تكبير الخط تصغير الخط

تنتظر الجماهير التونسية نتائج الأسبوع الأخير من المرحلة الأولى من أجل معرفة تركيبة المرحلة الثانية من الدوري المحلي، وذلك بعدما اتضحت الصورة بشكل كبير عقب منافسات الأسبوع الـ13 الذي دارت منافساته، الأحد الماضي، ولم تحمل الكثير من المفاجآت، باعتبار أن معظم النتائج كانت متوقعة سلفاً في ظل سيطرة الحسابات على خيارات كل المدربين.

وسيتوجه الاهتمام أساساً إلى المجموعة الأولى، حيث ما زالت أربعة أندية تُصارع من أجل تفادي الهبوط المباشر، إذ ستكون فرق النادي الصفاقسي والنادي البنزرتي والملعب التونسي وهلال الشابة، في موقف صعب طوال آخر 90 دقيقة من هذه المرحلة، فهي معنية بحسابات الهبوط وكذلك التأهل لمرحلة التتويج التي يُطلق عليها في تونس "البلاي أوف".

وتتنافس 3 أندية من بين هذا الرباعي على المركز الرابع الذي يضمن التأهل لمرحلة التتويج ويُضاف إليها فريق أمل حمام سوسة الذي يحتل هذا المركز قبل الجولة الأخيرة، ولكن الجميع سيُتابع باهتمام كبير مباراة استاد الطيب المهيري، عندما يستقبل النادي الصفاقسي صاحب التاريخ الكبير والذي كان وراء بروز أجيال من اللاعبين الممتازين، فريق هلال الشابة، في لقاء حاسم لكل فريق على حد سواء حيث سيكون الفريق الثاني الذي سيُغادر إلى الرابطة الثانية بنسبة كبيرة طرفاً في هذه المواجهة.

فالنادي الصفاقسي سيخوض أصعب لقاء في تاريخه لأن الخسارة تعني نزول الفريق إلى الرابطة الثانية، في حال تفادى الملعب التونسي والنادي البنزرتي الهزيمة، وهو أمر لم يسبق أن عاشه الصفاقسي على مرّ تاريخه الكبير في كرة القدم التونسية، وبالتالي فإن جماهيره ستحضر بأعداد كبيرة من أجل دعمه في هذه المواجهة على أمل تحقيق انتصار لن يضمن البقاء فقط، بل قد يُمكن الفريق من الحصول على البطاقة الرابعة التي تؤهله للمنافسة على اللقب في النصف الثاني من الموسم.

أما هلال الشابة الذي يقبع بمفرده في آخر الترتيب، فإنّه ما زال يتحكم في مصيره رغم كل الأزمات التي عاشها، والعودة بالانتصار من صفاقس يضمن له دخول المرحلة الثانية والتمتع بفرصة ثانية من أجل ضمان البقاء بعد خلافاته التاريخية مع الاتحاد التونسي في السنوات الأخيرة.

وتُسيطر الحسابات على هذه المجموعة في صراعات غير مباشرة، ذلك أن فريقا فقط تأكد من مركزه النهائي في هذه المرحلة، وهو اتحاد تطاوين الذي ضمن المركز الثالث في كل الحالات، وبالتالي التأهل لـ"البلاي أوف" رسمياً مُحدثاً مفاجأة كبرى للغاية خاصة بعد أن تقاسم النقاط مع الترجي، وقبل ذلك فاز على الصفاقسي.

وسيكون التنافس غير مباشر بين النجم الساحلي، المتصدر والترجي وصيفه، حيث سيلعب النجم أمام النادي البنزرتي وسيستقبل الترجي أمل حمام سوسة من أجل المركز الأول في الترتيب، الذي يضمن لصاحبه الحصول على أربع نقاط حوافز في النصف الثاني.

ومبدئياً يبدو أن الوضع سيبقى على ما هو عليه منطقيا بحكم الفارق الكبير في القدرات بين الأندية، رغم سعي النادي البنزرتي إلى تحقيق انتصار يساعده على تفادي المفاجآت غير السارة والحصول على المركز الخامس، في وقت سيُحاول فريق الأمل حصد نقاط الفوز التي تضمن له التأهل لمرحلة التتويج والدفاع عن فرصه في التأهل التاريخي. ويستضيف الملعب التونسي في اللقاء الرابع فريق اتحاد تطاوين وعينه على 3 نقاط تضمن له المركز الخامس وبالتالي دخول منافسات تفادي الهبوط بأكبر عدد من نقاط الحوافز.

وفي المجموعة الثانية، اتضحت الصورة بشكل كبير للغاية، بعدما ضمن الاتحاد المنستيري واتحاد تطاوين والأولمبي الباجي والنادي الأفريقي، التأهل لمرحلة التتويج، ولكن التنافس سيكون قوياً من أجل صدارة المجموعة بين ثلاثة أندية وهي اتحاد بن قردان والاتحاد المنستيري والأولمبي الباجي، بينما سيحاول النادي الأفريقي تقليص حجم خسائره بالحصول على المركز الثالث، وقد تأكد رسميا هبوط مستقبل الرجيش إلى الرابطة الثانية بعد خسارة في الأسبوع الماضي أمام النادي الأفريقي.

وسيكون التنافس مباشراً بين الأولمبي الباجي والنادي الأفريقي على المركز الثالث، حيث يُمكن للأفريقي أن يتجاوز منافسه في الترتيب في حال الانتصار عليه، ولكن المهمة تبدو صعبة بما أن مُضيفه لم يعرف إلا هزيمة واحدة خلال آخر تسع مباريات وسبق له الانتصار على الأفريقي في الذهاب وقد صنع مفاجآت مدوية هذا الموسم بقيادة المدرب طارق جراية.

وسيُحاول اتحاد بن قردان تأكيد نتائجه المثالية على ميدانه، في محاولة الدفاع عن المركز الأول وانتظار عثرة شريكه في الصدارة، اتحاد المنستير من أجل الانفراد بالمركز الأول في نهاية هذه المرحلة، كما سيكون التنافس غير مباشر في هذه الجولة من أجل المركز الخامس بين مستقبل سليمان الذي سينزل ضيفا على اتحاد بن قردان في لقاء صعب للغاية، ونجم المتلوي الذي سيواجه بعيدا عن قواعده فريق أولمبيك سيدي بوزيد، الذي ضمن المركز السابع في المجموعة.

وينصّ نظام الدوري التونسي لكرة القدم، على تأهل أول 4 فرق من كل مجموعة إلى المرحلة الحاسمة من أجل التتويج باللقب، ويحصل الأول في نهاية الترتيب على 4 نقاط حوافز والثاني على 3 نقاط والثالث على نقطتين والرابع على نقطة واحدة. أمّا الأندية التي تحتل في نهاية المرحلة الأولى المراكز 5 و6 و7 فتلعب في مجموعة تفادي الهبوط ويهبط صاحبا المركز الثامن في كل مجموعة إلى الدرجة الثانية، حيث كان مستقبل الرجيش أول الأندية التي خسرت مكانها.