- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
المساعدات الغذائية قد تفسد إذا لم تمر إلى قطاع غزة
المساعدات الغذائية قد تفسد إذا لم تمر إلى قطاع غزة
- 25 مايو 2024, 6:13:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تتعرض المساعدات الغذائية المخزنة في المنطقة المتاخمة لمعبر رفح البري المغلق، سواء على الجانب الفلسطيني أو المصري، إلى التدهور والفساد نتيجة التعرض المستمر لأشعة الشمس، وهو ما يُعزز من معاناة سكان قطاع غزة المحاصرين ويُفاقم من وضعهم المأساوي الناجم عن الحصار الذي يعيشونه.
كان لمعبر رفح دور رئيسي في إدخال الإغاثة الإنسانية وبعض الإمدادات التجارية قبل أن يكثف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه البري على الجانب الفلسطيني من المعبر في 6 مايو/أيار، ويسيطر عليه.
ويقول مسؤولون ومصادر مصرية، لوكالة رويترز، إن النشاط العسكري الإسرائيلي يعرض العمليات الإنسانية للخطر، وإن على إسرائيل إعادة المعبر إلى الفلسطينيين قبل بدء تشغيله مجدداً.
في بيان لها أمس الجمعة، قالت الرئاسة المصرية إن مصر والولايات المتحدة اتفقتا على إرسال المساعدات الغذائية لغزة عبر معبر كرم أبو سالم لحين إجراء ترتيبات قانونية لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وقد يخفف هذا تكدس المساعدات على الطريق في المسافة بين الجانب المصري من المعبر ومدينة العريش الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتراً غربي رفح والتي تعتبر نقطة وصول للمساعدات الدولية.
المساعدات الغذائية لغزة تفسد تدريجياً
السائق محمود حسين، قال إن البضائع محملة على شاحنته منذ شهر وبدأت تفسد تدريجياً تحت أشعة الشمس، فتم التخلص من بعض المواد الغذائية وبيع بعضها بسعر زهيد.
كما أضاف وهو يجلس محتمياً بظل الشاحنة: "تفاح وموز وفراخ وجبنة، في حاجات باظت (فسدت) كتير، وفي حاجات بتتباع بربع ثمنها، وفي حاجات رجعت سوق العبور بتتباع بربع ثمنها لأن خلاص الصلاحية على الانتهاء، وفي اللي باظ بيترمي".
وأضاف: "يعني البصل إللي إحنا محملينه ده آخره، آسف في الكلمة، إن البهايم تاكله من الدود اللي عليه".
إلى ذلك يقول مسؤولو الإغاثة، إن تدفق المساعدات يتباطأ في أحيان كثيرة بسبب عمليات التفتيش الإسرائيلية والنشاط العسكري داخل غزة، وإن الكميات التي تصل إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أقل بكثير من احتياجاتهم.
فيما حذّر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة وشيكة في مناطق من غزة، مع استمرار إغلاق المعابر.
منذ 7 مايو/أيار 2024، لم تمر أي شاحنات من معبر رفح، ولم يعبر سوى عدد قليل جداً من الشاحنات من معبر كرم أبو سالم التجاري القريب، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
منذ ذلك الوقت لم يدخل سوى ما يزيد بقليل على 900 شاحنة محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة مقارنة مع 500 شاحنة يومياً على الأقل تقول الأمم المتحدة إنها مطلوبة.
بحسب رئيس جمعية الهلال الأحمر المصري في سيناء، خالد زايد، إن حجم المساعدات الغذائية لغزة التي تنتظر العبور في شمال سيناء في مصر أصبح الآن كبيراً جداً، وبعضها ينتظر منذ أكثر من شهرين.
حيث أضاف أنه "فيه بعض المساعدات الغذائية لغزة وبعض الشاحنات بقى لها أكتر من شهرين منتظرة الدخول لمعبر رفح البري، وبسبب إغلاقه من الجانب الإسرائيلي يتم إعادة توجيه هذه الشاحنات إلى مخازن مؤمنة"، مضيفاً أن البعض منها بحاجة إلى درجة حرارة معينة.
فيما قال عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وهو مؤسسة خيرية تمولها السعودية، إن للمركز أكثر من 350 شاحنة محملة بمواد من بينها الغذاء والإمدادات الطبية تنتظر المرور عبر رفح، لكنها اضطرت إلى تفريغ الطحين (الدقيق) مخافة تعفنه.
حيث أضاف لوكالة رويترز، أنهم يشحنون المساعدات الغذائية لغزة ويرسلونها ويتعين عليهم المتابعة، واصفاً هذا بأنه عبء كبير.
بحسب مسؤولين محليين من وزارة التموين المصرية، فإن بعض المواد الغذائية تباع بأسعار منخفضة في السوق المحلية بشمال سيناء، ما أدى إلى مصادرة كميات من البيض الفاسد.
مخاوف بغزة من جودة الأغذية
في داخل غزة، ثارت مخاوف أيضاً من جودة الأغذية التي سُلمت بعد فترات انتظار ومرت قبل إغلاق معبر رفح أو عبر المعابر الأخرى.
وقال مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، إن المسؤولين الطبيين ومسؤولي الشرطة الفلسطينية الذين اعتادوا فحص البضائع القادمة إلى غزة لم يتمكنوا من القيام بذلك أثناء الهجوم الإسرائيلي.
وأضاف: "هناك مشكلة كبيرة أن العديد من البضائع التي تدخل إلى قطاع غزة غير صالحة للاستخدام الآدمي وهي غير صحية… لذلك قامت وزارة الصحة بإصدار هذا التحذير بهدف توعية المواطنين إلى ضرورة فحص البضائع أو المواد قبل أكلها و(توزيعها على) أفراد العائلة".