- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
بوتين: الغرب أخرج المارد من المصباح والصراع يتحول إلى مواجهة عالمية
بوتين: الغرب أخرج المارد من المصباح والصراع يتحول إلى مواجهة عالمية
- 21 فبراير 2023, 2:06:21 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القوى الغربية، بسبب دورها في النزاع الجاري بين روسيا وأوكرانيا، واتهمهم باستخدام النزاع في كييف للقضاء على موسكو، لافتا إلى أن الغرب أخرج المارد من القمقم.
وقال بوتين في خطابه السنوي للأمة الثلاثاء، إن روسيا تواجه اليوم خطرا وجوديا، ومن المستحيل هزيمتها في أرض المعركة، وستتعامل "بشكل مناسب" تجاه تحويل الصراع إلى مواجهة عالمية.
وتابع في بداية خطابه أمام النخبة السياسية في البلاد وعسكريين قاتلوا في أوكرانيا: "أتحدث في لحظة صعبة ومهمّة بالنسبة لروسيا، في فترة تشهد تغييرات أساسية في جميع أنحاء العالم".
وأوضح بوتين في خطابه الذي جاء بعد حوالي عام من بدء هجومه العسكري في أوكرانيا، أن تدفقات المال الغربية للحرب لا تنحسر، وأن الغرب أخرج المارد من القمقم (المصباح)، مؤكدا أن "النخب الغربية لا تخفي هدفها: إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا، أي القضاء علينا مرة واحدة وإلى الأبد".
وزاد أن "الغرب هو من بدأ الحرب، والدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تسعى لسلطة غير محدودة في الشؤون الدولية، في حين أن روسيا حاولت وتحاول إيقافها"،
واعتبر أن "وعود وكلمات القادة الغربيين كانت مجرد ذرائع لكسب الوقت لإعداد أوكرانيا للمواجهة، في حين كانت روسيا منفتحة ومستعدة للحوار وتسعى لضمانات أمنية للجميع بمساواة وعدل".
وقال أيضا إن "موسكو تتحدى محاولات الغرب لتدمير الاقتصاد الروسي عن طريق حزمة غير مسبوقة من العقوبات" مضيفا أن "تريليونات الدولارات على المحك بالنسبة للغرب لكن تدفقات الدخل الروسي لم تنضب".
وأوضح بوتين بالقول: "كنا نعرف أن الخطوة التالية بعد دونباس هي الهجوم على القرم. نحن ندافع عن وطننا، الغرب أضاع 150 مليار دولار لتسليح أوكرانيا، ومنح خلال عام 2020 الدول الفقيرة 60 مليار دولار.. قارنوا الأرقام".
وقال إن "الغرب كان يلعب بأوراق مخلوطة ويحتفل بخياراته فهو معتاد على البصق على العالم كله".
وأضاف: "نحن لا نحارب الشعب الأوكراني، هذا الشعب أصبح أسيرا للغرب على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري"، متهما الغرب باستخدام أوكرانيا "كساحة للحرب".
وأكد أنه كلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا، ستقوم روسيا بدفع العدو بعيدا عن أراضيها.
وفي إشارة إلى العقوبات الدولية على بلاده، اعتبر بوتين أنّ الغرب "لم يحقق شيئاً ولن يحقق شيئا"، في الوقت الذي قاوم فيه الاقتصاد الروسي بشكل أفضل مما توقعه الخبراء، حسب قوله.
وأضاف: "لقد حرصنا على استقرار الوضع الاقتصادي وحماية المواطنين"، معتبرا أنّ الغرب فشل في "زعزعة استقرار مجتمعنا".
تعليق المشاركة في معاهدة سلاح
كما أعلن بوتين، أن روسيا علقت مشاركتها في معاهدة مع الولايات المتحدة تضع قيودا على الترسانات النووية الاستراتيجية لدى الجانبين، وقال: "في هذا الصدد، أجد نفسي مضطرا للإعلان اليوم أن روسيا علقت مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية".
وأضاف: "لا ننسحب من معاهدة الأسلحة الاستراتيجية، ولكن نعلق مشاركتنا بداية من اليوم، ولو نفذت الولايات المتحدة تجارب نووية فسنفعل المثل، وسترد روسيا على أي تحد تواجهه.. والحق معنا".
وجاء خطاب بوتين، وسط سياق سياسي واستراتيجي خاص، يتميز بتطورات لافتة أبرزها الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا للمرة الأولى منذ استلامه السلطة قبل نحو عامين.
ويلقي بوتين خطابه في ظل حالة من الاستعصاء العسكري تواجهها قواته في أوكرانيا، مقابل اندفاع غربي مستمر لدعم كييف عسكريا وأمنيا وتعهدات بمدها بمزيد من الأسلحة المتطورة من أجل مساعدتها في إمالة الكفة لصالحها في حربها مع روسيا.
كما جاء أيضا بعيد مؤتمر ميونخ للأمن الدولي الذي انعقد قبل يومين بحضور عدد من زعماء العالم وكبار السياسيين والعسكريين من العديد من الدول، وشكل المشهد الأمني الأوروبي في ضوء حرب روسيا على أوكرانيا محور محادثاته.
وفي أول رد فعل أمريكي على خطاب بوتين، ندّد مسؤول أمريكي رفيع المستوى بـ"سخافة" اتهامات بوتين الذي اعتبر أن التهديد الغربي ضد روسيا يبرر غزو أوكرانيا.
وقال مستشار الأمن القومي جايك ساليفان للصحفيين: "لا أحد يهاجم روسيا.. هناك نوع من السخافة في فكرة أن روسيا كانت تتعرض لشكل من أشكال التهديد العسكري من أوكرانيا أو من أي جانب آخر".
ومن المقرر أن يتبع خطاب بوتين، خطاب آخر يلقيه بايدن في قصر وارسو الثلاثاء، على بعد 3 أيام فقط من الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا.
ويُتوقع أن يعرض خطاب بايدن وجهة نظر متعارضة بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا.
وعن الخطاب الذي سيلقيه بايدن في وارسو، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "جون كيربي": "ستسمعون في خطاب الرئيس رسائل سيكون لها صدى بالتأكيد لدى الشعب الأمريكي"، ولكن أيضا "لدى حلفائنا وشركائنا.. ولدى الشعب البولندي".
وأضاف: "وأظن أنكم ستسمعونه يوجه رسائل إلى بوتين أيضا، وكذلك إلى الشعب الروسي".