- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
السفير معصوم مرزوق يكتب :صواريخ العيد من غزة
السفير معصوم مرزوق يكتب :صواريخ العيد من غزة
- 14 مايو 2021, 4:34:54 م
- 1853
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الله أكبر ..صواريخ العيد تضيئ سماء فلسطين ....عيدنا العام المقبل في القدس المحررة .
وجدتني أهتف بما سبق ، وأنا أتابع تطورات الجولة الحالية في نضال الشعب الفلسطيني ، ويجب أن أعترف أنني حالم لدرجة رؤية فلسطين حرة مستقلة .. وواقعي لأري أن الطريق لا يزال طويلا ومؤلم ..
كنت أقول لمن حولي : " لا تتعجلوا النتائج .. العدو الصهيوني سيفعل كل شئ حتي لا يخرج منهزما أو يبدو كذلك .. ولكن الفلسطينيين أحرزوا خطوة هامة جدا في طريق التحرير والعودة مهما كانت نتائج هذه الجولة ".
لقد أقسمت منذ زمن أننا " لن ننسي .. ولن نسامح .. " ، وهاهم أشبال فلسطين يحقنون الوعي العربي بلقاح المقاومة لحمايته من كورونا التطبيع التي تفشت مؤخراً ..
كنت أعلم أن الطريق إلي القدس يمر من فوهة بندقية ، وأنه ما من أمة قاتلت من أجل الحصول علي حقوقها إلا وقد انتصرت ، ولكن وجدنا من يتحدثون عن تكافؤ القوة كشرط للكفاح ، والحقيقة أنهم لم يقرأوا التاريخ ولم يؤمنوا بالله ..
لقد قاتل الرسول الكريم ضد قوي أضعاف قوته ، وهكذا فعلت كل مقاومة وطنية حتي انتصرت والأمثلة بلا حصر ..فلو انتظر الفيتناميون تكافؤ القوة لظل المارينز الأمريكي يعربد في أرضهم حتي الآن .. كذلك الجزائريون ، والأفغان ، بل والأمريكيون .. وقد عرفت بشكل شخصي أنه لولا حرب الإستنزاف والعبور لظلت إسرائيل حتي الآن علي الشاطئ الشرقي للقناة ..
المقاومة الوطنية تنتصر مهما طال الزمن ومهما كانت الآلام .
ولقد تحدث البعض الآخر عن معاناة الشعب الفلسطيني بسبب " تهور " المقاومة ، مثلما كان الحال اأثناء حرب الأستنزاف ، حين قيل لنا لا قبل لكم بهم ، سيحرقونكم بالنابلم .. وبالفعل خسرنا كثيرا ، ولكن جاء اليوم الذي حرقنا فيه قلوبهم.
كنت أقول لرجالي أثناء الفترات العسيرة في القتال : " اثبتوا .. النصر صبر ساعة " ، " قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ " .
وهو ما أقوله أيضاً اليوم للمناضلين الفلسطينيين .
لم أكن أريد أن أكتب شيئاً ، فأمام شموخ أبطال فلسطين ، لا معني لأي كلام يقال .
لكنني وجدت أن بعض أنصار العدو من بين صفوفنا يحاولون إشاعة الخذلان والهوان الذي يجري في مجري الدم في عروقهم ، أولئك الذين لا يقاتلون زودا عن حياض كرامتهم ، ولا يرضيهم أن يقاتل الآخرون ، ويحق فيهم قول الله : (فَرِحَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ بِمَقۡعَدِهِمۡ خِلَـٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوۤا۟ أَن یُجَـٰهِدُوا۟ بِأَمۡوَ ٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَقَالُوا۟ لَا تَنفِرُوا۟ فِی ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرࣰّاۚ لَّوۡ كَانُوا۟ یَفۡقَهُونَ) .
لقد فوجئ العدو الصهيوني برد الفعل من الشعب الفلسطيني الذي انتفض كي يحمي القدس من الدنس والمهانة ، وعندما حاول ذلك العدو أن يمارس أسلوبه المعهود في الإرهاب والقسوة ، أذهله تلك الإبتسامة الواثقة في وجوه الأسري ، وتلك الصدور التي تراصت كي تحمي الأقصي ، فأندفع بجنون آلته الهمجية يقتل ويمزق ، فإذا معركة القدس تتسع لتشمل كل فلسطين .. لقد وحد العدوان الصهيوني فلسطين بكل أجزائها .. داخل الخط الأخضر وخارجه ..لم يبق سوي زوال الحكم العنصري من علي الأرض المقدسة ، لتعود وطنا لكل مواطنيها أيا كانت ديانتهم مثلما كانت منذ العهدة العمرية .
وبدأت ملامح معادلة جديدة تطل برأسها وتتحدي ، تهتف الهتاف الذي تاه في سنوات " أوسلو " المظلمة : " القدس عربية .. كل فلسطين من النهر إلي البحر عربية " .
لقد كتبت قبل ما يزيد علي ربع قرن : " أنه يجب أن يشعر المحتل بكلفة الإحتلال ، وأن كل تجارب الشعوب تؤكد أن المقاومة هي الطريق إلي الحرية ، فلقد تفاوض المصريون لمدة جاوزت نصف قرن مع المحتل البريطاني ، ولم يبدأ ذلك المحتل في التفكير في الخروج إلا بعد اشتداد المقاومة المسلحة في منطقة القناة " .
وكنت أكرر رغم العنت والإساءات : " أعيدوا الشرف للبندقية الفلسطينية . المقاومة ليست إرهابا ".
لقد انتهك المحتل الصهيوني كل التزاماته وفقا لإتفاقيات جنيف ، وكل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة الخاصة بالقدس ، بل وحتي تلك الإلتزامات الهينة في أوسلوا ، ويواصل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما يستدعي إحالة قادته إلي المحكمة الجنائية الدولية .
في أضابير جامعة الدول العربية أطنان من الأوراق التي تحمل قرارات من أجل فلسطين ، وكذلك المؤتمر الإسلامي ، وفي أرشيف الإتحاد الإفريقي مئات القرارات الداعمة للقضية الفلسطينية .
كما أن هناك قرارات وتوصيات متعددة للإتحاد الأوربي ، ولأغلب دول أمريكا اللاتينية والدول الآسيوية ، ولابد أن تتحرك الدبلوماسية العربية في كل هذه الإتجاهات ، وان تعلن الدول العربية التي طبعت مع العدو تجميد كل العلاقات علي الأقل حتي يشعر شعب العدو بإحتمالات الخسارة .
وللأسف لم تشعر تلك العواصم التي تدعي التحضر بالخجل ، حين طالبت " الطرفين " بالتهدئة .. رغم أن طرفاً يحتل الأرض ويواصل التوسع ولديه أحدث الأسلحة ، بينما الطرف الآخر يمارس حقه المشروع في تحرير أرضه بأقل الوسائل .. لماذا لم تواصل تلك العواصم " المتحضرة " سياسة التهدئة مع هتلر ، وتطالب الفلسطينيين اليوم بأن يمارسوها مع " النتن ياهو " ؟.
لذلك يجب علي الجاليات العربية والإسلامية في كل مكان في العالم أن يحملوا صرخة القدس إلي كل بيت في الكرة الأرضية من خلال مسيرات لا تتوقف ، ورسائل لكل النواب ووسائل الإعلام ، ومقالات، كما يجب أن يعرف كل العالم أن كل دولار يدفعه لشراء منتج إسرائيلي هو طلقة تقتل فلسطيني .
قضيتنا عادلة ، تحتاج فقط لمحامين مخلصين .
لقد كتبت دراسة قبل ربع قرن ، وأستخدمتها في محاضرة في كمبالا في ندوة حول " السلام العالمي في الألفية الثالثة " ، وتناولت فيها فكرة " تفكيك الصهيونية " كخطوة لا غني عنها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ، وقد أدرجت نفس الفكرة في مقالات منشورة ، فقد كنت أري – ولا أزال – أنه يمكن العمل علي " تفكيك الصهيونية " ، بالمزج الماهر بين الكفاح المسلح والتفاوض واكتساب المزيد من التعاطف الدولي وحصار إسرائيل بضغوط الرأي العام الدولي ، وأن هذا ما حدث في جنوب إفريقيا ، ويجب العمل علي تكراره في فلسطين ، فلا مفر من تفكيك النظرية الصهيونية ، مثلما تم مع نظرية الابارتيد في جنوب إفريقيا .
لقد دمرت قوات صهيون برج " الشروق " في قلب غزة .. ولكن الشمس ستظل تطلع بإذن الله ، وسوف يحل غروب بني صهيون .
القدس لن تنادي أحدا ..
ستترك العار لكل من تخلوا عنها ..
يا كل عربي ومسلم في كل مكان في العالم ، تنادوا للتجمع من أجل قدسنا ، اسمعوا صوت الأقصي لكل العالم ، وليكن شعارنا : " ننتصر أو نموت ..ليس هناك خيار ثالث " .
أكاد أري صلاح الدين، ونور حطين، وأري الزحف يدمدم باسم الله، و خيول القادسية، أري خالد وابن الوقاص، وحروف النار تنادينى، والقلب المتوحد ضخاخاً فى الشريان العربى، وأري فلسطين تجتاز سدود الفتنةو عقم النظريات.. والله يدك حصون المنبوذين، وفيروز تغنى : يا قدس .