- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
التنافس الاقتصادي بين " السعودية والإمارات "ضمن أهدف بايدن
التنافس الاقتصادي بين " السعودية والإمارات "ضمن أهدف بايدن
- 10 يوليو 2021, 11:42:54 ص
- 1089
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال معهد “ريسبونسبل ستيت كرافت” الأمريكي، في تقرير له، إن السباق السعودي الإماراتي على المكافآت الاقتصادية قد يبشر بالخير لهدف بايدن المتمثل في الحد من التدخل الأمريكي في المنطقة، وذلك تعليقاً على الخلاف النفطي الذي ظهر إلى السطح مؤخراً وأثار الكثير من الجدل.
وقالت الباحثة في المعهد أنيل شلين، في التقرير،"إذا ركزت السعودية والإمارات بشكل أساسي على التنافس مع بعضهما البعض، فسيفضل كلاهما تعزيز الاستقرار الإقليمي من أجل تشجيع الاستثمار، مما قد يؤدي إلى كبح الدوافع للتصرف بقوة تجاه بعضهما البعض أو تجاه جيرانهما".
وأشارت إلى تصدعات متعددة حدثت مؤخرا في العلاقة بين البلدين إذ تقاوم أبوظبي جهود المملكة وروسيا لإقناع أعضاء أوبك+ بمواصلة تقييد إنتاج النفط. وفي الوقت نفسه، لن تعتبر السعودية بعد الآن أن السلع المنتجة في المناطق الحرة “محلية الصنع”، وهو القرار الذي سيخضع العديد من المنتجات الإماراتية للتعريفات الجمركية.
وعددت الباحثة في المعهد الأمريكي، خمسة ملفات هامة أسهمت في زيادة التوتر بين الرياض وأبوظبي، مشيرة إلى أن السعودية أوقفت الرحلات الجوية إلى الإمارات تخوفاً من متحور دلتا، وهو تصرف ردت عليه أبوظبي.
وفي أبريل، أعلنت السعودية أنه بحلول عام 2024، ستتوقف عن التعامل مع أي شركة لا يوجد مقرها الإقليمي في المملكة، وهي سياسة من المرجح أن تجبر العديد من الشركات متعددة الجنسيات على الانتقال من الإمارات إلى السعودية.
كما كشفت السعودية مؤخراً عن استثمار بقيمة 133 مليار دولار لتصبح مركزا إقليميا للنقل والخدمات اللوجستية، في محاولة لاستبدال دبي وأبوظبي، ويعتزم السعوديون ايضاً إطلاق شركة طيران جديدة تتنافس مع شركات طيران خليجية أخرى مثل الاتحاد وطيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية للعملاء الدوليين.
وتلفت الباحثة إلى أن هذه التحركات مجتمعة تشير إلى التوترات المتزايدة بين البلدين، ولا سيما بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
وتقول إنه في ظل الإدارة الأمريكية السابقة (إدارة دونالد ترامب) كان هذين الاثنين يرتبطان بشراكة وثيقة مع بعضهما البعض ومع فريق ترامب بشأن قضايا مختلفة منها حصار قطر في عام 2017 وصولا إلى اتفاقات التطبيع 2020.
ووُصِف الشيخ محمد بن زايد بأنه “مرشد بن سلمان”، على الرغم من التناقض بين الثقافة الملكية الإماراتية الذكية لصورة الإمارات والقرارات السياسية المتهورة في كثير من الأحيان التي قوضت رغبته (بن سلمان) في إعادة تشكيل مملكته.
ومع ذلك، على الرغم من التقارب المبكر بينهما، فإن التنافس بين البلدين غير مفاجئ إذ يرى محمد بن سلمان المملكة العربية السعودية على أنها القوة المهيمنة المشروعة في المنطقة، ويتحرك للاستيلاء على موقع المحور الاقتصادي والسياحي الذي كانت دولة الإمارات تشغله.
وتحتاج السعودية على وجه الخصوص إلى توجيه رأس المال نحو رؤية بن سلمان 2030، والتي وعد من خلالها بتنويع الاقتصاد، وخلق فرص عمل أكبر، وتوفير الرخاء العام للسعوديين. ومع ذلك، في الوقت الحالي، لا تزال المملكة متورطة في اليمن، وهو صراع يهدد بالمطالبة بموارد أكبر حيث يتضح بشكل متزايد عدم قدرة السعوديين على تحييد الحوثيين.
وتقول الكاتبة شلين “نأمل أن يكون محمد بن سلمان قد تعلم أن الحروب غالبا ما تكون أكثر تكلفة وأطول أمدا مما كان متوقعا، وبالتالي قد يظهر قدرا أكبر من ضبط النفس في المستقبل. وفي الوقت نفسه، فإن الشيخ محمد بن زايد ماكر للغاية في محاولة كسب حرب شد وجذب مع اقتصاد السعودية الأكبر – 700 مليار دولار مقابل 421 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي – لذلك سيحتاج إلى البحث عن مصادر بديلة للإيرادات”.
صعوبات محمد بن سلمان
لكن بشكل عام، يواجه محمد بن سلمان المهمة الأكثر صعوبة، تقول الباحثة، فوفقا لمسح “سهولة ممارسة الأعمال” الذي أجراه البنك الدولي بشأن اللوائح التنظيمية في 190 دولة، تحتل الإمارات المرتبة 16، بينما تحتل السعودية المرتبة 62. وتشير إلى أنه يجب أن يتحول الاقتصاد السعودي بالكامل لجذب مستوى الاستثمار اللازم لتوظيف الشباب.
وتوضح شلين في هذا السياق مشيرة إلى أن عدد المواطنين السعوديين يزيد عن 20 مليونا بينما يبلغ عدد المواطنين الإماراتيين حوالي مليون نسمة (يوجد في كلا البلدين عدد كبير من العمالة الوافدة، مما يجعل إجمالي عدد السكان أعلى من عدد المواطنين).
ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في السعودية حوالي 20 ألف دولار، مقارنة بـ 43 ألف دولار في الإمارات. مع وجود عدد أكبر من السكان ورأس مال أقل للفرد، لا يستطيع بن سلمان شراء هدوء مواطنيه.
كما أن اتفاقيات التطبيع أظهرت أن المخاوف من المعارضة العامة لا تقيد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، في حين قررت السعودية في النهاية عدم المخاطرة برد الفعل العنيف الذي سيتبع التطبيع مع "الاحتلال الإسرائيلي".
وراهن بن سلمان بشرعيته على الوفاء بوعوده للجيل الشاب من السعوديين المتعلمين في الخارج، وهو انتقال سيتطلب منه إعطاء الأولوية للتنويع الاقتصادي بعيدا عن النفط. لذلك، بالنسبة لبن سلمان، من المرجح أن تبدو المنافسة مع أبوظبي ذات أهمية متزايدة ، حيث تسعى السعودية إلى استبدال دور الإمارات كعاصمة المنطقة للعالمية والسحر والفرص. على المدى المتوسط، إذا فشل بن سلمان في الوفاء، فقد تزداد حالة عدم الاستقرار في المملكة.
وترى شلين أنه على المدى القصير والمتوسط والطويل، تُخدم المصالح العالمية بشكل سيئ من قبل كل من الرياض وأبوظبي اللتين تواصلان ربط ثرواتهما بحرق الوقود الأحفوري، على الرغم من أنه يبدو إلى حد ما أن أبوظبي تعترف بتغير الواقع.
وتختم الكاتبة بالقول إنه على الرغم من الانتهاكات الجسيمة والمستمرة لحقوق الإنسان في كلا البلدين، يجب على إدارة بايدن تشجيع جهود كل دولة للتحول بعيدا عن النفط.