- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
المسنة التي هاجمها كلب الاحتلال البوليسي: رأيت الموت بعيني
المسنة التي هاجمها كلب الاحتلال البوليسي: رأيت الموت بعيني
- 30 يونيو 2024, 3:34:49 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في زقاق ضيق بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، تعيش المسنة الفلسطينية دولت الطناني، التي لا تزال تتذكر بوضوح أهوال تلك الليلة المشؤومة التي عاشتها حين هاجمها بوحشية أحد كلاب الجيش الإسرائيلي خلال عمليته العسكرية بالمخيم في مايو.
فعلى خلاف بقية أفراد عائلتها، رفضت الحاجة دولت (70 عاماً) النزوح قسراً من مخيم جباليا تحت تهديدات الجيش الإسرائيلي، الذي شن عملية عسكرية في المخيم استمرت 20 يوماً بين 12 و31 مايو.
إذ أصرت على البقاء في بيتها بالمخيم، قائلة إنها ستعيش وتموت فيه، مؤكدة أنها لن تهاجر مجدداً بعدما هُجرت قسراً عام 1948 من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها العصابات الصهيونية.
وفي ليلة 14 مايو/أيار، ذهبت الحاجة دولت، إلى فراشها كالمعتاد بعد أداء صلاة العشاء، إذ لم تكن تتوقع أن تقتحم القوات الإسرائيلية بيتها، وتطلق عليها كلباً شرساً لإجبارها على الخروج.
إبّان تلك اللحظات العصيبة، لم ترَ المسنة الغزية سوى الموت يلوح أمام عينيها، جراء شراسة الهجوم الذي شنه عليها الكلب الإسرائيلي، الذي كان يحمل على ظهره كاميرا ترصد ما يفعله.
إذ غرس الكلب أسنانه الحادة في ذراع الحاجة دولت، حتى وصلت إلى عظامها، بينما ظل ينهش بلحمها ويجرها على الأرض، حتى نادت القوات الإسرائيلية على الكلب ليخرج، تاركاً المسنة تنزف دماء حتى الصباح.
فتحت القصف وإطلاق النار المستمر داخل المخيم آنذاك من قبل الجيش الإسرائيلي، لم تتمكن الحاجة دولت، من الخروج من المنزل والتوجه إلى المستشفى إلا عند فجر اليوم التالي. تفاصيل ليلة مرعبة
وعن المأساة التي عاشتها في تلك الليلة، تقول الحاجة دولت، لمراسل الأناضول، بينما لا تزال تعاني من جروح بليغة جراء هجوم الكلب عليها: "خلال ساعات المساء، صليت العشاء وتوجهت للنوم على فراشي، وما إن غفوت حتى اقتحم الكلب المنزل وهاجم يدي".
وتضيف: "الجبناء (القوات الإسرائيلية) أرسلوا الكلب لي، حيث نهش يدي ونزفت طويلاً، وبقيت أصرخ كي يسمعني أحد الجيران ليخلصوني من الكلب، لكن الجميع نزحوا من المخيم بالفعل".
وتتابع: "الكلب سحب ذراعي وأكل اللحم منها وغرز أسنانه في العظام، حتى ناداه أحد الجنود باللغة العبرية ليخرج".
وتشير إلى أنها بقيت لساعات طويلة تنزف على فراشها حتى صباح اليوم التالي، عندما خرجت تحت القصف الإسرائيلي لأقرب مكان حتى يساعدها أحد.
وتذكر أنها سارت لمسافة طويلة حتى وصلت لأحد الشبان قرب مستشفى اليمن السعيد في جباليا، والذي بدوره ساعدها في الوصول إلى المستشفى.
وتتمنى الحاجة دولت أن "تنتهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأن يُسمح بدخول المساعدات إلى القطاع، وتعود الأمور إلى طبيعتها".
وتلفت إلى أن شمال قطاع غزة "يعاني من نقص حاد في الطعام والخضراوات، وأنه لا يوجد ما تأكله غير المعلبات".
وكان مقطع فيديو لاعتداء الكلب الإسرائيلي على الحاجة دولت انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤخراً، حيث تسرب من الكاميرا التي كان يحملها الكلب.
سلوك ممنهج
والخميس، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، في بيان، إن "استخدام الجيش الإسرائيلي الكلاب البوليسية لمهاجمة المدنيين الفلسطينيين خلال عملياته الحربية في غزة، إلى جانب استخدامها في ترويع ونهش واغتصاب الأسرى والمعتقلين في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية يعد سلوكاً ممنهجاً ومتبعاً بشكل واسع النطاق".
وأضاف: "وثقنا عشرات الحالات التي استخدمت فيها القوات الإسرائيلية الكلاب البوليسية الضخمة خلال عملياتها الحربية في غزة، لا سيما خلال مداهمة المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء".
وأوضح المرصد أن "استخدام الكلاب ضد المدنيين يأخذ عدة أشكال، منها استخدامها بعد وضع كاميرات مراقبة على ظهرها في استكشاف المنازل والمنشآت قبل مداهمتها".
وأردف: "فيما تهاجم هذه الكلاب بشكل متكرر مدنيين وتنهشهم عند عمليات الاقتحام، دون أي تدخل من أفراد الجيش الإسرائيلي، الذين غالباً ما يأمرون الكلاب بمهاجمة المدنيين، ومن ثم يستهزئون بهم، بحسب إفادات".
وتابع أن "استخدام الكلاب خلال مداهمة المنازل أمر بات منهجياً من الجيش الإسرائيلي".
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن حادثة الاعتداء على المسنَّة دولت الطناني، التي انتشر مؤخراً مقطع مصور لنهش كلب لها، ليست حالة منفردة، وأن حالتها برزت كونها صادفت توثيقها بمقطع فيديو ونشره.
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، حرباً على غزة خلّفت أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.