، والمعنويات المتقلبة والتطورات السريعة التغير على جبهات التجارة والتعريفات الجمركية".

مخاوف الركود

لقد أدى البيع العنيف لسندات الخزانة الأمريكية هذا الأسبوع، والذي استحضر "الاندفاع نحو السيولة النقدية" في عصر كوفيد، إلى إحياء المخاوف من هشاشة أكبر سوق للسندات في العالم.

وارتفعت عوائد السندات لأجل ثلاثين عاما إلى 4.90%، في طريقها إلى أكبر قفزة أسبوعية لها منذ عام 1982 على الأقل، وفقا لبيانات بورصة لندن.

وقال مايكل كراوتزبرجر، كبير مسؤولي الاستثمار العالمي في الدخل الثابت لدى أليانز جلوبال إنفستورز: "ما نراه في أسواق السندات الأميركية حالياً لا يتعلق بمخاوف التضخم".

وقال كراوتزبرجر إن تحركات الأسعار في سندات الخزانة ربما تعكس مخاوف المستثمرين من أن تباطؤ النمو الحاد، أو الركود، "يجعل التوقعات المالية الأميركية غير المستدامة بالفعل أسوأ".

"ومن ناحية أخرى، ربما نشهد الآن عملية إعادة التوازن بين المستثمرين المؤسسيين أو تخفيض الديون في الصناديق ذات الرافعة المالية."

وفي السلع الأساسية، سجل الذهب مستوى قياسيا مرتفعا جديدا، مرتفعا بنسبة 1.2% إلى 3212 دولارا للأوقية.

ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة، لكنها لا تزال تتجه للانخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، بفعل المخاوف من استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وسجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنسبة 0.35% لتصل إلى 63.54 دولارًا للبرميل.