- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
الداعية خالد سعد يكتب: بعض مكاسب طوفان الأقصى
الداعية خالد سعد يكتب: بعض مكاسب طوفان الأقصى
- 26 نوفمبر 2023, 3:43:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا شك أن الأزمة الراهنة الواقعة في غزة العزة بعد قيام ثلة من مجاهدينا الأبطال بموقعة طوفان الأقصى، على قدر ما يعتصر القلب حزنا وكمدا على ما يحدث من قصف عنيف وقتل وتشريد للنساء والأطفال والمدنيين العزل، إلا أن هناك مكاسب عظيمة ومنح كامنة في هذه المحنة.
والمكسب الحقيقي قد تمثل في تلك الجماهير الغربية الغفيرة، التي خرجت منددة بجريمة الإبادة والمحرقة التي يتعرض لها أهلنا في غزة، معارضة توجه حكوماتها، بل وغير مصدقة للآلة الإعلامية الصهيونية التي عمل عليها اليهود خلال عقود من الزمن، لكنها تهاوت مع أول أسبوع، وفقدت مصداقيتها، وانكشف عمق انتمائها للحركة الصهيونية، فخرج الناس آلافا مؤلفة في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأيرلندا وألمانيا والسويد، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي غيرها من بلدان العالم، أفرادا وزرافات، يهتفون ضد إسرائيل وقادتها وجيشها، وينادون بمحاسبتهم عدليا، ولعمري فذلك مكسب كبير لم يكن لأحد أن يتخيله، فإذا بطوفان الأقصى يثبت بأن فلسطين لا تزال قضية الشرفاء والأحرار في كل العالم، وهو المكسب الأسمى.
في طوفان الأقصى انقسم العالم إلى فسطاطين، أحدهما فسطاط حق آمن باستحقاق الفلسطينيين في أن يمارسوا نضالهم المشروع ليعيشوا كرامتهم وحريتهم مثلهم مثل كل شعوب العالم، وأن تتوقف جرائم الإبادة بحقهم من المحتل الإسرائيلي، واجتمع في هذا الفسطاط المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي، وغيرهم من العلمانيين والليبراليين في العالم. في مقابل فسطاط باطل جمع بين متمسلمين منافقين ومسيحيين ويهود، ومن كل أشتات العالم وتوجهاتهم، وهؤلاء ساندوا الإسرائيليين الصهيانية في جريمتهم بشكل مباشر وعلني أو بغيره، وأضعفهم من ساند الباطل بالصمت واللمز هنا وهناك، وتلك صفة من صفات المنافقين.
وأيضا من المكاسب أنها أظهرت حقيقة الغرب الزائفة وان ديمقراطيتهم صنم من العجوة إذا احتاجوا إليه عبدوها وعظموها، وإذا تعارضت مع مصالحهم ومخططاتهم أكلوها وتجاهلوها وإن الغرب ما هو إلا مواثيق كاذبة ومنظمات منافقة وعدالة زائفة ومظاهر خداعة.
قالوا لنا الغرب قلت... سياحة وصناعة ومظاهر تغرينا
لكنه خاو من الإيمان لا ... يرعى ضعيفا أو يسر حزينا
الغرب مقبرة المبادئ لم يزل ... يرمي بسهم المغريات الدينا
الغرب مقبرة العدالة كلما ...رفعت يدا أبدى لها السكينا
الغرب يحمل خنجرا ورصاصة .... فعلام يحمل قومنا الزيتونا
كفر وإســلام فأنى يلتقي ... هذا بذاك أيها اللاهــونا
أنا لا ألوم الغرب في تخطيطه ... ولكن اللوم لوم المسلم المفتونا
وألوم أمتنا التي مشت ... على درب الخضوع ترافق التنينا
وألوم فينا نخوة لم تنتفض .... إلا لتضربنا على أيدينا
يا مجلس الأمن المخيف إلى متى ... تبقى لتجار الحروب رهينا
لعبت بك الدول الكبار ... فصرت في ميدانهن اللاعب الميمونا
يا مجلسا غدا في جسم عالمنا ... مرضا خفيا يشبه الطاعونا
شكرا لقد أبرزت وجه حضارة ... غربية لبس القناع سنينا
أخيرا، لقد أعادت صور المجازر الإجرامية التي تقوم بها الآلة الإسرائيلية الصهيونية، إلى الشباب العربي هويتهم، وكانوا في سبات عميق، وتلهف وراء المادة، غير أن دماء الأبرياء ودموع الثكالى وقهر الرجال، قد أعاد الشباب العربي إلى وعيه، فتراهم مناضلين بالكلمة للدفاع عن قضية فلسطين، ومواجهة الآلة الإعلامية الصهيونية بقدرات بسيطة، لكنها مؤثرة، وهو ما رأيته في مواقع التواصل الاجتماعي، التي اجتمع فيها ملايين يساندون بالكلمة أهلنا في غزة المذبوحة، بشرح واقعهم المأساوي، وكشف معاناتهم، لكل العالم شرقا وغربا عبر الفضاء الكوني الالكتروني، وهي من أعظم المكاسب التي تؤكد أن فلسطين ستبقى حاضرة في وجدان الأمة ، وستعود قريبا.
ولله الأمر من قبل ومن بعد