- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
بكر أبوبكر يكتب: اعلان بلفور الانجليزي هو الإرهابي وليس “حماس”!
بكر أبوبكر يكتب: اعلان بلفور الانجليزي هو الإرهابي وليس “حماس”!
- 23 نوفمبر 2021, 11:42:20 ص
- 603
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعلن المملكة المتحدة عن حركة “حماس” الفلسطينية المقاوِمَة كيانًا ارهابيا، وهي إذ تنضم بذلك لجوقة ارتبطت ليس بنبذ التيارات الاسلاموية المتطرفة، كما قد يفسر البعض، وإنما ارتبطت بهاجسين اثنين في عقلية السياسيين الانجليز الأول هو الشعور بالدونية والصِغاروالديْن أمام يهود أوربا الذين عانوا الأمرين من مواطنيهم الآخرين في تلك البلاد، حيث عاملوهم باحتقار وجفاء وانتهاكات جسيمة ومذابح على مدار التاريخ لأسباب دينية في مرحلة طويلة، ثم لاحقًا لأسباب مصلحية اقتصادية، ولأسباب تمييزية عنصرية ارتبطت بالعقلية الاستعمارية الغربية الفوقية التي رأت بنفسها-دون مواطنيها اليهود-هدية الرب للعالم! ليسوسوه ويحكموه فارتكبت كل الفظائع ضد المخالفين ومنهم مواطنيهم الأوربيين من يهود أوربا، وغيرها.
إذن هاجس “اللاسامية” كما أسموه هُم، أو العداء الأوربي-المسيحي ليهود أوربا وروسيا وهو الحقيقة التاريخية، كان العامل الأول الذي اقترن بالشعور بالصِّغار والشعور بأنهم مطالبين دومًا بالتكفير عن ذنوبهم الكثيرة تجاه مواطنيهم يهود أوربا بما ارتكبوه من فظائع وقتل ونهب وطرد بحقهم، وكان الأجدر بهم أن يقوموا بهذا فعلًا ضد كل من انتهكوا حياته من يهود أوربا وروسيا، أوغيرهم في أوربا، اومن شعوب الدول التي خضعت لاستعمارهم العرقي البغيض لدهور طويلة.
الشعور بأنهم يجب أن يكفروا عن جرائمهم أو أنهم مدينين ما زال يلاحقهم-كما قد يبدو- وليس هذا لوحده وإنما ارتبط ذات السبب بالرغبة بطرد اليهود بعيدًا عنهم، وفق هذه العقلية وليس محبة، وإنما للأسباب الاستعمارية الرأسمالية المعروفة فقاموا بدق إسفين في قلب العالم العربي أو العالم المشرقي الى الأبد فتخلصوا من مشكلة وخلصّوا أرواحهم من المعاناة!
فكرة العداء للسامية بمعنى معاداة اليهود وبعد قيام دولة “إسرائيل” على أرض فلسطين العربية، بدأت تتحول لتُفهم أنها أية مناهضة ل”إسرائيل” الاحتلالية. بغض النظرعن قيام هذا الكيان بأي انتهاك عنيف أو غيره تقوم به الدولة الصهيونية، وفق نفس النظرية التخليصية والاستعمارية وعليه يتحول الكيان الصهيوني الاحتلالي الى كيان محصّن ومعصوم عن المساءلة عالميًا عند هذه الدول وخاصة بريطانيا.
تعلن المملكة المتحدة أي بريطانيا العظمى أن فصيل حماس الفلسطيني منظمة إرهابية للهاجس الأول المتعلق ب”اسرائيل”، على فرضية أنها “ديمقراطية” بريطانيا والغرب في قلب المنطقة العربية والاسلامية ولسبب الشعور بالصِغار وردّ الديْن، ولمهزلة الاقتران بين العقل الاستعماري الفوقي القديم وادعاء حقوق الانسان كل هذا أولا.
أما ثانياً فإن “حما.س” التي ما هي بالحقيقة الا فصيل فلسطيني مقاوم وثائر شأنه شان حركة التحرير الوطني الفلسطيني-.فتح والجبهة الشعبية. والجبهة. الديمقراطية وحركة الجها.د الاسلامي كلها تنظيمات تسعي لتحطيم الصورة الكاذبة للعقلية الاستعمارية الرأسمالية الغربية المرتبطة بزرع الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، أي تسعى لتحرير بلادنا فلسطين.
“حماس” التي أعلنت بريطانيا عنها منظمة إرهابية تدلل باعلانها هذا على مدى الكيل بمكيالين في النظرة الغربية العاجزة عن الاعتراف بأكبر جريمة إرهابية ارتكبتها هي بالتحديد عبر التاريخ بإدخال منظمة (الحركة الصهيونية) في قلب أرض شعب آخر (فلسطين) دون أن تكلف نفسها ولو الاعتذار عن صنعها هذه المأساة ولو بعد 100 عام من إعلانها ورقة بلفور الارهابية الإقصائية.
لم تكن حماس في يوم من الأيام أو أي من فصائل الثورة الفلسطينية تستحق لقب الإرهاب الذي تستحقه فعلًا دولة بريطانيا طوال عهودها الإرهابية الاستعمارية البغيضة، وبعقل عدد من قادتها اليوم الذين مازالوا يحلمون بالسيطرة والتسيد على العالم، وبذات الفكر المهيمن ونقاء العرق الأبيض ونظريته العنصرية التي تم اعتماد مثيلها اليوم بقانون القومية بدولة “إسرائيل” الأبارتهايدية العنصرية تحت رعاية النسيج الغربي المتزلف.
فلسطين التي كانت من 10 آلاف عام هي هي اليوم فلسطين العربية اليبوسية الكنعانية الفلسطينية والآرامية…الخ، وضمت في مراحل مختلفة تعددية القبائل والشعوب، لم تكن وظلت لآلاف السنين حتى اليوم عربية تلهج بالشكر لله وللسانها الواضح، وقبلت على مدار القرون من جاء يعلن حبه لهذه الأرض فكان المسيح وولادته العظيمة في أرض المحبة، وكان نبي الاسلام العظيم وإسرائه والمعراج في القدس، وستظل هذه البلاد بكاملها قبلة المسلمين الأولى وتظل بوابة السماء.
يكتب الأستاذ المحامي علي أبوحبلة “إن مشروعية المقاومة الفلسطينية مستمده من الشرعية الدولية استنادا لاتفاقية جنيف ولاهاي التي أعطت المشروعية للإقليم المحتل حق مقاومة الاحتلال، إن حقيقة الواقع تفرض على المجتمع الدولي دعم الشعب الفلسطيني و تبني المطالب الانسانيه المحقه للشعب الفلسطيني وتبني المطالب الحقوقية للشعب الفلسطيني”.
ويضيف: “ما أقدمت عليه بريطانيا بحق “حما.س” يعد جريمة تضاف للجرائم البريطانية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ودعم للمحتل ومكافأته على عدوانيته ضد الشعب الفلسطيني، وبدلا من اعتذار بريطانيا عن “خطيئتها التاريخية” بحق الشعب الفلسطيني، وتصحيح هذا الخطأ، سواء في اعلان بلفور حيال فلسطين، أو الانتداب الذي هو بمثابة “تسليم الأرض الفلسطينية للحركة الصهيونية”، فان بريطانيا اليوم “تناصر الإرهاب للاحتلال الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.”
القرار البريطاني المجحف الجديد بحق “حما.س”، لا يختلف كثيرًا عن كثير قرارات قديمة لهذه العقلية التي خلّفت من حقبتها الاستعمارية المريرة والطويلة المشاكل في كل مكان قامت باستنزاف موارده كلها فلم تخرج إلا وتركت وراءها مختلف الجِراح النازفة في كل العالم كما نرى بخلافات الدول التي كانت تحت طائلة هذا الاستعمار القديم البغيض والذي يستبدل اليوم بالاستعمار الاقتصادي الثقافي النفسي -والتقني مؤخرا- بمنطق تحويل شعوب الأمم الى مستهلكين خانعين لكل ما سبق على إدعاء تفوق الحضارة الغربية التي تمثلها عقليتهم العنصرية، ما يعني الخضوع من قبل الآخرين لمقاييسهم وقوانينهم فقط المسماة “عالمية”.
لا. يا سادة إن حركات التحرر جميعًا، وكان أولها في نطاقنا الفلسطيني وبعد النكبة عام 1947م، حركة التحرير الوطني الفلسطيني .فتح لم تخطيء عندما قامت وانطلقت وأطلقت الرصاصة الأولى بيد الخالد ياسر عرفات، وتواصلت باستخدام حقها الطبيعي والقانوني بمقاومة المحتل وتحقيق الاستقلال وهو ما كفلته لها كل الشرائع الدولية بما فيها الشريعة الأممية، فلم يكن العمل العسكري.والكفا.ح المسلح بتاتًا الا إرادة المقاومة الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال لأرضنا، وليس بمنطق البُغض الديني، أو العرقي الاستعلائي الذي كان يشكل الشعور والفعل الاستعماري الغربي في مرحلة من مراحل التمدد الجائر على خريطة العالم.
لن نقبل وصم أي فصيل فلسطيني ثائر أو مقاوم بأنه كيان إرهابي أو أنه كيان ملفوظ مهما كان لنا من خلافات فكرية أو فكرانية (أيديولوجية) معه بتاتًا. ومهما كان له من الأفعال الداخلية التي ندين فاسدها يوميًا، فهذا شأن وذاك آخر. ونحن أهل مكة الأدرى بشعابها نفهم جيدًا التفرقة بين العدو الرئيس أو التناقض الرئيس وبين التناقضات الثانوية، فكان ولايزال الاحتلال هو التناقض الرئيس وكلنا متفقون على ذلك وما سواه مهما كبُر هو الثانوي أو الهامشي الى أن يكون النصر بإذن الله حليف الحق والعدل الذي نحن أول ممثليه ضد آخر احتلال عبر التاريخ الحديث.
الحواشي:
قالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل، الجمعة 19/11/2021م، إن الحكومة حظرت حركة. حما.س، مشيرة إلى “قدراتها الإرهابية”.وذكرت باتل في بيان: “تملك حما.س قدرات إرهابية واضحة تشمل امتلاك أسلحة كثيرة ومتطورة، فضلا عن منشآت لتدريب إرهابيين. لهذا اتخذت إجراءات لحظر حركة حما.س كلية”-عن سكاي نيوز عربية
2 “اللاسامية” حسب مؤسسة مدار للدراسات الإسرائيلية هو: مصطلح متعارف عليه في أوروبا. وهو كراهية اليهود وملاحقتهم على يد حكومات أو فئات من شعوب أوروبية وذلك بسبب انتماء اليهود للشعب السامي (لا يوجد تاريخيا شيء اسمه سام-الكاتب) المختلف عن الشعوب الاوروبية. ولقد عُرِفت ظاهرة اللاسامية في العصور القديمة واللاحقة أيضاً. ولكن مصطلح اللاسامية ذاته ظهر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر من خلال كتاب نشره فيلهلم مار بالالمانية العام 1879 تحت عنوان (انتصار اليهودية على المسيحية). وهدف اللاسامية هو إظهار اليهود كعنصر منفرد وغريب وله مميزات خاصة به دون سواه من الشعوب الأخرى في العالم. وتم توظيف اللاسامية كمفهوم لأهداف سياسية من قبل الصهيونية، وتم توظيفه من أجل إسكات أي صوت انتقادي للصهيونية وممارساتها بحق الشعب الفلسطيني، عبر تعميمه حيناً وتحريفه أحياناً أخرى.
3 فرضية أن كل يهود العالم من نسل واحد سقطت تاريخيًا، فهم من قبائل ثم شعوب مختلفة في العالم وعلى رأسهم الأسيويين وشعوب اوربا، أما فكرة التقسيم العرقي الزمني التاريخي بفرضية الوجود لسام وحام ويافث الخ فلا يدل على صحتها أي دليل علمي، باستناء أنها مذكورة فقط بالتوراة والتي لم تعد تصلح دليلًا تاريخيًا البتة. وعلى فرضية أن يهود العالم عرق واحد “سامي”-وان كانت فرضية ساقطة- فكل قبائل او أقوام المنطقة العربية هم من سام على سبيل المثال. عداك عن أن اليهودية ديانه وليست قومية او قبيلة او عرق أصلًا.
4 بالطبع لم تكتفي بريطانيا باعلان بلفورالمشؤوم عام 1917م، “وعد من لا يملك لمن لا يستحق” كما أسماه الراحل جمال عبدالناصر، بل وادخلته بندًا ضمن ما عرف لاحقًا بصك الانتداب أي الاحتلال البريطاني لفلسطين الذي على مدارما يقرب 30 عامًا أقام فعليًا ما أصبح لاحقًا “دولة إسرائيل” بفتح أبواب فلسطين على مصراعيها امام المهاجرين اليهود على حساب أصحاب البلاد الأصليينن، وبتوفيره لكافة المقومات الاقتصادية والمالية والتدريبية العسكرية والإدارية والسياسية والاستخبارية لهم على أرض فلسطين (يراجع الكاتب الإسرائيلي إيلان بابيه في كتابه المعنون التطهير العرقي وكتابه الآخر 10 خرافات عن “إسرائيل”.)
5 لمن يرغب مراجعة كتاب أوري ديفس اليهودي التقدمي العضو في حركة فتح ومجلسها الثوري في كتابه الهام : “إسرائيل” الأبارتهايدية وجذورها في الصهيونية السياسية.
6 كنموذج روائي من الممكن الاطلاع على رواية: المسافرون الانجليز للكاتب ماثيو نيل، إصدار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. وهي الرواية التي تعري التاريخ الاستعماري البغيض، أو رواية الجنوب إفريقي الحائز على جائزة نوبل ماكسويل كويتزي المعنونة: في انتظار البرابرة، وتمثل الرواية مرآة لكشف مكائد الأنظمة القمعية، وفي إشارات تفهم نقدًا للامبراطورية البريطانية الاستعمارية في زمنها الغابر.
7 في المادة الواحدة والخمسين من ميثاق الامم المتحدة: «أنه ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة، على احد أعضاء الأمم المتحدة، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير الأزمة لحفظ السلم والأمن الدولي». وفي العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية: يشدّد العهد في الجزء الأول على «حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، وحريتها في العمل لتحقيق إنمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي». والقرار الدولي رقم 2625 تاريخ 24/10/1970 أشار إلى حق تقرير المصير بقوله «لجميع الشعوب وبمقتضى تساوي الشعوب في حقوقها، وحقها في تقرير مصيرها، الحق في أن تحدّد بحرية ودون تدخل خارجي، مركزها السياسي، وفي أن تسعى بحرية، إلى تحقيق إنمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي». ويقول د.وليد الدحنون في ورقته حول شرعية المقاومة في القانون الدولي المقدمة لمعهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية:” أن فقهاء القانون الدولي قد اتفقوا على مشروعية المقاومة المسلحة، ولكنهم اختلفوا على الأساس الذي تبنى عليه ما بين حق الدفاع الشرعي عن النفس، ومقاومة العدوان، والاتجاه الثاني قال ان حق الشعوب بتقرير المصير هو الأساس القانوني لشرعية المقاومة المسلحة.”