- ℃ 11 تركيا
- 18 نوفمبر 2024
بالتزامن مع الأزمة السودانية.. هل حاولت إسرائيل توريط مصر باغتيالات "السهم الواقي"؟
بالتزامن مع الأزمة السودانية.. هل حاولت إسرائيل توريط مصر باغتيالات "السهم الواقي"؟
- 9 مايو 2023, 4:36:17 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رأى مراقبون أن إسرائيل حاولت توريط مصر باغتيالات عملية "السهم الواقي" التي أطلقتها في غزة فجر الثلاثاء، واستهدفت حركة "الجهاد الإسلامي"، بالتزامن مع إضطرابات السودان المتواصلة منذ منتصف الشهر الماضي.
وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم مواجهات اندلعت في 15 أبريل/نيسان المنصرم بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وفجر الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي شن عملية عسكرية ضد قطاع غزة أطلق عليها اسم "السهم الواقي"، أسفرت عن مقتل 13 فلسطينيا بينهم 4 أطفال و4 نساء، و3 من قادة "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي".
ووفق تقارير إعلامية، فإن قادة سرايا القدس الذين تم اغتيالهم فجرًا من قبل الجيش الإسرائيلي، كانوا يتجهزون للسفر برفقة وفد من المكتب السياسي للحركة، إلى خارج قطاع غزة.
وبحسب التقارير فإن قادة السرايا الذين تم اغتيالهم كانوا سيتوجهون مع وفد قادة الجهاد إلى مصر التي أبلغتهم، الإثنين، أن بإمكانهم السفر من القاهرة إلى خارجها.
وأوضحت التقارير أن القادة كانوا متخفيين منذ فترة عن الأنظار، وبعد تلقي الإذن بالتجهز للسفر توجهوا لعائلاتهم لوداعهم قبل أن يتم قصفهم داخل منازلهم فجرًا.
ونقل موقع "الجزيرة" عن مصدر دبلوماسي لم يسمه، قوله إن عملية السهم الواقي خلفت غضبا مكتوما بين القاهرة وتل أبيب بسبب تجاهل الأخيرة المتعدة لضرورات الأمن القومي المصري.
وذكر المصدر ذاته أن اشتعال حدود مصر مع قطاع غزة المحاصر يتزامن مع الوضع المضطرب على الحدود الجنوبية مع السودان؛ بسبب تفجر الوضع هناك وعبور موجات من النازحين باتجاه القاهرة.
وتوقع المصدر الدبلوماسي أن يعاني الموقف المصري مزيدا من الارتباك هذه المرة، مشيرا إلى أن القاهرة فتحت قنوات اتصال إضافية مع كل من غزة وتل أبيب للوصول إلى التهدئة.
كما عبر مصدر دبلوماسي آخر عن تشاؤمه بشأن احتمال نجاح جهود التهدئة المصرية، معتبرا أن العملية العسكرية الإسرائيلية تأتي هذه المرة انعكاسا لأزمات داخلية يجري تصديرها للخارج، من دون أي اعتبار لأي من الشركاء الإقليميين ومن بينهم القاهرة.
محاولة توريط
من جانبه، رأى الباحث بمركز دراسات الأهرام علي حافظ، أن إعلان بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إبلاغ القاهرة بالضربات الأخيرة "هو محاولة لتوريطها وإظهار عجزها عن التحرك".
وأضاف أن إسرائيل تستغل انكفاء مصر على مشاكلها الداخلية، وتسعى هذه المرة للوصول بالعدوان على غزة إلى مراحل جديدة غير مسبوقة.
من جهته، أشار المحلل بمركز دراسات وادي النيل عمر حسين، إلى أن إسرائيل تريد حصر جهود الوساطة المصرية في الضغط على الفصائل الفلسطينية لمنعها من الرد على اعتداءات الاحتلال.
وعلى نفس المنوال، اعتبر الصحفي المتخصص في الشؤون العربية شحاتة المصري، أن مصر لا تمتلك حاليا كثيرا من أوراق الضغط، سواء على إسرائيل أو حتى على الإدارة الأمريكية.
ورأى المصري كذلك أن العملية الإسرائيلية الأخيرة التي تحمل اسم "السهم الواقي" أصابت جهود الوساطة المصرية "في مقتل" وضربت مصداقيتها لفترات طويلة.
من جهتها قالت الباحثة زهرة محمد إن هناك محاولات متعمدة لإشعال النيران حول مصر من كل اتجاه، خاصة مع قطاع غزة، فضلا عن جهة الجنوب مع السودان وجهة الغرب مع ليبيا.
وفي بيان رسمي، دانت وزارة الخارجية المصرية الغارات الإسرائيلية على غزة، كما دانت اقتحام مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى صباح الثلاثاء.
وطالبت بوقف هجمات المستوطنين التي تتم في الضفة الغربية والقدس المحتلة تحت حماية القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمدن وآخرها نابلس.
وذكر بيان الخارجية المصرية أن الإجراءات الإسرائيلية والتصعيد المستمر "يتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية، ويؤجج الوضع بشكل قد يخرج عن السيطرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".