البصيرة قبل البصر.. فلسطيني يلهم أقرانه بقهر إعاقته

profile
  • clock 18 ديسمبر 2021, 10:10:03 ص
  • eye 5281
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

حول الفلسطيني مؤنس نزال (22 عاما)، إعاقته البصرية إلى قصة نجاح، محققا نجاحا أكاديميا، وبات ملهما لأقرانه.

نزال، المولود في مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، فقد بصره قبل سبع سنوات، لكن ذلك لم يمنعه من السعي خلف أحلامه، فحقق نجاحا في الثانوية العامة، وفي دراسته الجامعية.

درس نزال الأدب الإنجليزي في جامعة بيرزيت القريبة من رام الله (وسط)، حتى بات مدرسا مساندا للغة في جامعته.

ومن خلال إدارة نزال قناة على موقع "يوتيوب" أعطى الأمل للأشخاص المعاقين بصريًا في حياتهم اليومية من خلال تثقيفهم حول الفرص وطرق عيش حياة طبيعية، على الرغم من الإعاقة.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، دعي نزال من جانب سلسلة المؤتمرات العالمية "TED" للحديث عن قصته من أجل تحفيز الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في أرجاء العالم.

و"TED" مؤتمر يُنظم في دول مختلفة حول العالم، ويتبع لسلسلة المؤتمرات العالمية للتكنولوجيا والترفيه والتصميم، والذي تنفذه مؤسسة "سابلنج" الأمريكية (غير ربحية) سنويا.

التغلب على فقدان البصر

يقول نزال للأناضول: "عندما كنت في الخامسة عشرة من عمرب، فقدت بصري وشعرت أن العالم مظلم، لكن سرعان ما أثبت أن الرؤية لا تأتي من العين وحدها، بل تأتي من البصيرة والعزيمة".

ويضيف: "خضعت لعمليات جراحية في السنوات الأولى من حياتي في محاولة لإنقاذ بصري لكني فقدته تدريجيا".

وأردف: "كنت دوما لا أريد أن أعامَل بشفقة ورحمة أو كضحية، بل كأي إنسان عادي"، وهو ما حققته اليوم.

وتابع: "حياة ذوي الإعاقة البصرية صعبة، هناك مخاوف لا نهاية لها، كيف ينظر إليك الآخرون؟ هل يحترموننا أو يعتقدون أننا مُعاقون".

ويلفت نزال، إلى أن "أول خطوة للتغلب على الإعاقة تكمن في التغلب على النفس، والخروج من القوقعة التي يمكن أن يكون الإنسان داخلها بسبب الإعاقة، ثم التغلب والتحدي للمعوِّقات المجتمعية".

واستثمر نزال التكنولوجيا للتغلب على إعاقته، عبر التعلم والدراسة وتقديم الواجبات المدرسية ثم الجامعية عبر برامج ناطقة وفق ما يقول.

ولنزال صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" وقناة خاصة على موقع "يوتيوب".

وغالبا ما ينشر على تلك الصفحات قصصا ريادية، ويعتبر أن التكنولوجيا "أساس الحياة للكفيف".

تأثير حقيقي

يقول نزال: "يمكن أن يكون الإنسان طبيعيا ولديه نعمة النظر لكن ليس بالضرورة أن يكون لديه تأثير حقيقي وكبير".

ويضيف: "بالنسبة لي تنبع معتقداتي الفكرية من قلبي فأنا أحفز المعاقين بصريًا من خلال تثقيفهم حول الفرص وطرق العيش لينعموا بحياة طبيعية".

وكان نزال قد حصل على المرتبة الأولى في امتحانات الثانوية العامة على محافظة قلقيلة، بحصوله على درجة 98.2 بالمئة.

في فبراير/ شباط الماضي، تخرج نزال من جامعة بيرزيت بامتياز، ويقول أصدقاؤه إن شهرته تعدت تفوقه، فقد كان منذ أيامه الأولى في الجامعة يبذل قصارى جهده لمساعدة أقرانه، أكاديميا واجتماعيا.

وطموح نزال أن يصبح يوما ما مؤثرا يترك بسمة على وجوه كل من عرفوه. ويؤمن بأن "هناك فسحة أمل في الحياة" دائماً.

تواضع وتفوق

تقول زميلة نزال في الدراسة الجامعية مرح قُعد للأناضول: "مع معرفتي به أدركت كم يحمل من مشاعر إنسانية وخلقا جميلا، والأهم من ذلك أنه شخص متواضع ونشيط".

وتضيف: "لم يتوقف عن العمل أبدا، كان دائما على استعداد للمساعدة في تعليم الطلاب، وخصوصا مع جائحة كورونا".

وتشير قُعد، إلى أن نزال "استخدم مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت للمساعدة خصوصا للطلبة المحجورين جراء إصابتهم بفيروس كورونا".

وتردف: "لقد شجع زملاءه على أداء الكثير من النشاطات الاجتماعية والأكاديمية".

ويطمح نزال إلى إكمال حياته التعليمية والحصول على درجة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية، ويتطلع إلى أن يصبح يوما مدرسا جامعيا.

ويقول إن "مهنة التدريس رسالة سامية يفضلها على سواها".

كلمات دليلية
التعليقات (0)