انسحاب فرنسا من تشاد والساحل: تراجع النفوذ الفرنسي والأوروبي في المنطقة

profile
  • clock 2 فبراير 2025, 1:35:38 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يمثل إعادة تسليم آخر قاعدة عسكرية فرنسية في تشاد والساحل خسارة كبيرة لنفوذ باريس والمصالح الأوروبية في المنطقة.

نهاية الوجود العسكري الفرنسي في تشاد

أنهت فرنسا، في 30 يناير، أكثر من 60 عامًا من التواجد العسكري في تشاد، لتفقد بذلك آخر نقطة ارتكاز لها في منطقة الساحل.

يأتي هذا الانسحاب بعد قرار الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إنتو في نوفمبر الماضي بإنهاء اتفاقيات التعاون الدفاعي مع القوة الاستعمارية السابقة. 

وكان نحو ألف جندي فرنسي متمركزين في قاعدة كوسي في العاصمة نجامينا.

انسحاب متواصل للقوات الفرنسية من إفريقيا

يُعد هذا القرار جزءًا من حركة متصاعدة منذ عام 2022، حيث انسحبت القوات الفرنسية من مالي، بوركينا فاسو، والنيجر، 

وقد يستمر هذا التراجع في الأشهر المقبلة. كما أعلنت كل من السنغال وساحل العاج مؤخرًا رغبتهما في إنهاء التواجد العسكري الفرنسي على أراضيهما.

هذه التطورات تعكس تراجع النفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا والتحول المتزايد في موقف الدول الإفريقية تجاه القوة الاستعمارية السابقة.

تحولات في العلاقات الإفريقية – الفرنسية

يرى الصحفي جيريميا فيسايو بامبي من قناة يورونيوز أن دول المنطقة تسعى لإقامة علاقات جديدة، وبناء تحالفات مختلفة، وتحديد مسارها الخاص.

ويضيف أن هذه الدول تريد ضمان سيادتها، واتخاذ قراراتها بشكل مستقل، ورسم مستقبل جديد بعيدًا عن النفوذ الفرنسي.

ورغم أن المجالس العسكرية الحاكمة في مالي، بوركينا فاسو، والنيجر اتخذت موقفًا حاسمًا بقطع العلاقات مع فرنسا، فإن تشاد لا تبدو راغبة في القطيعة التامة، بل تصف قرارها بأنه خيار سيادي. أما السنغال وساحل العاج، فتبنيان نبرة مماثلة تجاه باريس.

تقول نينا ويلين، مديرة برنامج إفريقيا في معهد إغمونت، إن هذه التطورات ترسل رسالة واضحة بأن الدول الإفريقية لم تعد ترغب في الوجود العسكري الفرنسي. لكنها تستدرك قائلة: "رأينا في مالي أن السفارة الفرنسية لا تزال قائمة، وهناك تعاون مستمر، لذا فإن قطع العلاقات لا يعني إنهاء كل الروابط".

تأثير الانسحاب الفرنسي على الاتحاد الأوروبي

يشكل الانسحاب الفرنسي ضربة قاسية لباريس، لكنه يرمز أيضًا إلى تراجع نفوذ الاتحاد الأوروبي في المنطقة.

توضح نينا ويلين أن العديد من القادة الأوروبيين اعتمدوا على فرنسا خلال السنوات العشر الماضية، حيث قادت فرنسا أكبر عملية ضد الإرهاب في الساحل، مما أتاح لدول أوروبية أخرى تجنب الاستثمار العسكري المباشر.

وترى أن الخطأ لا يقع على فرنسا وحدها، بل إن هناك غيابًا واضحًا للإرادة الأوروبية في الاستثمار الحقيقي في هذه الدول.

التحدي الأكبر الآن أمام فرنسا والاتحاد الأوروبي هو الحفاظ على نفوذهما، إذ أن انسحاب القوات الفرنسية يفتح المجال أمام قوى دولية أخرى، وعلى رأسها روسيا.

وتتجه الأنظار إلى مجموعة فاغنر الروسية، التي أعيدت تسميتها إلى "فيلق إفريقيا" بعد مقتل زعيمها، والتي يُقدّر أن لديها حوالي 5000 عنصر نشط في القارة الإفريقية.

المصادر

يورو نيوز

التعليقات (0)