- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
المستشار أسامة سعد يكتب: حينما تناور الصقور
المستشار أسامة سعد يكتب: حينما تناور الصقور
- 15 ديسمبر 2021, 12:09:11 م
- 655
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعيش الصقور في شواهق الجبال، وتحلق عالياً في الآفاق، ترصد فرائسها بصبر، وتنتفض على أهدافها بدقة، وتباغت فرائسها بقوة، ولذلك تبقى لها السيطرة التامة على الميدان.
القسام تناور اليوم وتختبر جهوزيتها على مستوى الأفراد والمعدات والتكتيكات، لم تتوان لحظة عن الإعداد والتجهيز الدائم، ولذلك اثبتت جدارتها في كل مرة خاضت فيها المعركة".
لم تكن كتائب القسام يوماً إلا عنواناً للبطولة، ولا زالت ذاكرة شعبنا تحفظ صور البطولة التي رسمها أبطال القسام بألوان من الدم والنار وغبار المعارك، ومنذ تلك اللحظة المجيدة التي وطأت فيها قدم الشهيد القائد عماد عقل رأس الجندي الصهيوني أمام مسجد مصعب بن عمير في حي الزيتون أمام عدسات الكاميرات، ما زالت تتوالى صور البطولة التي أعادت لشعبنا ثقته بأبطاله، ليتصل حبل التاريخ المجيد مرة أخرى بعد طول انقطاع، لتكون معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول وسيف القدس امتداد طبيعي للقادسية واليرموك وأجنادين وعين جالوت.
يناور القسام اليوم كما تناور الصقور، فيحلق عالياً في سماء المجد ويرقب ويرصد ويعد، حتى تحين لحظة الانقضاض فيحقق المباغتة التي تربك العدو فلا يملك إلا التراجع أمام عزيمة الرجال.
أراد العدول أن يفقد شعبنا ثقته بالنصر من خلال حروب زائفة خاضها في مرحلة تيه عن التاريخ والعقيدة والثقافة مرت بها أمتنا حيناً من الدهر، ورسم العدو لنفسه صورة زائفة عن جيش لا يقهر، ولكن ما لبث أن أعاد القسام رسم الصورة دون زيف وكتب التاريخ دون تحريف بحقائق المعارك الممتدة بين الحاضر والمستقبل، فكانت تلك الصورة التي رسخت في وجدان شعبنا بأن أبطاله لا يفرطون .. وقادته لا يتخاذلون .. ومقاومته تحمي وتصون.
يناور القسام اليوم كما تناور الصقور، فيحلق عالياً في سماء المجد ويرقب ويرصد ويعد، حتى تحين لحظة الانقضاض فيحقق المباغتة التي تربك العدو فلا يملك إلا التراجع أمام عزيمة الرجال.