تكبير الخط تصغير الخط

أكد هاروهيكو كوروودا، الرئيس السابق لبنك اليابان، أن طوكيو تعمل على تصحيح أي سوء فهم لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن اليابان تتعمد خفض قيمة الين لتحقيق مكاسب تجارية. جاء ذلك بعد تصريحات ترامب التي انتقد فيها اليابان والصين لاستمرارهما في سياسات تُضعف عملتيهما، مما يؤثر سلبًا على المصالح الأمريكية.

وأوضح كوروودا في مقابلة تلفزيونية أن الحكومة اليابانية بذلت جهودًا كبيرة لدعم الين ومنع تراجعه، بما في ذلك التدخل المباشر في سوق الصرف. وأكد أن بنك اليابان لا يسعى بشكل متعمد إلى خفض قيمة العملة، مشددًا على ضرورة إزالة أي غموض حول هذا الموضوع.

وأشار كوروودا إلى أن بنك اليابان بدأ في تخفيف سياساته التيسيرية بعد سنوات من اعتماد أسعار فائدة منخفضة وشراء الأصول. كما لفت إلى أن التدخلات النادرة لوزارة المالية اليابانية في سوق الصرف خلال عامي 2022 و2023 كانت تهدف إلى دعم الين بعد أن وصل إلى مستويات قياسية منخفضة قرب 162 يناً للدولار في يوليو 2023.

وأضاف كوروودا أن التحول التدريجي في سياسة الفائدة يعكس رغبة البنك المركزي في تجنب الضغوط التضخمية مع الحفاظ على النمو الاقتصادي. وأكد أن البنك ليس بصدد توجيه العملة نحو مستويات منخفضة بشكل متعمد.

من جانبه، أكد المحافظ الحالي لبنك اليابان، كازو أويدا، أن الخروج من التيسير النقدي المفرط هو الخيار الأنسب حاليًا. وفي مارس 2023، أوقف البنك برنامج شراء الأصول ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.5%، في إطار سعيه لتحقيق هدف التضخم البالغ 2%.

يُذكر أن اليابان واجهت انتقادات سابقة من واشنطن، خاصة خلال إدارة ترامب الأولى، حيث اتُهمت بتحقيق ميزة تصديرية عبر خفض الين. إلا أن كوروودا نفى هذه الاتهامات، مؤكدًا أن ضعف الين كان نتيجة لسياسات تحفيز الاقتصاد وليس استهدافًا متعمدًا لسعر الصرف.

وفي ختام تصريحاته، شدد كوروودا على ضرورة رفع الفائدة تدريجيًا لتجنب التضخم المفرط، معتبرًا أن الإبقاء على الفائدة منخفضة لفترة طويلة أو رفعها بسرعة كبيرة كلاهما غير صائب. وأكد أن بنك اليابان سيستمر في رفع الفائدة خلال الأعوام المقبلة طالما أن تحقيق هدف التضخم يبدو واقعيًا.