- ℃ 11 تركيا
- 8 نوفمبر 2024
النفط وروسيا والصين.. ملفات ساخنة تحدد العلاقات الأمريكية الخليجية في 2023
النفط وروسيا والصين.. ملفات ساخنة تحدد العلاقات الأمريكية الخليجية في 2023
- 13 يناير 2023, 8:20:00 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"ليس من مصلحة دول الخليج أن تنحاز إلى جانب ضد آخر في التنافس بين الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى".. هكذا تحدث خبراء حول مستقبل العلاقات الخليجية الأمريكية خلال العام الجديد.
ففي القوت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة لإضعاف النفوذ المتزايد لروسيا والصين، نجد أن بعض دول الشرق الأوسط وعلى رأسها الدول الخليجية في تقارب مع الدولتين.
وعلى الرغم من طمأنة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، للقادة العرب أثناء زيارته للسعودية الصيف الماضي، بالتزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة، فإن دول الخليج لا تتسرع في الوقوف إلى جانب واشنطن، في محاولة لمواءمة المصالح.
وتظل قضيتا النفط وحقوق الإنسان، من أهم القضايا الرئيسية التي تؤثر على العلاقات الأمريكية الخليجية، وفقا لصحيفة "NPR"الأمريكية، فضلا عن قضايا أخرى تتعلق بأمن المنطقة وإيران وإسرائيل والحرب في اليمن.
وأثار قرار المجموعة المعروفة باسم "أوبك+" بقيادة السعودية، بخفض الإنتاج في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمقدار مليوني برميل يوميًا، غضبًا أمريكيا، كونه يساعد روسيا في الاحتفاظ ببعض قوتها الشرائية على الرغم من العقوبات الغربية ردا على الحرب في أوكرانيا.
ويصر السعوديون على أن قرار "أوبك+" استند إلى توقعات السوق العالمية، ويشيرون إلى سعر النفط، الذي يتم تداوله بأقل من 80 دولارًا للبرميل، كدليل على أن القرار لم يرسل الأسعار للارتفاع في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي.
وأمام ذلك أعلن "بايدن" شروعه في إعادة تقييم علاقة بلاده بالسعودية، وتوعد المملكة بـ"عواقب لما فعلوه مع روسيا"، لكن شيئا لم يحدث.
أما القضية الثانية، فهي ملف حقوق الإنسان، فعلى الرغم من الثناء على ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" لدفعه تغييرات اجتماعية جذرية في المملكة، لكنه أشرف أيضًا على حملة قمع غير مسبوقة ضد المنتقدين.
كما تواصل المملكة إسكات المنتقدين، في وقت شهد العام الماضي أكبر عملية إعدام جماعي في الذاكرة الحديثة في المملكة وذلك لـ81 سجينًا أدينوا في مجموعة من الجرائم.
ويقول النشطاء إن نصفهم تقريبا من الأقلية الشيعية المتورطة في احتجاجات عنيفة.
يشار إلى أنه في الفترة التي سبقت انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، تعهد "بايدن" المرشح الديمقراطي حينها حال دخوله البيت الأبيض بجعل السعودية "دولة منبوذة"؛ ردا على مقتل الصحفي "جمال خاشقجي".
لكن بدلا من ذلك، سافر "بايدن" إلى السعودية والتقى "بن سلمان" المتهم بإصدار أمر بقتل "خاشقجي"، واقتصر تعهد "بايدن" السابق بالانتقام من ولي العهد عبر مصافحته بقبضة اليد.
وينفي ولي العهد، أي دور في مقتل "خاشقجي"، في وقت قالت إدارة "بايدن" إن منصبه كرئيس للوزراء، أعطاه حصانة في المحاكم الأمريكية، الأمر الذي دفع القاضي إلى رفض القضية المرفوعة ضده من قبل خطيبة "خاشقجي".
ولاحقا، استضافت السعودية الرئيس الصيني "شي جين بينج" في زيارة تاريخية، عقد خلالها قمتين مع دول الخليج والعرب، وذلك بالتزامن مع جهود وساطة سعودية إماراتية في الحرب الروسية الأوكرانية نجحت في عمليتين لتبادل الأسرى.
كما تساعد سلطنة عمان وقطر منذ فترة طويلة في تسهيل المحادثات بين الخصوم في الصراعات الممتدة من أفغانستان إلى اليمن، حيث تحافظ قطر على علاقات وثيقة مع قيادة "طالبان"، وبعضها يقيم في الدوحة.
كما تستضيف قطر محادثات بين مسؤولين أمريكيين و"طالبان"، التي سيطرت على أفغانستان عام 2021.
ولعقود من الزمان، تركزت العلاقات بين الولايات المتحدة والخليج بشكل وثيق حول الأمن.
وتحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة جوية في قطر تم استخدامها في القتال ضد مسلحي تنظيم "الدولة" (داعش)، فيما يقوم الأسطول البحري الخامس المتمركز في البحرين بدوريات في الخليج لردع إيران.
وفي الصيف الماضي، وافقت إدارة "بايدن" على حوالي 5 مليارات دولار من المبيعات العسكرية للسعودية والإمارات لتحسين دفاعاتهما الجوية.
جاء ذلك بعد عدة أشهر من هز العاصمة الإماراتية أبوظبي بصواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، في هجوم يشبه ما تعرضت له منشأة "أرامكو" السعودية في في 2018.
تتبقى قضية الاتفاق النووي الإيراني محل جدال بين الولايات المتحدة والسعودية. ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال" فإن التعاون بين البلدين قد تحسن في احتواء إيران، حيث لا تزال جهود إحياء الاتفاق النووي متوقفة.
وتقول دول الخليج وإسرائيل إن الاتفاق معيب، ولم يحد من برنامج إيران الصاروخي، ولم يتعامل مع الميليشيات المدعومة من إيران والحرس الثوري شبه العسكري.
في الوقت نفسه، واصلت إدارة "بايدن" بعض الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية والذي يقاتل الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
من جانبه، يقول "محمد اليحيى" رئيس تحرير سابق في موقع "العربية" الإنجليزية المملوك سعوديًا، والزميل الحالي في مركز بيلفر بجامعة هارفارد: "لا ينبغي أن يُتوقع من القيادة السعودية اتخاذ قرارات تضر مصالحها، فما يحدث الآن هو توسيع العلاقات مع جميع الأطراف"، في إشارة إلى توسيع العلاقات السعودية مع روسيا والصين.
مضيفًا أنه من الخطأ افتراض أن السعودية تنحرف بعيدًا عن الولايات المتحدة، تجاه روسيا أو الصين.
ويشير "اليحيى" إلى أن القوة الناعمة للولايات المتحدة لا مثيل لها، خاصة بين مئات الآلاف من السعوديين الذين درسوا في الخارج، وهم "مستهلكون شرهون لثقافة البوب الأمريكية". ويضيف: "الولايات المتحدة.. ربما تتعثر بين حين وآخر"، لكن لا تزال أهم وأقوى دولة في العالم.
وحول قرار "أوبك+"، يلفت "اليحيى"، إلى أن "السعودية لن تتخذ قرارا يضر باستقرار أسواق النفط العالمية من أجل اتخاذ موقف قصير الأمد، ولكن موقفها تكتيكي للحفاظ على سوق النفط".
وتتفق معه "إلهام فخرو" الزميلة البحثية البحرينية في جامعة إكستر البريطانية، حين تقول إن دول الخليج لا ترى أن من مصلحتها الوطنية أن تنحاز إلى جانب في التنافس بين الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى.
وتضيف: "لا يوجد جانب إيجابي بالنسبة لهم في نبذ روسيا، على سبيل المثال، أو خسارة الفوائد التجارية مع الصين".
وتضيف: "دول الخليج ملتزمة بإبقاء الحوار مفتوحًا مع جميع الأطراف.. يساعدهم القيام بدور الوسيط في إظهار القيمة في القيام بذلك".
وتتابع "فخرو": "بالنسبة للعديد من دول الخليج، يتعلق الأمر بضمان بقائها"، في إشارة إلى الحاجة إلى الحفاظ على علاقات قوية مع الصين، أكبر مشتر للنفط في الخليج، وروسيا وهي مصدر رئيسي للطاقة والحبوب.
وتلفت إلى أنه على الرغم من مبيعات الأسلحة الهائلة والتدريبات العسكرية المشتركة مع دول الخليج العربية والوجود العسكري الأمريكي القوي في المنطقة، فإن "هناك شعور بعدم الثقة في أن الولايات المتحدة لم تكن شريكًا أمنيًا ثابتًا منذ إدارة (الرئيس الأمريكي الأسبق باراك) أوباما".