السد الأثيوبي: أفق الحل المؤقت

profile
د.محمد دوير باحث فلسفي
  • clock 13 مايو 2021, 12:20:10 ص
  • eye 795
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد تصريحات الرئيس السيسي أمس يبدو لي أن الموقف العام بدأت تتضح ملامحه ..

1- قال الرئيس : " أن التفاوض يحتاج الي صبر وتأني وجهد ومثابرة "..وهو ما يعني أنه ليس بصدد قرار حاسم خلال الايام المقبلة.

2- المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان جاء الي المنطقة ولديه تصور يعتبره حل وسط وهو : استكمال بناء ما تبقي من السد مع بدء الملء الثاني في موعده حتي لا تضيع علي أثيوبيا فرصة مياه الأمطار هذا العام،

 مع فتح مفاوضات جادة بمراقبة أمريكية ورعاية الاتحاد الافريقي خلال العام القادم بين الملء الثاني والثالث.

3- الولايات المتحدة أعربت عن قلقها من جدية مصر في الاقدام علي ضربة عسكرية للسد، وهو الأمر الذي تخشاه وترفضه لاعتبارت كثيرة، 

وهي أن بلقنة المنطقة سيسمح بدخول لاعبين دوليين آخرين، وربما تخرج تلك المنطقة من تحت النفوذ أو الرعاية الامريكية..

 أضافة الي أن الولايات المتحدة تتقبل فكرة اصرار الاتحاد الافريقي علي أن يكون هو الراعي الوحيد لأي تفاوض أو اتفاق. 

4- هناك صعوبات عملية في الاتفاق النهائي – الذي قد يأتي خلال عام أو أكثر من الآن – وهي أن تصميم السد مبني علي أساس أن مخارج المياه- بعيدا عن توليد الكهرباء لا تتعدي 36 مليار متر مكعب سنويا،

،اذن متبقي – وفقا لتصريحات الرئيس أنه لا مساس بحصة مصر – 13 مليار متر مكعب.. وهنا ربما ستحصل عليهم مصر من مخلفات التوليد الكهربائي.( هذه النقطة ليست واضحة تماما أمامي )

5- المهم - من وجهة نظري الشخصية – أن فرص الضربة العسكرية تتراجع.. وفرص الاتفاق الشامل تتزايد..وفي تقديري أن الطرفان سيكسب كل منهما شيئا..

 ستكسب مصر ضمان حصة المياة باتفاق – سيكون دوليا بعد اقراره من الاتحاد الافريقي ومباركة امريكية.. وستكسب أثيوبيا باستكمال بناء السد وتنفيذ مشروعاتها..دون الاضرار بالغير.

6- ومن وجهة نظري أيضا.. خسر كل طرف شيئا.. خسرت مصر فقدان عدة مليارات من المياه نتيجة الملء الثاني..

 وخسرت أثيوبيا أنها كانت تتمني بناء السد وتنفيذ مشروعاتها بدون اللجوء لأي اتفاق يأخذ  الصبغة الدولية..

.. الأيام القادمة.. سوف تكشف عن المزيد من المعلومات والأخبار..ولكنني أتمني أن نعبر تلك الأزمة الوجودية بأقل الخسائر الممكنة..وأعتقد جدا في ذلك..

التعليقات (0)