- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
بعد مرور عام.. تعرف على مستجدات الحرب في السودان
بعد مرور عام.. تعرف على مستجدات الحرب في السودان
- 20 أبريل 2024, 6:17:47 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بدأت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، لتدخل البلاد عاماً جديداً ثانياً، في ظل غياب للحل السياسي، وعدم قدرة أيٍ من الأطراف على حسم المعركة عسكرياً، وسط ازدياد الأزمة الإنسانية سوءاً، مع شمول نحو مليوني شخص بأزمة فقر مدقع.
وبات واقع الكثير من المواطنين السودانيين بعد عام على حرب السودان، هو الجوع والعطش، وتقطع السبل بهم بين نازح ولاجئ ومشرد، بحسب إحصائيات لمنظمات الأمم المتحدة العاملة هناك.
يشهد إقليم دارفور غربي البلاد، آخر التطورات العسكرية، الذي شهد خلال الأيام الماضية تجدد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور، التي تعد الولاية الوحيدة في الإقليم التي لم تقع بعد في أيدي قوات حميدتي.
باتت تسيطر قوات الدعم السريع على كل من ولايات:
شرق دارفور، غرب دارفور، جنوب دارفور، وسط دارفور.
لذلك تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على ولاية شمال دارفور، من خلال تركيز جهدها العسكري على منطقتين في هذه الولاية:
– الفاشر: عاصمة ولاية شمال دارفور.
– مليط: الحدودية مع ليبيا وذات المنفذ الحدودي المهم.
1- الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور
بالنسبة للفاشر، فهي منطقة تشهد أكبر تجمع للنازحين في السودان جراء الحرب، كما أنها تعد مركزاً للحركات المسلحة في دارفور.
كان الموقف السياسي المعلن منذ بداية الحرب بالنسبة لقوات الحركات المسلحة، هو الوقوف على حالة الحياد، وتأمين الفاشر من أي اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
في 11 أبريل 2024، أعلنت الحركات المسلحة قرارها بالانحياز إلى طرف الجيش السوداني بعد مرور نحو عام على حرب السودان.
خلال الأسبوع الجاري، شنت قوات الدعم السريع هجمات عسكرية متتالية على معسكرات وتجمعات الحركات المسلحة في مدينة الفاشر، في محاولة للتقدم والتوغل نحو المدينة، إلا أن القوة المشتركة بين الجيش والحركات المسلحة، تمكنت من طرد قواتها المهاجمة في المحورين الشمالي والغربي للولاية
في حين تقوم قوات الدعم السريع بشن هجمات على أكثر من 10 قرى غرب مدينة الفاشر، وقامت بحرقها، وهي:
كويم، وسرفايا، وجقو، وأم عشوش، وهجاليج، وقرينات، وبحير، وتركنيا، وقرينات، وبِركة، وأب سنيد، وجرونقا.
تفيد مصادر أهلية من هذه المناطق، بأن حرقها يمثل رد فعل انتقامياً من قوات الدعم السريع على قبيلة الزغاوة التي تشكل الغالبية العظمى لقوات الحركات المسلحة التي أعلنت الانحياز للجيش السوداني.
في حين رجحت مصادر عسكرية لـ"عربي بوست"، أن الهدف من حرق مناطق غرب الفاشر، "لغرض مضاعفة التضييق على السكان داخل المدينة من الناحية الغربية، وتوسيع دائرة الحصار عليها نحو الداخل، حتى تتمكن من السيطرة على الولاية المتبقية من مدن إقليم دارفور".
2- محليّة مليط الحدودية
بدأت قوات الدعم السريع السيطرة على محلية مليط الحدودية مع ليبيا، في تاريخ 1 أبريل/نيسان 2024، أي بعد مرور عام على حرب السودان، بحسب المصادر الأهلية لـ"عربي بوست".
وأفادت بأنه في هذا التاريخ، تفاجأ المواطنون بانسحاب قوات الحركات المسلحة بشكل مفاجئ من مدينة مليط، الواقعة شمال مدينة الفاشر، وتمركزها خارجها في منطقة أم مراحيك، الواقعة بين الفاشر ومليط.
ولم تعلق الحركات المسلحة على هذه الأنباء حتى الآن.
جعل الأمر قوات الدعم السريع تنتشر في محلية مليط بشكل مكثف، لتضاعف من قواتها فيها، بهدف فرض حصار على مدينة الفاشر، وقطع الطريق أمام أي بضائع أو مؤن تصل إلى الولاية من دولة ليبيا أو من منطقة الدبة في شمال السودان.
تشير المصادر إلى أن تلك الخطوة كانت بمثابة الفرصة الأخيرة لإدخال إمداداتها النفطية المهربة، وشحن السلاح الذي يأتي قوات الدعم السريع من الخارج، ويتم تهريبها عبر الطرق البرية لمضاعفة جهدها الحربي المستمر منذ عام على حرب السودان، ما يعني زيادة حاجتها للإمدادات العسكرية والوقود لاستكمال المعارك.
قوات الدعم السريع أعلنت سيطرتها التامة على محلية مليط الأحد 14 أبريل 2024، بعد معارك استمرت لساعات طويلة، في حين لم يؤكد ذلك الجيش السوداني حتى الآن.
في الأثناء، زادت الضربات الجوية لطيران الجيش السوداني على مواقع قوات الدعم السريع في الفاشر، والقرى المجاورة لها، التي سيطرت عليها مؤخراً.
باتت بذلك قوات الدعم السريع تفرض حصاراً كاملاً على الفاشر، مع قطع الطريق أمام كافة المواد الغذائية والصحية والوقود عنها، مع قطع لإمدادات الحركات المسلحة.
دفع الأمر بالجيش السوداني إلى القيام بعمليات إنزالات جوية في الفاشر، وذلك لدعم عناصرها والقوات المسلحة في قتالها مع قوات الدعم السريع في عاصمة ولاية شمال دارفور.
3- التطورات في وسط وشرق السودان
أما عن آخر التطورات في وسط وشرق السودان بعد مرور عام على حرب السودان، فأكدت المصادر العسكرية لـ"عربي بوست"، أن الحرب تتسع في عامها الثاني لتشمل المناطق التي تحاول قوات الدعم السريع السيطرة عليها، وهي:
مناطق جديدة في ولاية الجزيرة.
بعض البلدات في ولاية النيل الأبيض.
محلية الفاو بولاية القضارف.
الحدود المتاخمة لولاية نهر النيل.
في المقابل، فإن الجيش السوداني استطاع التقدم في بعض المحاور في العاصمة الخرطوم، حيث تمكن من استعادة مقرات الإذاعة والتليفزيون، وإبعاد قوات الدعم السريع من المناطق القديمة من وسط مدينة أم درمان.
ففي حين تركز قوات الدعم السريع جهودها الحربية للسيطرة على آخر ولاية في إقليم دارفور، فإنها تعاني من التراجع في العاصمة الخرطوم، التي كانت تسيطر على غالبية مناطقها قبل عام على حرب السودان.
من جانبه، علق الخبير الاستراتيجي السوداني الدكتور خالد عبيد الله، في حديثه لـ"عربي بوست"، بأن "انتهاكات قوات الدعم السريع، ومخالفتها للقانون الإنساني الدولي، وممارسة العنف بأنواعه، واحتلال منازل المواطنين وسرقة مدخراتهم المالية، والمصوغات الذهبية، لم يصب في صالحها لا سيما في الخرطوم".
4- المسيرات الإيرانية والتركية
مما يرتبط أيضاً بآخر التطورات الميدانية بعد مرور عام على حرب السودان، برز بشكل كبير خلال شهر رمضان 2024، دور الطائرات المسيرة في تحقيق الجيش السوداني تقدماً لا سيما في العاصمة الخرطوم.
كشفت مصادر عسكرية من الجيش السوداني، في تقرير سابق لـ"عربي بوست"، عن دور حاسم للطائرات المسيرة التي استخدمها الجيش في عملياته الأخيرة ضد قوات الدعم السريع، لا سيما في منطقة أم درمان في العاصمة الخرطوم.
رفضت المصادر الكشف عن مصدر هذه الطائرات، إن كانت تركية أو إيرانية أو غيرها، مؤكدة حصول الجيش السوداني من خلال صفقات مع "دول صديقة" للحصول على عدد من المسيّرات التي ساهمت في إحداث تغيير ميداني لصالح الجيش.
في المقابل، قال إبراهيم المخير، مستشار قائد قوات الدعم السريع، لـ"عربي بوست"، إنه "فيما يخص المسيّرات الإيرانية، هناك ضجة مبالغ فيها حول هذا السلاح، فلقد أسقطت قوات الدعم السريع أكثر من 70 طائرة حربية كانت تقصف المناطق المدنية، ولا يزال مقاتلونا يسقطون المسيّرات الإيرانية باستمرار"، وفق قوله.
كان "عربي بوست" كشف في تقرير سابق، عن طلب من الجيش السوداني للقيادة العليا في إيران، للحصول على طائرات مسيرة إيرانية الصنع، لاستخدامها في المعارك ضد قوات الدعم السريع.
سبق كذلك أن كشفت مصادر عن طلب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان من تركيا، خلال زيارة أجراها في 13 سبتمبر/أيلول 2024، إمداد الجيش السوداني بمسيّرات تركية.
كذلك تحدثت تقارير غربية عن استخدام الجيش لها في حربه ضد قوات الدعم السريع.
في حين لم يتسنّ التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر رسمية من الجانبين.
اللواء الركن المتقاعد من الجيش السوداني، محمد خليل الصائم، رأى في تصريحاته لـ"عربي بوست"، دوراً مهماً للمسيّرات والطيران الحربي، إلى جانب المشاة والقوات الخاصة في تطورات الحرب في الخرطوم.
وقال إن "لها دوراً بعدم تمكن قوات الدعم السريع بإعادة تموضع عناصرها، واستعادة تنظيمها، وفي استعادة كامل الخرطوم والخرطوم بحري، ومنطقة جبل أولياء، ومناطق في كل من النيل الأبيض وولاية الجزيرة".
المصدر:
عربي بوست