بقدرات وخبرات روسية.. هل تصبح إيران قوة رائدة في مجال الفضاء؟

profile
  • clock 27 فبراير 2023, 6:24:49 ص
  • eye 370
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أعرب الدكتور ولي كالجي، وهو خبير إيراني في دراسات منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، عن اعتقاده بأن آفاق التعاون في مجال الفضاء بين إيران وروسيا ستصل إلى مستويات جديدة.

كالجي لفت، في مقال نشره موقع "أمواج ميديا"، إلى أن وكالة الفضاء الإيرانية ونظيرتها الروسية وقّعتا في ديسمبر/ كانون الأول 2022 اتفاقية لتعزيز التعاون بينهما.

وأوضح أن الاتفاقية مهمة لأنها تشكل جزءا أساسيا من برنامج الفضاء الإيراني الذي تمت الموافقة عليه مؤخرا ويمتد 10 سنوات، ويسعى إلى تحويل إيران إلى قوة إقليمية رائدة في تكنولوجيا الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية، بحسب المقال 

القمر "خيام"

وحتى الآن، بحسب كالجي، ركز التعاون الفضائي الإيراني الروسي على إطلاق الأقمار الصناعية، ففي 2009 أطلقت طهران أول قمر صناعي لها، وهو محطة اتصالات محلية الصنع، فيما حدث أول إطلاق ناجح لقمر صناعي إيراني في أبريل/نيسان 2020، وتبعه آخر بعد عامين.

وأضاف أنه في أغسطس/آب 2022، أطلقت روسيا القمر الصناعي الإيراني التصميم "خيام" في المدار، وبنت شركات روسية القمر تحت إشراف خبراء إيرانيين، وفق طهران.

وأشار إلى أن الإطلاق جاء بعد وقت قصير من اتفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على دعم بعضهما البعض في مواجهة الضغوط الغربية خلال زيارة بوتين لطهران في يوليو/تموز 2022، وكانت أول زيارة خارجية له منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022.

وعلى الرغم من الضغط الغربي وانتقاد التعاون الفضائي بين موسكو وطهران، بحسب كالجي، تأمل إيران في الاستمرار باستخدام القدرات والخبرات الروسية حتى تحقق القدرة على وضع أقمار صناعية أثقل في المدار بمفردها.

نظام تحديد المواقع

وفي ظل العلاقات الحالية المتوترة مع الغرب، فإن التعاون مع موسكو مهم لطهران في ما يتعلق بالبث التلفزيوني والاتصالات.

كما تأمل إيران في فصل نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية تماما عن نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس"، بحسب كالجي.

ولفت إلى أن نظام "جي بي أس" مملوك للولايات المتحدة ويتم تشغيله بواسطة القوات الجوية الأمريكية، ويمكن أن تقيد واشنطن وصول طهران إليه في أوقات التوترات الشديدة.

ولهذا، وفق كالجي، تولي إيران اهتماما بتجربة النظام الروسي العالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية "غلوناس"، وهو نظام يعمل بالتوازي مع نظام "جي بي أس".

وأفاد بأن إيران قامت في 2016 ببناء "هدى"، وهو نظام تحديد مواقع محلي، لكن ليس له تغطية وطنية كاملة حتى الآن.

مركبة فضائية مأهولة

كما ستكون المساعدة الروسية ضرورية لإيران إذا ما أرادت إرسال أفراد إلى الفضاء، وهو هدف رئيسي لبرنامج الفضاء الإيراني، وفق كالجي.

وأشار إلى أنه في أوائل 2010، أرسلت طهران حيوانات مختلفة إلى المدار على متن مركبات فضائية صغيرة، لكنها لم تطلق بعد مركبة فضائية مأهولة.

واعتبر أن الرغبة الإيرانية في إرسال إنسان إلى الفضاء مدفوعة جزئيا بالتقدم الفضائي الكبير للدول الآسيوية، مثل الصين والهند، وكذلك المنافسين الإقليميين مثل الإمارات، لكن رحلة الفضاء المأهولة تتطلب القدرة على إطلاق قمر صناعي يزن 2000 كجم على الأقل.

وكما تفيد اتفاقية التعاون في مجال الفضاء طهران، فهي تفيد موسكو أيضا، بحسب كالجي، خاصة وأنه كرد فعل على العقوبات الغربية على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، أنهت موسكو في 2022 التعاون مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في مجال الفضاء.

لذلك، فإن توقيع الاتفاقية بين وكالة الفضاء الإيرانية الخاضعة للعقوبات الأمريكية منذ سبتمبر/أيلول 2019 ونظيرتها الروسية التي قطعت التعاون مع الغرب، يوفر للطرفين دعما متبادلا هما بأمس الحاجة إليه، وفق كالجي.

 

 

المصدر | ولي كالجي/ أمواج ميديا

التعليقات (0)