- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: ينتصر شعبنا بعدم تحقيق العدو لأهدافه، ويحمل شعاراً وشو يعني لما نستشهد وكل يوم يستشهد منا شباب
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: ينتصر شعبنا بعدم تحقيق العدو لأهدافه، ويحمل شعاراً وشو يعني لما نستشهد وكل يوم يستشهد منا شباب
- 18 مارس 2023, 12:25:21 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إن النصر ليس شرطاً أن يكون بتحقيق زوال الإحتلال؛ إنما للنصر أوجهٌ كثيرة، وأعتقد أنّ شعبنا حققَّ ذلك النَّصْرَ مراراً على الإحتلال، كما إنّ زوال الباطل من الأرض مستحيل، فمن سنن الله الكونية أنْ يظلَّ الباطل يُناكفُ الحقَّ، لينكشف الخبيث من الطيب؛ وتلفظ الشعوب الخبيث، وفي هذا قال سبحانه، {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ}، ومقصود الآية أنّه لا يستأصلهم؛ إنما يُضْعفهم ويُفْشِلهم، فقوله: (يكبتهم) أي: يُخْزِيَهُمْ بِالْخَيْبَةِ والفشل ؛ فلا يحقّقُوا هدفاً كانوا يرجون تحقيقه بعدما سَخَّروا كل طاقاتهم لتحقيقه.
وإنّ شعبنا يفهم أنه لا يمكن لشعب أنْ يحقِّق نصراً دون تضحيات، فهذا أمرٌ معروفٌ، وهو من السُّنَن الكونية التي لا مناص منها، ولذلك فإنه يُقْدِمُ على طريقه وهو يعلم مدى وُعُورتها، ويعلم أنه سيفقد أغلى شبابه، ولكنَّه يعلمُ أيضاً أن دماء الشهداء تُنْبت وطناً حُرّاً كريماً، وشعباً عزيزاً عصِيَّاً على الإنكسار.
واليوم نرى نصر الله يتحقَّق بخذلان هذا العدو، وعدم تحقيقه لأهدافه، فكم أنفق من الأموال، وكم جَنّد جنوداً، وكمْ اجتهد في طمس هويتنا؛ ليعيش مُنَعَّماً في أرضنا ووطننا دون تنغيص، ثم يتفاجأ بأنّ كلّ ما أنفقه، وكلّ ما فعله، إنما انقلب عكسيا ضِدّه، فمنْ كان يتوقَّع وبعد حملة السور الوقي كما يدّعي، وكما كان هو يتوقع، بأنه قضى على المقاومة، وأنه سيعيش في أجواء الولاء المطلق له، وأنّ إغداق المال كفيلٌ بأن يُسَخِّر له شعب الضفة فيكون حارسا أميناً له، لينام ليله الطويل، فإذا بكلّ ذلك ينقلب، ويذهب المال والجهد والجند هباء منثورا، {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}.
ثم من كان يظنُّ أيضاً أنّ غزة المحاصرة، والتي كان المقصود من حصارها خنقها، لتنشغل بنفسها، فلا تجد وقتاً إلا للبحث عن لقمة العيش، وإذا بها تفاجيء عدوها؛ بأنها تصبح نداً قوياً؛ لتظلّ جمرةَ نارٍ وقنبلة موقوتةٍ توشك على الإنفجار.
وتحقيقا لموعود الله، بأنه يحمي الشعوب المظلومة، ويُفْشِلُ المحتل الظالم، فيخيب رجاءه، ويفسد عليه أهدافه، أصبح المحتل يعاني هزيمة فشله، فما بين الضفة وغزة يتيه هذا المحتل فيجد فشله يلاحقه، فيحاول الخروج من هذا الفشل بإمعان القتل عسى أن يوقف هذا المدّ الشبابي المقاوم الذي لم يكن يتوقعه، ليأتيه شباب يستهين بهذا القتل، ويحمل شعارا، وشو يعني لما نستشهد وكل يوم يستشهد منا شباب.
كل التحية لهذا الشعب الولاد