بيسان عدوان تكتب: متى انفصام الحبل السري؟ توتر بين واشنطن وتل أبيب حول شحنات الأسلحة

profile
بيسان عدوان كاتبة فلسطينية
  • clock 20 يونيو 2024, 10:08:24 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في الفيديو الذي نشره نتنياهو، أشار إلى شحنات الأسلحة والتعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل بطريقة أثارت قلق المسؤولين الأمريكيين. يعتبر هذا الفيديو جزءًا من حملة أوسع لنتنياهو لإظهار قوته السياسية والعسكرية داخليًا وخارجيًا، لكنه جاء بنتائج عكسية على عدة أصعدة.


شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل توترًا جديدًا بعد نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فيديو مسجل حول شحنات الأسلحة. هذا الفيديو أثار جدلاً واسعاً وتسبب في تداعيات سياسية وأمنية قد تؤثر على المسار المستقبلي للعلاقات بين البلدين، وعلى أي جهود للهدنة أو صفقات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لهذا التوتر تأثير على الانتخابات الأمريكية والتناقضات الداخلية في إسرائيل.
التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ليست بجديدة، لكنها تصاعدت في ظل إدارة نتنياهو التي اتخذت نهجًا أكثر تشددًا في التعامل مع القضايا الأمنية والسياسية، خاصة فيما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين. تأتي هذه التسريبات في وقت حساس بالنسبة لإدارة بايدن التي تسعى إلى تحقيق توازن بين دعمها التقليدي لإسرائيل ودعواتها لتعزيز حقوق الإنسان في المنطقة.


جاءت ردود الفعل الأمريكية على هذا الفيديو حادة وسريعة. عبرت الإدارة الأمريكية عن استيائها من نشر هذه المعلومات الحساسة علنًا، معتبرة أن ذلك قد يعرض العمليات العسكرية والأمنية للخطر. كما أبدى المسؤولون الأمريكيون قلقهم من أن تسريبات كهذه قد تقوض الثقة بين الحلفاء وتعرقل التعاون الأمني المستقبلي.


يمكن أن يؤثر هذا التوتر بشكل مباشر على أي جهود مستقبلية لتحقيق هدنة أو صفقات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. تعول إدارة بايدن على التعاون مع إسرائيل لتحقيق تقدم في عملية السلام، لكن مثل هذه الخلافات تجعل من الصعب تحقيق ذلك. قد تشعر الأطراف الفلسطينية بتشدد المواقف الإسرائيلية نتيجة لهذه الخلافات، مما يعقد جهود الوساطة الأمريكية.


مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، تلعب السياسة الخارجية دورًا حاسمًا في تشكيل مواقف الناخبين. قد تستغل المعارضة السياسية في الولايات المتحدة هذا التوتر لتوجيه انتقادات لإدارة بايدن بأنها تفشل في إدارة العلاقات مع حلفاء مهمين مثل إسرائيل. في المقابل، قد يحاول بايدن وإدارته إعادة التأكيد على دعمهم لإسرائيل مع التمسك بمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي.


أما على الصعيد الإسرائيلي، فقد زاد نشر هذا الفيديو من التناقضات الداخلية بين الأطراف السياسية المختلفة. يؤكد نتنياهو على أهمية تحالفه مع الولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه يستخدم هذه التسريبات لتعزيز موقفه السياسي داخليًا. يعاني نتنياهو من ضغوط سياسية وقانونية متزايدة، وهذه التحركات قد تكون جزءًا من استراتيجيته للبقاء في السلطة.
على المدى الطويل، قد تؤدي مثل هذه الخلافات إلى إعادة تقييم العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. بينما ستظل الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، قد تسعى إلى فرض شروط أكثر صرامة على المساعدات العسكرية والتعاون الأمني لضمان عدم تكرار مثل هذه التسريبات.


إقليميًا، يمكن أن تؤدي هذه التوترات إلى تغيرات في الديناميكيات السياسية. قد تستغل دول أخرى في المنطقة هذا التوتر لتعزيز مواقعها أو للتأثير على مسار العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. كما قد يؤدي إلى تقوية مواقف الأطراف التي تدعو إلى تبني سياسات أكثر استقلالية عن النفوذ الأمريكي.
داخليًا في إسرائيل، قد يؤدي هذا التوتر إلى زيادة الاستقطاب السياسي. سيحاول نتنياهو تصوير نفسه كحامي أمن إسرائيل والمتحكم في العلاقات مع الولايات المتحدة، بينما ستتهمه المعارضة بتهديد العلاقات الحيوية مع الحليف الأهم لإسرائيل. هذا الصراع قد يفاقم الانقسامات الداخلية ويؤثر على استقرار الحكومة الإسرائيلية.


هل سيؤثر ذلك علي مستقبل العلاقات بين البلدين هل يمكن أن يؤثر ذلك علي شكل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ربما قد يشعر ذلك  الفصائل الفلسطينية بفرصة لتعزيز موقفها في المفاوضات في ظل الخلافات بين الحليفين. في المقابل، قد تزيد إسرائيل من تشددها لتعويض تراجع الدعم الأمريكي.
اما في السياسة الإقليمية قد تستغل دول مثل إيران وتركيا هذه التوترات لتعزيز نفوذها في المنطقة. و تراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل قد يشجع هذه الدول على تبني سياسات أكثر تحديًا لإسرائيل ومصالحها.


 وعلى الساحة الدولية، قد تتأثر العلاقات الأمريكية مع حلفائها الأوروبيين الذين يدعون إلى نهج أكثر توازنًا في التعامل مع القضية الفلسطينية. تصاعد التوترات قد يؤدي إلى تباين في المواقف بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين.


رغم أنه لم يحن أوان انفصام الحبل السري بين إسرائيل وأمريكا لكن هناك سيناريوهات محتملة لمستقبل العلاقة الكاثوليكية تلك 
الأول: تعزيز العلاقات الثنائية رغم التوترات الحالية، قد تسعى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تجاوز هذه الخلافات وتعزيز علاقاتهما. يمكن أن تتضمن هذه الجهود زيادة التعاون العسكري والأمني، وتعزيز الحوار الدبلوماسي لتجنب تسريبات مستقبلية قد تضر بالثقة المتبادلة.


السيناريو الثاني: إعادة التوازن في العلاقة قد تسعى الإدارة الأمريكية إلى إعادة التوازن في علاقاتها مع إسرائيل، مع استمرار الدعم العسكري ولكن مع فرض شروط وضوابط أكثر صرامة على استخدام هذا الدعم. هذا السيناريو قد يشمل أيضًا زيادة الضغوط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
السيناريو الثالث: تصاعد التوترات في حال استمرار الخلافات وعدم التوصل إلى تفاهمات، قد تتصاعد التوترات بين البلدين. هذا السيناريو قد يؤدي إلى تراجع في التعاون العسكري وتزايد الانتقادات العلنية بين المسؤولين في واشنطن وتل أبيب.


رغم التوترات الأخيرة التي شهدتها العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لا يزال الحبل السري بين البلدين قويًا بفضل المصالح الاستراتيجية المشتركة والروابط التاريخية العميقة. ومع ذلك، فإن المستقبل يتطلب جهودًا متواصلة لتعزيز الثقة والتفاهم المتبادل، وتجنب التصرفات التي قد تضر بالعلاقات الثنائية. يبقى التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل محوريًا في السياسة الدولية، لكن الحفاظ عليه يتطلب مرونة وحكمة في التعامل مع التحديات المتجددة.

كلمات دليلية
التعليقات (0)