تكبير الخط تصغير الخط

شهدت العاصمة السعودية الرياض، يوم الثلاثاء، جولة محادثات جديدة بين الوفدين الأمريكي والأوكراني، وذلك بعد يوم من اختتام لقاءات بين ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة، بهدف بحث مقترح لوقف إطلاق النار بين موسكو وكييف في البحر الأسود، إلى جانب قضايا أخرى ذات صلة بالنزاع.

ووفقًا لما أورده موقع "كييف إندبندنت"، استمرت الجلسة بين الجانبين الأمريكي والأوكراني لأكثر من ساعة بقليل، عقب محادثات مطولة امتدت 12 ساعة بين الولايات المتحدة وروسيا في الرياض يوم الاثنين. ولم تُعلن أي تفاصيل رسمية بشأن مجريات الجولة الأخيرة من المباحثات.

في السياق ذاته، نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصدر مطلع، لم تكشف عن هويته، أن المحادثات بين الطرفين الأمريكي والأوكراني تطرقت إلى مقترح هدنة لمدة 30 يومًا، تهدف إلى وقف إطلاق النار على منشآت الطاقة وفي البحر الأسود.

المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة

من جانبه، أفاد الكرملين بأن روسيا والولايات المتحدة تجريان تقييمًا لنتائج المباحثات التي استضافتها الرياض، غير أن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، امتنع عن الكشف عن تفاصيلها، مشيرًا إلى أن المحادثات ركزت بشكل رئيسي على إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الملاحة في البحر الأسود، إلى جانب قضايا أخرى.

وأوضح بيسكوف في تصريح للصحافيين أن الوفدين الروسي والأمريكي قدما تقارير إلى قيادتيهما بشأن نتائج النقاشات، التي وصفها بأنها "تقنية وتفصيلية"، مؤكداً أن مضمونها لن يُكشف للجمهور. وأضاف: "حاليًا، تقوم الدول المعنية بتحليل التقارير التي تلقتها، ولن يتم التطرق إلى أي تفاهمات قبل انتهاء هذه العملية".

وفيما يتعلق بإمكانية عقد اجتماع ثلاثي بين موسكو وواشنطن وكييف، نفى بيسكوف وجود أي مناقشات حول ذلك في الوقت الراهن، كما أكد أنه لا توجد خطة حالية لإجراء مكالمة هاتفية جديدة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، لكنه أشار إلى أن مثل هذا الاتصال يمكن ترتيبه سريعًا إذا اقتضت الضرورة.

موقف واشنطن وتقدم المباحثات

من جهتها، وصفت الإدارة الأمريكية محادثات الاثنين بين روسيا والولايات المتحدة بأنها خطوة ضمن جهود الرئيس ترامب لإنهاء النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في البيت الأبيض تأكيده أن المحادثات التي تجري في السعودية تحقق تقدمًا، وأنه من المتوقع صدور إعلان إيجابي قريبًا. كما شدد البيت الأبيض على أن الهدف الأساسي من هذه المفاوضات هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في البحر الأسود، ما يسمح بحرية الملاحة في المنطقة.

وفي السياق نفسه، وصف جريجوري كاراسين، عضو الوفد الروسي المشارك في المحادثات، الجلسات التي جمعت بلاده بالولايات المتحدة بـ"الصعبة لكنها مفيدة"، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ودولًا أخرى ستنخرط في مناقشات إضافية بشأن المسألة. وأضاف، في تصريحات لوكالة "تاس" الروسية، أن النقاش كان مكثفًا وتناول مختلف الجوانب، مؤكدًا أن الحوار رغم صعوبته كان ضروريًا ومفيدًا لكلا الطرفين.

مقترح ترامب واشتراطات موسكو

وكانت روسيا قد رفضت، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، مقترحًا تقدم به ترامب لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا داخل أوكرانيا، لكنها وافقت على هدنة جزئية تقتصر على عدم استهداف البنية التحتية للطاقة.

وفي تصريحات أدلى بها يوم الاثنين، أشار ترامب إلى قضايا أخرى يتم التفاوض عليها، موضحًا أن المباحثات تتناول مسائل حساسة مثل ترسيم الحدود، وملكية محطات الطاقة، والسيطرة على الموارد.

من جانبه، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لمناقشة اتفاق سلام، لكنه ربط ذلك بضرورة تخلي كييف رسميًا عن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسحب قواتها من جميع المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا.

وفي هذا الصدد، صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، لقناة CBS يوم الأحد، بأن الوفود الأمريكية والروسية والأوكرانية اجتمعت في نفس المنشأة بالرياض، مشيرًا إلى أن المباحثات لا تقتصر على وقف إطلاق النار في البحر الأسود، بل تشمل أيضًا مناقشة "خط السيطرة" بين القوات الروسية والأوكرانية، إلى جانب إجراءات للتحقق وحفظ السلام، بهدف إبقاء خطوط المواجهة على وضعها الحالي.