وهو رجل ظل سبع سنوات بلا عمل وقد اكتسب لقب المعلم لإنه يوما قطع شجرة بلوط بمنشار ووجد بداخل الشجرة دودة صغيرة بجانبها طعام وماء

‏نعم يا صديقي اكتسب محفوظ لقب معلم لان كل انجازاته قطع شجرة البلوط بمنشار

اما حكاية الدودة فقد ظل يرددها طيلة السبع سنوات دلالة علي ان الله لاينسي عباده

‏وفي احد الايام اثناء الحرب العالمية الثانية طلبت القوات الانجليزية التي كانت تحتل مصر عمال للعمل في معسكرات العباسية مقابل جنيه يومياً وهو اجر كبير في ذلك الوقت

‏وبالطبع تقدم المعلم محفوظ للعمل

وعند سؤاله عن مهنته اجاب

‏_نجار

‏هو نفسه لم يكن يعلم عن النجارة سوى قطع شجرة البلوط وتم قبوله بالعمل واصبح يصرف ببذخ حتي طلب الانجليز عمال للعمل بطبرق في ليبيا بضعف الاجر فوافق المعلم محفوظ وسافر الي ليبيا

‏وهناك في احد ايام العمل سمع صوت دوي هائل حتي غاب عن الوعي وحينما استيقظ

وجد عساكر بزي مختلف ولغة مختلفه عرف فيما بعد انهم المان

‏_لا يهم فهو سيعمل عندهم كما كان يعمل عند الانجليز والمهم الاجر

‏هكذا حدث نفسه ولكنه اكتشف انه اصبح اسيراً لديهم ويعمل بدون مقابل

‏هاج وماج المعلم محفوظ ولكنه رضخ للواقع في نهاية الامر

‏حتي اغارت القوات الانجليزيه علي معسكر الالمان وشنت هجوماً عنيفا كانت نتيجته استيلاء القوات الانجليزية علي المعسكر ثانية ولكن المعلم محفوظ فقد ذراعه في الهجوم علي المعسكر

‏فأعطته القوات الانجليزية مئة جنيه وارسلته الي مصر ثانية

‏وفي طريق العودة شاهد الجثث ملقاة في الصحراء والسماء سوداء بسبب الغربان التي تملأ السماء لتنقض علي الجثث

‏فنظر الي اعلي وشاهد السماء السوداء وقال

‏_ لعل الحروب هي رزق هذه الغربان حتي تأكل الجثث

السماء السوداء مجموعة قصص قصيرة للكاتب الكبير محمود السعدني