ترجل فارس من فرسان العروبة:"حبيب عيسى" الكاتب والمفكر العربي القومي الناصري، من سوريا العربية قلب العروبة النابض.

عرفته عن قُرب، إنسانًا ودودًا مخلصًا لوطنه وأمته ومبادئه، مؤمنًا بوحدة الأمة العربية، مناديًا ودائمًا بضرورة بناء التنظيم القومي العربي الموحد على امتداد الأرض العربية، متجاوزًا القطرية والانعزالية والتجزئة، مدافعًا عن روح المقاومة، مؤمنًا بتحرير فلسطين.

مناضل من طراز فريد، لم تؤثر فيه سنوات السجن، فظل على صفائه ونقاء روحه، وفيًا للعروبة وفكرها القومي.

 ووهب حياته نتاجًا فكريًا غزيرًا ، وألقى على عاتقي أهمية إعادة طباعة ونشر مؤلفاته، خاصة:

_ "البيان في التأسيس للبنيان (الطليعة العربية)"..

_ "الدولة القومية (شرعية الأساس.. مشروعية التأسيس)"..

_ "السقوط الأخير للإقليميين في الوطن العربي".

_ "النداء الأخير للحرية (أوراق السجن)".

وكنت قد وعدته في آخر تواصل بيننا في أواخر مارس المنقضي، أن نبذل كل جهدنا في أن تظهر الطبعة الجديدة من مؤلفاته هذه مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في الأول من شهر يوليو 2021، خاصة وأننا أنجزنا كافة الأعمال التمهيدية للنشر.

أخلفت وعدك معي باللقاء أخي "الحبيب"،ففي أحاديثنا الأخيرة، كنت قد وطنت نفسي على زيارة سوريا هذا العام، واللقاء والحوار معك، لنستعيد ذكرى لقاءات سابقة في تسعينيات اقرن المنقضي، وحوارات متصلة في دمشق.

ولئن مضى "الحبيب عيسى" عنا بجسده، فإن روحه الثورية الوثابة، وأفكاره، ومبادئه، تبقى بيننا نبراسًا ومشعل ضوء ينير الطريق لأجيال جديدة ومتجددة من المؤمنين بالعروبة والقومية العربية، والدولة العربية الواحدة، دولة الحرية والاشتراكية والوحدة. 

ورغم اختلافات كبيرة في صفوف أبناء التيار العروبي القومي حول طبيعة المرحلة الراهنة وأحداثها وتقييمها، يبقى الـ "حبيب عيسى"  منارة من منارات العروبة  وأحد أهم أساطين الفكر العروبي القومي.

وداعًا أخي الـ "حبيب عيسى"،