- ℃ 11 تركيا
- 3 فبراير 2025
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: نتنياهو و ترامب ....لقاء حاسم وقضايا كثيرة
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: نتنياهو و ترامب ....لقاء حاسم وقضايا كثيرة
- 3 فبراير 2025, 12:25:14 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة ، حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء المقبل. تهدف هذه الزيارة إلى مناقشة مجموعة من القضايا الحيوية التي تؤثر على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع بين نتنياهو وترامب عدة ملفات رئيسية، أبرزها:
الوضع في غزة وهو من أهم الملفات
وذلك في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار والذي شهد إطلاق سراح اسرى إسرائيليين مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين ويهدف هذا الاتفاق إلى تمهيد الطريق لتمديد الهدنة وتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.
وفي بيان من مكتبه ادعى نتنياهو انه قد تلقى دعوة لزيارة ترامب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء وسيناقشون الوضع في غزة ، وقضية الاسرى التي تحتفظ بهم حماس ، والمواجهة مع إيران وحلفائها الإقليميين.
حيث أن وقف إطلاق النار يمر في اختبار عسير فقد استبق نتنياهو زيارته إلى واشنطن بتجميد ارسال وفده المفاوض إلى قطر الذي يفاوض للمرحلة الثانية من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة في مسعى يكشف نوايا نتنياهو في محاولات لتعطيل الاتفاق في ظل التحديات التي تواجه حكومته من معارضة للاتفاق من اليمين المتطرف الذي من شأنه أن يهدد الحكومة بسقوط .
بينما يراهن الوسطاء على تهدئة طويلة الأمد، تواصل الأطراف المعنية استعداداتها العسكرية تحسبًا لأي انتكاسة قد تعيد الأوضاع إلى مربع المواجهة.
ويواجه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس أول اختبار له، مع استمرار التوترات على الأرض والتباين في تفسيرات بنوده.
وبينما رحبت الأطراف الدولية بالاتفاق باعتباره خطوة نحو تهدئة مستدامة، يحذر محللون من أن هشاشته قد تؤدي إلى انهياره في أي لحظة، خاصة في ظل غياب حل جذري للقضايا العالقة مثل مصير الأسرى وإعادة إعمار غزة و موضوع وصول المساعدات في ظل مناورات نتنياهو لنسف الاتفاق حتى لأبسط القضايا.
وبالرغم من إطلاق سراح بعض الاسرى من الجانبين، لا يزال هناك أكثر من 70 اسير اسرائيلي في غزة ، والالاف الاسرى الفلسطينيين في اسرائيل.
فمن المتوقع أن يبحث الزعيمان سبل تأمين الإفراج عن هؤلاء الاسرى وتعزيز الجهود الدبلوماسية لتحقيق ذلك.
وستكون التهديدات التي تشكلها إيران وحلفاؤها في المنطقة محورًا أساسيًا في المناقشات، حيث يسعى الطرفان إلى تنسيق الجهود لمواجهة هذه التحديات وتعزيز الأمن الإقليميكما يقولون.
وتأتي هذه الزيارة في ظل ظروف سياسية معقدة لكل من نتنياهو وترامب.
بالنسبة لنتنياهو، يسعى إلى تعزيز موقفه السياسي الداخلي والحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، خاصة في ظل المعارضة الداخلية لبعض سياساته، مثل موقف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش و بن غفير الذين يعارضون الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
أما بالنسبة لترامب، فيسعى إلى تحقيق نجاح دبلوماسي في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بتمديد وقف إطلاق النار في غزة، مما قد يمهد الطريق لاتفاقات استراتيجية مع دول إقليمية مثل اتفاق للتطبيع مع السعودية والحد من نفوذ إيران النووي.
وبالرغم من الأهداف المشتركة، يواجه الزعيمان تحديات عدة قد تؤثر على نتائج هذه الزيارة، من أبرزها، خطة إعادة توطين سكان غزة: الذي اقترحه ترامب ، خطة لإعادة توطين ما يصل إلى 1.5 مليون فلسطيني من غزة إلى دول مجاورة.
الاقتراح الأمريكي الذي قوبل بانتقادات واسعة في العالم العربي، حيث يُنظر إليه على أنه محاولة للتطهير العرقي وتهجير الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنه ، مما يزيد من تعقيد الجهود الدبلوماسية.
أما عن الاستقرار الداخلي في إسرائيل، فإن معارضة بعض أعضاء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي للخطوات الدبلوماسية المقترحة قد تؤثر على قدرة نتنياهو على اتخاذ قرارات حاسمة خلال هذه المفاوضات.
مما يجعل نتائج لقاء نتنياهو وترامب حاسمة في تحديد مسار الأحداث في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة.
ويؤدي نجاح المفاوضات إلى تعزيز الهدنة في غزة وفتح آفاق جديدة للتعاون الإقليمي، بينما قد يؤدي الفشل إلى تصعيد التوترات وزيادة التعقيدات في المشهد السياسي والأمني.
وتظل الأنظار متجهة نحو واشنطن لمتابعة ما سيسفر عنه هذا اللقاء الحاسم بين نتنياهو وترامب، حيث يحاول أحدهما اقناع الآخر بما لديه من خطط و مصالح أو قد يضحي أحدهم بالآخر حتى يستمر و يحقق ما يريد، فالقضية اكبر من ذلك بكثير فهي لا تنحصر في حدود غزة فقط أو في حكومة نتنياهو واستمرارها بل هي تحدد مستقبل المنطقة بأسرها و ما يحاك لها في المرحلة المقبلة.