"النسر بين الصعود والنزول: قراءة تقييمية للنظام الليبرالي العالمي"

profile
  • clock 8 أغسطس 2024, 3:56:31 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

نائب رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية: ثمة حاجة لـ"نظام عالمي مؤسس من جديد"


أكد نائب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية جاغطاي أوزدمير الحاجة إلى “نظام عالمي مؤسس من جديد”.

وقال في تصريحاته حول كتابه الجديد باللغة الإنكليزية وعنوانه "النسر بين الصعود والنزول: قراءة تقييمية للنظام الليبرالي العالمي".

ويتناول الكتاب مراحل نشأة وصعود النظام العالمي الليبرالي الذي يستند أساسًا على الهيمنة الأمريكية وما أصابه من هزات بسبب العديد من الممارسات، ويحلل مدى نجاح أو فشل مسار هذا النظام الممتد إلى يومنا الراهن.

وأوضح أوزدمير أن الكتاب يحمل منظورا يركز على دور السياسة الخارجية الأمريكية في النظام العالمي الليبرالي والنقاشات حول مستقبل هذا النظام.

وأشار إلى أن نهاية الحرب الباردة كان لها تأثير كبير على النظام العالمي، وعززت مكانة النظام العالمي الليبرالي باعتباره "النموذج المهيمن".

وقال: "أنشئ النظام العالمي الليبرالي بعد الحرب الباردة، ويتمركز حول أطروحة فوكوياما (نهاية التاريخ) وهو محور من محاور النقاش حول النظام الدولي الذي يُعتقد أنه لن ينهار أبدًا".

ولفت إلى أن النظام العالمي الليبرالي يُنظر إليه على أنه معادل للهيمنة الأمريكية.

وأضاف: "تظهر التحولات التي شهدتها فترة ما بعد الحرب الباردة أن الهيمنة الأمريكية ليست مستدامة في الواقع، وبهذا المعنى، لم توسع نفسها بشكل كامل في النظام الدولي، حيث أن التطورات الإقليمية والعالمية تكشف ظهور وجهات نظر مختلفة في النظام العالمي، ونكشف ذلك في الكتاب عبر أدلة متنوعة".

وذكر أنه يناقش في كتابه بالتفصيل الأزمات الإقليمية التي عاشتها الهيمنة الأمريكية والأزمات العالمية التي عاشها النظام العالمي الليبرالي وجوهر ما نتج عن الأزمات.

وأردف: "صعود اليمين المتطرف في أوروبا، وتحديات السياسة الخارجية في عهد (الرئيس الأمريكي السابق) دونالد ترامب ضد النظام العالمي الليبرالي، وفقدان كيانات عالمية مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لتأثيرها، وظهور روسيا والصين كجهات فاعلة مهيمنة على الساحة الدولية، وحقيقة أن كل هذه الأمور تغير النظام الدولي مرة أخرى، كل ذلك يخلق الحاجة إلى نظام دولي مؤسس من جديد".

وتابع: "في هذا الكتاب اجتهدت لأتناول القضايا الأساسية مثل مقولة الرئيس (رجب طيب أردوغان) بأن "العالم أكبر من خمسة"، وضرورة وجود محور جديد في النظام الدولي، وحاجة الأمم المتحدة للإصلاح".​​​​​​​

وأكد أوزدمير أن تركيا "تعد جهة فاعلة مهمة من خلال الأساليب الاستباقية التي طرحتها في السياسة الخارجية"، مشيراً إلى أن القوى العالمية والإقليمية تغيرت وظهرت جهات فاعلة جديدة في النظام العالمي الجديد.

وبيّن أن تركيا "تلعب دور الحكم والراعي وأحيانًا دور الوسيط" في الصراعات بمنطقتها ومعظم الصراعات الدولية.

وقال: "في هذا السياق، نسعى للتأكيد في الكتاب على ضرورة قراءة المحاور التي أظهرتها دبلوماسية تركيا متعددة الرؤى تزامناً مع تحول النظام العالمي الدولي، لماذا؟ لأن النظام العالمي الليبرالي لا يتشكل من الهيمنة الأمريكية فقط".

وأكد أوزدمير أن تأثير تركيا في حل الصراعات الإقليمية، ومطالبتها بإيقاف المأساة الإنسانية في قطاع غزة، ودورها كوسيط في الحرب الأوكرانية الروسية وفي التوترات بمنطقة البلقان، ودورها في الحرب الأرمينية الأذربيجانية خاصة، يعد أمرًا بالغ الأهمية في طريق أنقرة لتصبح فاعلاً عالمياً".

ويبحث الكتاب في الكيفية والأهداف التي قام على أساسها النظام الليبرالي العالمي بعد نهاية الحرب الباردة وتفكك وانهيار الاتحاد السوفييتي، وكيف بدأ هذا النظام في الصعود وعلاقاته بالهيمنة الأمريكية، وما أصابه من هزات بسبب العديد من الممارسات، ومدى نجاح أو فشل مساره الممتد إلى اليوم.

ويقدم الكتاب قراءة تاريخية للنظام العالمي الليبرالي اعتبارًا من فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تتمحور حول مبادئ الهيمنة الأمريكية مثل نظام السوق الحرة والأمن القائم على التعاون وصناعة القرار الجماعي، والاتحاد الديمقراطي.

ويحقق الكتاب في صلاحية وشرعية الهيمنة الأمريكية والنظام العالمي الليبرالي من خلال تجاوز نماذج العلاقات الدولية التقليدية والمتمحورة حول الغرب، ويشير إلى أن عالم اليوم يتطور إلى عالم ما بعد الولايات المتحدة الأمريكية حيث أخذ النفوذ النسبي لواشنطن وقوتها بالانحسار تدريجياً.

كلمات دليلية
التعليقات (0)