- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
العراق.. جهود حكومية لحل أزمة الكهرباء (تقرير)
العراق.. جهود حكومية لحل أزمة الكهرباء (تقرير)
- 16 مايو 2023, 9:31:28 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بغداد / أحمد الفراجي / الأناضول
بعد جهد ستة أشهر من الاستعداد وبخطى متسارعة تواصل الحكومة العراقية البحث عن حلول لإنهاء أزمة الانقطاع الدائم للكهرباء في مختلف المحافظات، ورفع ساعات تجهيز الطاقة بهدف التحرر من قيود المولدات الخاصة.
والمفارقة، أن العراق الذي يعاني منذ سنوات طويلة عجزا في وفرة إمدادات الكهرباء للمنشآت السكنية والتجارية، يعتبر ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك بعد السعودية، بمتوسط إنتاج يومي 4.5 ملايين برميل.
جهود الحكومة العراقية تأتي مع استمرار الانقطاع شبه التام في أغلب المدن والأحياء، وغياب دور شبكات كهربائية متكاملة لمنظومة الطاقة الوطنية، وسط دخول البلاد تدريجيا في فصل الصيف وارتفاع الحرارة فوق 43 مئوية.
والأربعاء الماضي، بحث وزير الكهرباء زياد علي فاضل مع نظيره وزير النفط الإيراني جواد أوجي ملف تجهيز الغاز بين البلدين، وفق بيان لوزارة الكهرباء العراقية أطلعت عليه الأناضول.
ومنذ سنوات، يستورد العراق الغاز الطبيعي من إيران، كمصدر لتوليد الكهرباء، فيما شهدت السنوات الماضية خلافات مالية أدت إلى تعليق طهران للغاز المتجه إلى بغداد.
وقال البيان، إن الجانبين بحثا ملف تجهيز الغاز لصالح المنظومة الكهربائية في العراق، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وعلى مدى السنوات الماضية، يعتمد العراق على إيران في إمدادات الكهرباء، باستيراد 1200 ميغاوات وكذلك وقود الغاز لتغذية التوليد المحلية.
وقال المتحدث باسم وزير الكهرباء العراقي أحمد موسى، للأناضول، إن بلاده بدأت منذ مطلع العام الجاري خطة لتعزيز إنتاج الطاقة وزيادة الإمدادات.
وأضاف موسى أن التوجه الحكومي هو إنشاء غرف عمليات دائمة الانعقاد، من قبل الوزارة ووضع خطط استراتيجية آنية تستهدف ذروة الأحمال لموسم الصيف.
وتابع: "كانت هناك وحدات توليد لكافة المحافظات، اكتمل تدشينها بنسبة 100 بالمئة.. والآن جميع محطاتنا جاهزة للعمل بطاقتها.. وطموحنا أن نصل إلى 24 ألف ميغاواط".
وينتج العراق ما بين 19 و21 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألف ميغاوات في فصول الصيف، وفقا لمسؤولين في القطاع.
وزاد المسؤول: "الصيف هذا العام قطعا مختلف عن موسم الصيف الماضي، يعود ذلك إلى زيادة الإنتاج وزيادة الجباية وبالتالي تحسين الخدمات.. ولدينا خطة لتشغيل محطاتنا كافة".
ويرى مواطنون عراقيون في أحاديث متفرقة مع الأناضول، أن ملف الطاقة الكهربائية لم يشهد تحسنا خلال السنوات الماضية.
يقول علي أمجد إن الأزمة تتصاعد كل صيف "ما يحدث من انقطاع مستمر أثر بشكل مباشر على حياة ومعيشة المواطن، باعتبار أن أغلب العراقيين من الطبقة الكادحة وفتحت بابا آخر للفساد والجشع".
ويقصد أمجد (33 عاما) بالجشع، هو استغلال أصحاب المولدات الخاصة.
من جانبه، يقول ليث جوامير (42 عاما): "لا أثق بالوعود الحكومية لتحسين واقع الكهرباء.. متى ما أزيلت المولدات الأهلية من مدن ومناطق العاصمة بغداد.. وقتها تثبت الحكومة جديتها لإنهاء الأزمة".
ويعتقد جوامير بحديثه للأناضول، أن معظم تصريحات وزارة الكهرباء - المسؤولة الأولى عن الأزمة - مجرد استهلاك إعلامي ليس أكثر، على حد وصفه.
بدوره، يقول مصطفى صقر (27 عاما)، إن أزمة انقطاع التيار تتجدد كل عام مع بداية الصيف والشتاء، "لكن ما يثير المواطن العراقي جملة الوعود التي يطلقها نواب البرلمان ومسؤولين حكوميين لا تحقق ما نحتاجه".
ويعاني العراق من أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، فضلا عن استشراء الفساد.
وتزداد نقمة السكان على الحكومة خلال فصل الصيف جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ووصولها في بعض المناطق إلى 43 مئوية وأحيانا تتجاوز 48 مئوية.
والعام الماضي، أبرمت حكومتا العراق والسعودية، مذكرة تفاهم للربط الكهربائي بين البلدين، في مسعى من بغداد للحد من نقص الطاقة المزمن في البلاد.
ويسعى العراق لتعدد مصادر استيراد الكهرباء، بعد أن كان يعتمد على إيران وحدها خلال السنوات الماضية عبر استيراد 1200 ميجاوات من الكهرباء، وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية.