- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
النظام السوري يُواصل تعزيز قواته بمناطق "قسد" فما السبب؟
النظام السوري يُواصل تعزيز قواته بمناطق "قسد" فما السبب؟
- 23 يوليو 2022, 6:39:00 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تواصل قوات النظام السوري تعزيز وجودها في عدد من المناطق الحدودية بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وتركيا والفصائل المسلحة السورية المدعومة من أنقرة بعد ارتفاع حدة تهديدات الأخيرة باجتياح جديد لمناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وأعلن مظلوم عبدي، القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" الجمعة 15 يوليو (تموز) في مؤتمر صحافي أن لقاءاتهم الأخيرة مع الجانب الروسي أفضت إلى الاتفاق على تعزيز جديد للقوات النظامية في مناطق حدودية مع تركيا، مثل عين العرب (كوباني) ومنبج "للقيام بواجبها في الدفاع عن الأرض السورية وقد أحرز تقدماً في هذا المجال".
وتعقيباً على هذا الإعلان، أوضح الناطق الرسمي لـ"قسد" فرهاد الشامي لـ"اندبندنت عربية" أن القوات الحكومية موجودة أصلاً بالمنطقة في إطار التفاهمات العسكرية مع النظام في دمشق واتفاق سوتشي 2019 بين تركيا وروسيا و"قوات سوريا الديمقراطية".
وأشار إلى أن التهديدات الحالية تستدعي وجوداً وتعزيزاً أكبر للقوات النظامية في المنطقة الحدودية، و"على هذا الأساس، فإن عدداً من الجنود والأسلحة الثقيلة وصلت إلى المنطقة".
وبحسب الشامي، فإن هذه التعزيزات التي وصلت في إطار تفاهمات عسكرية جديدة تمركزت بمنطقة كوباني وغرب تل أبيض وعين عيسى، وستصل إلى منطقة منبج خلال الفترة المقبلة.
ورداً على سؤال "اندبندنت عربية" في المؤتمر الصحافي حول العلاقة مع النظام السوري، قال عبدي إنه لا توجد لقاءات مباشرة مع دمشق وإن الجهود تحرز تقدماً برعاية روسيا في إطار اتفاق سابق (سوتشي)، معرباً عن ترحيبه بتصريحات رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي توعد في أوائل يونيو (حزيران) الماضي بالرد على تركيا في المناطق التي يوجد فيها الجيش.
"تركيا لا تريد الحوار"
وفي ظل التهديدات المتصاعدة بالهجوم على مناطق الإدارة الذاتية، خصوصاً تل رفعت ومنبج، التي جاءت على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال مظلوم عبدي إن لا مفاوضات أو لقاءات مباشرة مع الجانب التركي وإن أطرافاً سماهم بالأصدقاء حاولوا إيجاد حوار بينهم وأنقرة، لكن هذه الأخيرة غير مستعدة للحوار وتقطع الطريق أمام أي تفاوض، وإنهم ذكّروا مراراً بحل المشكلات عبر الحوار.
أضاف عبدي "إننا لا نريد الحرب، لكن إن فتح الجانب التركي أبواب هذه الحرب، فلن يستطيع إيقافها وستكون واسعة وشاملة وطويلة الأمد وستحدد نهايتها قوات سوريا الديمقراطية".
مصير التحالف ضد "داعش"
قائد "قسد" استعرض عدداً من مواقف قواته تجاه القضايا المختلفة في المنطقة، وقال لـ"اندبندنت عربية" إنه على الرغم من عدم وجود قرار يحددون فيه طبيعة العلاقة مع التحالف الدولي حال وقوع هجوم تركي على مناطقهم، فإن الحرب ضد تنظيم "داعش" ستتأثر من دون شك وأن اهتمام قواته سينصب على وقف أي هجوم تركي على المنطقة، وأنه من المبكر تحديد طبيعة تحالفهم مع القوى الغربية في الحرب ضد "داعش" في حال وقوع هجوم تركي على المنطقة، وأن أولوية قواته ستكون "حماية شعبنا ومصالحه".
أمام عدسات الوسائل الإعلامية العربية والدولية، كشف عبدي عن أمور عدة تتعلق بالإرهاب وتنظيم "داعش"، منها تحضير التنظيم لشن هجوم على مخيم الهول الذي يؤوي نحو 57 ألف شخص غالبيتهم من عائلات التنظيم، خصوصاً الأجانب منهم، وأن التنظيم يستفيد من انشغال "قوات سوريا الديمقراطية" بالاستعداد لصد الهجوم التركي على مناطق شمال وشرق سوريا.
وأضاف أن العمليات الأمنية ضد خلايا التنظيم انخفضت إلى ما دون النصف في شهر يونيو (حزيران) الماضي، مقارنة بشهر مايو (أيار)، أي منذ تهديد أردوغان بشن الهجوم التركي
تفاهمات عسكرية
وشهدت الفترة الأخيرة تفاهمات عسكرية جديدة بين "قسد" والنظام السوري لزيادة الوجود العسكري الرسمي في مناطق شمال وشرق سوريا.
وقال الناطق باسم فصيل لواء الشمال الديمقراطي والقيادي في "قسد" محمود حبيب في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، إنهم طلبوا من دمشق إرسال دبابات ومدرعات ومضادات جوية وراجمات صواريخ للمشاركة مع "قوات سوريا الديمقراطية" في صد أي هجوم تركي على مناطق شمال وشرق سوريا.
وأضاف حبيب في حديث إلى تلفزيون روجآفا المحلي أن دمشق وافقت على طلبهم، ومقابل ذلك طلبت السيطرة على طريق M4 الدولي، وهو ما لم ترفضه "قوات سوريا الديمقراطية"، لكن شريطة عدم تدخل الحكومة السورية في شؤون الإدارة الذاتية، بما فيها الجانب الأمني.
وأوضح القيادي في "قسد" أن هذه الخطوة على الرغم من عدم تعويلهم عليها كثيراً، فإنها تدخل في إطار محاولة "صد أي هجوم على مناطق شمال وشرق سوريا" وحماية الأرض السورية.
مواجهة محتملة
وتتزامن التفاهمات الجديدة مع استعداد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لمواجهة عسكرية محتملة مع تركيا والفصائل السورية المدعومة منها، بحيث أعلنت الإدارة حالة الطوارئ العامة في جميع مناطقها، وأوعزت إلى جميع المجالس التابعة لها بإعداد خطط لهذه الحالة.
إعلان حالة الطوارئ صدر الأربعاء، السادس من يوليو عن المجلس العام للإدارة الذاتية، وهو هيئة بمثابة برلمان تسن فيها القوانين والتشريعات الخاصة بالإدارة الذاتية.
وجاء في مقدمة الإعلان أن مناطق الإدارة الذاتية تتعرض لتهديدات مستمرة من قبل تركيا ولقصف واستهداف بالطيران المسيّر، وأن في نيتها (تركيا) "قضم مزيد من الأراضي السورية".
كما أورد الإعلان أن جميع الإمكانات ستوضع في "خدمة حماية الشعب من أي هجوم على مناطق شمال وشرق سوريا". الإعلان جاء عقب اجتماع طارئ للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، عقد بمدينة الرقة، وناقش ما سماه بالاستعدادات والجاهزية "لمواجهة الحرب إذا ما حدثت، خصوصاً في المناطق والقرى الحدودية، حيث تهدد تركيا بعملية عسكرية واحتلال مناطق تابعة للإدارة الذاتية"، وفق الموقع الرسمي للمجلس.
وفي الاجتماع، اعتبرت الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي أن الحالة التي تمر فيها المنطقة "هي حالة حرب، ويجب التصرف على هذا الأساس، آخذين في الاعتبار كل التجهيزات والتحضيرات اللازمة لمواجهة الحرب"، مضيفة أنه تم رصد الموازنة اللازمة لمواجهة التداعيات السلبية للحرب المحتملة.
"هجوم تركي مفاجئ"
الاستعدادات الرسمية والتصريحات الصادرة عن مسؤولي الإدارة الذاتية لمواجهة حرب جديدة محتملة مع أنقرة زادت بعد تصريحات أردوغان، عقب انتهاء اجتماع لقمة "حلف شمال الأطلسي" (الناتو) في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث جدد عزم بلاده شن عملية عسكرية "من أكبر العمليات في سوريا" من دون تحديد موعدها.
الرئيس التركي أوضح في التصريح ذاته أن موعد العملية قد يكون مفاجئاً. وعند إجابته عن أسئلة أحد الصحافيين عما إذا تأجلت العملية العسكرية التركية على شمال وشرق سوريا لأسباب دبلوماسية أو عسكرية، قال أردوغان "لا داعي للقلق. لا حاجة إلى الاستعجال. نحن نعمل بالفعل على ذلك الآن".