جولة ميدانية شاملة في تجمعات اللاجئين

بعثة "أونروا" تزور الشمال السوري لأول مرة: خطوة أولى نحو استعادة الحقوق المنسية

profile
  • clock 17 أبريل 2025, 4:39:04 م
  • eye 489
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الشمال السوري

في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها، أرسلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعثة رسمية إلى الشمال السوري، في خطوة تهدف إلى تقييم أوضاع اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة السورية، والتي كانت خارج تغطية خدمات الوكالة خلال السنوات الماضية.

جولة ميدانية شاملة في تجمعات اللاجئين

وشملت الزيارة قرية "حيفا الكرمل" في منطقة جبل كلّي بريف إدلب، بالإضافة إلى بلدتي عقربات وأطمة، وصولًا إلى مخيم ديربلوط التابع لناحية جنديرس في ريف عفرين شمال محافظة حلب. وخلال الجولة، التقى وفد "أونروا" بعدد من العائلات الفلسطينية واطّلع على أوضاعهم المعيشية والخدمية.

وفد رسمي رفيع المستوى يمثل الأونروا

ضم الوفد شخصيات بارزة في الأونروا، بينهم برافولا ميشرا، نائب المدير العام لشؤون البرامج، وميرفت أبو راشد، مديرة المنطقة الشمالية، إلى جانب عدد من المختصين في المجالات الطبية والتعليمية والأمنية، ما يعكس الاهتمام الجاد للوكالة بإعادة تفعيل دورها في هذه المناطق.

تقييم ميداني شامل وبداية إعداد قاعدة بيانات

أجرى الوفد جولات ميدانية على المدارس والمرافق الصحية البديلة، والتقى مباشرة بعدد من اللاجئين. وفي تصريح خاص لـ "قدس برس"، وصف الناشط أحمد منصور الزيارة بأنها "خطوة نوعية تُنتظر منذ سنوات"، مؤكدًا أن الهدف منها هو إجراء تقييم أولي شامل، تمهيدًا لتقديم تقارير إلى الجهات المانحة.

الأونروا تواجه أزمة مالية ولكن تبدي التزامًا

ورغم الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها الأونروا نتيجة وقف التمويل الأمريكي، إلا أن منصور أشار إلى أن الوكالة أظهرت اهتمامًا واضحًا بهذه المناطق، مع نية لتقديم ما يمكن تقديمه من خدمات ضمن حدود الإمكانيات المتاحة.

أكثر من ألف عائلة فلسطينية في ظروف صعبة

وأشار منصور إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري يتجاوز ألف عائلة، موزعين على عدة مخيمات وتجمعات، يعانون من أوضاع إنسانية قاسية دون أي دعم مباشر من الأونروا أو المؤسسات الأممية الأخرى.

مطالبات شعبية بعودة خدمات الأونروا

بدوره، عبّر اللاجئ إبراهيم أبو خالد عن أمله في أن تكون هذه الزيارة بداية فعلية لعودة الأونروا إلى الشمال السوري، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين هناك يعيشون في عزلة تامة عن خدمات الوكالة منذ تهجيرهم من مخيماتهم الأصلية في الجنوب.

وأضاف: "نحن لا نطلب المستحيل، فقط نأمل في افتتاح مكاتب خدمية وتعليمية وصحية تابعة للوكالة في الشمال السوري، تُعيد شيئًا من كرامة اللاجئ وتحفظ له الحد الأدنى من حقوقه".

حافز للاستقرار وضرورة لفتح مكاتب جديدة

وأوضح أبو خالد أن غالبية العائلات لا تفكر في العودة إلى مخيماتها الأصلية، ما يجعل الاستقرار في الشمال السوري خيارًا منطقيًا، وبالتالي يُمثل حافزًا حقيقيًا للأونروا لفتح مكاتب جديدة تعنى بالشؤون الطبية والتعليمية في المنطقة.

النساء والأطفال ضحايا تردي الخدمات الأساسية

من جهتها، سلطت اللاجئة سماح ميعاري الضوء على معاناة النساء والأطفال في هذه التجمعات، مشيرة إلى غياب المدارس المجانية وارتفاع تكاليف التعليم الخاص، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية وتكاليف العلاج والدواء، مؤكدة أن "اللاجئين بحاجة إلى حلول مستدامة، وليس مجرد زيارات رمزية".

ترحيب واسع وأمل في خطوات عملية قادمة

وقد لاقت الزيارة ترحيبًا واسعًا من قبل اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، واعتُبرت بارقة أمل في ظل الانقطاع الطويل لخدمات الوكالة. ويأمل اللاجئون أن تسفر الجولة عن إجراءات عملية تترجم على أرض الواقع، بما يُعيد لهم بعضًا من حقوقهم المشروعة.

التعليقات (0)