الخروف بـ2000 دولار.. عيد غزة بلا أضحية هذا العام

profile
  • clock 15 يونيو 2024, 9:57:39 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

على مدار أكثر من أسبوع يحاول الحاج حسين سالم البحث عن أضاحي في غزة من أجل يقدمها قربانا لله كما اعتاد كل عام؛ إلا أنه لم يجد إلا القليل وبأسعار خيالية.

ولندرة وجود المواشي التي تصلح للتضحية في قطاع غزة، بعد حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع منذ تسعة أشهر، بات الحصول على أضحية أمر صعب جدا، فآلة الحرب الإسرائيلية حرقت الأخضر واليابس ولم تبق اي مزارع، في حين لم يدخل اي نوع من المواشي من خارج غزة كما يحدث كل عام قبيل عيد الاضحى.

اهتدى الحاج سالم إلى مزارع في بلدة جباليا لديه القليل من الماعز والأغنام لكنه صدم من السعر الذي طلبه حيث يطلب بالكليو جرام الواحد من وزن الخروف 165 شيكل( 44 دولار) وذلك لو اشترى اي نوع من الخراف أو الماعز وهو المتوفر فقط بوزن أربعين كيلو جرام وهو المتوسط سيكون سعره 1760 دولار .

وقال الحاج سالم:" فكرت كثيرا في هذا المبلغ الخيالي الذي سأدفعه في أضحية ثمنها كان قبل الحرب فقط 400 دولار وبعد صراع داخلي وتشاور مع الاولاد قرر شرائها ليقدمها قربا لله في عيد الاضحى علها تكون سببا في وقف الحرب".

في المقابل قرر عيد عبد الله أن يوزع ثمن أضحيته على الفقراء والمساكين بعدما عرف بالأسعار الخيالية للأضاحي.

وقال عبد الله:" ذهبت اشتري خروف صغير لذبحه اول ايام عيد الاضحى كما أفعل في كل عام فاذا سعره يصل إلى ألفي دولار.

واضاف:" صعقت من هذا الرقم الخيالي للاضاحي رغم علمي بعدم توفرها وندرتها".

وتابع:" قررت أن أتبرع بالمبلغ الذي رصدته للأضحية هذا العام (٦٠٠ دولار) لصالح الفقراء والمساكين".

ايمن ابو وردة الذي لديه عدد من الخراف والماعز أكد أن ارتفاع أسعار الأضاحي هو لندرتها وارتفاع سعر طاعمها وتربيتها.

واضاف ابو وردة:" هناك عزوف كبير من قبل المواطنين عن شراء الأضاحي هذا العام، فأنا لم اقم ببيع غير خروفين فقط، في حين عدة جمعيات خيرية حجزت عددا قليلا من الخراف والماعز لذبحها وتوزيعها على الفقراء والمساكين"؛ مستدركا بالقول"لكن في هذه الحرب 90 ‎%‎ من سكان غزة أصبحوا تحت خط الفقر".

ستغيب فرحة اطفال غزة بالأضاحي هذا العام وهم يرغبون في الذهاب مع ذويهم لحضور ذبحها كما ستغيب فرحة العيد بعد هذا الدمار والخراب الذي تعرض له قطاع غزة على مدار اشهر الحرب التسعة وارتقاء قرابة 40 الف شهيد و 150 الف جريح وتهجير قرابة مليون نسمة دون معرفة متى ستنتهي هذه الحرب.

يحل عيد اخر على سكان غزة بعد عيد الصيام قبل قرابة شهرين ولسان حالهم "بأي حال عدت يا عيد"؛ وكلهم أمل أن تتوقف هذه الحرب باي وقت لأن استمرارها يعني مزيدا من القتل والدمار.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و266 شهداء، وإصابة 85 ألفا و102 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

المصادر

قدس برس

التعليقات (0)