تكبير الخط تصغير الخط

رسم استطلاع أجراه مركز "سكوكروفت" للاستراتيجيات والأمن التابع للمجلس الأطلسي توقعات قاتمة من الخبراء لشكل العالم بعد عقد من الآن، فيما يتعلق بالأسلحة النووية وإمكانية استخدامها.

الاستطلاع الذي شارك به 167من كبار الخبراء الاستراتيجيين من 30 دولة، وترجم "الخليج الجديد" أجزاء منه، أشار إلى أن المزيد من البلدان ستتجه إلى امتلاك أسلحة نووية خلال العقد المقبل، لكنه رسم صورة أفضل نسبيا حول الإمكانية الفعلية لاستخدام هذه الأسلحة.

وبالكاد، ذكر واحد من كل 8 مشاركين (13% من المشمولين بالاستطلاع) أنه لن تحصل أي دولة أخرى على أسلحة نووية في العقد المقبل، وذكر أكثر من ثلاثة أرباعهم دولة معينة يتوقعون أن تصبح دولة تمتلك أسلحة نووية خلال هذه الفترة.

تم الاستشهاد بإيران في أغلب الأحيان كدولة مسلحة نوويًا بحلول عام 2033 (68% من المستطلعين)، وهي نتيجة يرى "ماثيو كروينيج" عضو المجلس الأطلسي، في تقييم منفصل، أنه من المرجح أن تحدث في أقرب وقت في العام المقبل.

لكن قد لا تكون إيران وحدها، حيث يعتقد المستطلعون - الذين يتوقعون بعض التوسع في نادي الأسلحة النووية - في المتوسط، أن 1.6 دولة ستنضم في غضون السنوات العشر القادمة.

قد يكون أحد أسباب هذا التوقع للعديد من الدول المسلحة نوويًا هو أن الخبراء يتوقعون أن تؤدي المنافسات الإقليمية إلى دفع الانتشار النووي خلال العقد المقبل.

على سبيل المثال، من بين أولئك الذين يعتقدون أن إيران ستحصل على أسلحة نووية خلال هذا الإطار الزمني، قال 41% إن المملكة العربية السعودية ستفعل ذلك أيضًا، وفي المقابل ما بين أولئك الذين لا يعتقدون أن إيران ستحصل على هذه الأسلحة، يتصور 15% فقط أن السعودية ستفعل ذلك على أي حال.

يتحدث 57% من المستطلعين أيضا عن توقعهم بأن تحصل اليابان على قنبلة نووية وكذلك كوريا الجنوبية، لكن الخبراء يشيرون إلى أن ذلك ليس مرتبطا بالتوترات اليابانية الكورية الجنوبية، كما هو الحال في مسألة إيران والسعودية، ولكن بسبب شعور طوكيو وسيول بتهديد متزايد من الصين وكوريا الشمالية.

على الجانب الإيجابي، تعتقد غالبية من شملهم الاستطلاع (58%) أن الأسلحة النووية ستظل غير مستخدمة خلال السنوات العشر القادمة.

ويرى التقرير أنه على الجانب السلبي، من المزعج للغاية أن ما يقرب من ثلث المستطلعين (31%) يتوقعون أن يشمل العقد المقبل أول استخدام للأسلحة النووية منذ الحرب العالمية الثانية.

وتشير ردود أولئك الذين يتوقعون استخدام الأسلحة النووية إلى أن الأسلحة قد يتم نشرها في صراع إقليمي بدلاً من صراع عالمي.

ووفقا للتقرير، تمت الإشارة إلى روسيا بشكل متكرر (14% من جميع المشاركين) على الأرجح لاستخدام مثل هذا السلاح بحلول عام 2033، ولكن، من بين أولئك الذين يتوقعون أن تفعل موسكو ذلك، يعتقد ثلثهم فقط أن روسيا ستخوض حربًا مع الناتو خلال هذه الفترة.

بعد روسيا، يأتي الحديث عن كوريا الشمالية التي قال 10% إنها قد تنشر أسلحة نووية ضد جيرانها غير المسلحين نوويا.

ويرى التقرير أن مسألة انتشار الأسلحة النووية تتفق مع إجابات المجيبين التي تنبأت بقلة الاهتمام الدولي بهذه القضية.

وذكر أقل من 2% من المستجيبين أن منع انتشار الأسلحة النووية هو المنطقة التي يُرجح أن تشهد أكبر زيادة في التعاون الدولي خلال العقد المقبل.

وعندما أتيحت الفرصة لتسمية أكبر المخاطر العالمية التي لم تحظ بالاهتمام الكافي، ذكر 10% إما الانتشار أو الحرب التي تنطوي على أسلحة نووية أو أسلحة دمار شامل.