- ℃ 11 تركيا
- 8 نوفمبر 2024
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب:نتنياهو ونهج " أنا ومن بعدي الطوفان"
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب:نتنياهو ونهج " أنا ومن بعدي الطوفان"
- 22 أغسطس 2024, 10:30:44 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"أنا ومن بعدي الطوفان" مقولة فرنسية الأصل، قالتها عشيقة لويس الخامس عشر منذ زمن طويل لتتحول إلى وصف لكل الأنانيين الذين يعتقدون بأنهم محور الكون حتى وإن مروا فوق جماجم البشر، وفي حال وصولهم لمرحلة الخوف على الكرسي أو نقطة اليأس فلهم أن يقتلوا البشر ويحرقوا الشجر في سبيل "الأنا".
تنطبق هذه المقولة "أنا ومن بعدي الطوفان" على المجرم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان ؛ فهو من هؤلاء الأشخاص لا يرون سوى أنفسهم ومصالحهم الشخصية حتى لو ذهب الجميع إلى الجحيم أو يأخذهم الطوفان .
ورغم كل المحاولات والمفاوضات والاقتراحات التي يبذلها العالم لوقف العدوان على غزة، الا أنه يماطل ويناور و يلعب بالوقت حتى لو انهارت المفاوضات أو قتل اسراه جميعا أو امدت الأوضاع لتصل لحرب إقليمية أو حتى لو سحقت اسرائيل نفسها المهم هو لدى نتنياهو هو بقاءه السياسي .
مات ألف وألفان وعشرة وعشرون وثلاثون حتى وصل العدد الى الأربعين والالاف المفقودين و الجرحى و المشردين ، وأضرار بقيمة 30 مليار دولار، ودمار في مباني مدينة غزة يُقدر بنسبة 80%، وقرارات من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، ومحكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها، إلا أن نتنياهو لا يكترث لكل ما يحصل، ليضيف إلى قائمة إخفاقاته أزمات دبلوماسية مع كل العالم حتى مع شركائه في الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، وحتى وصل الأمر بالصحافة الغربية لوصفه "معول هدم لإسرائيل" .
فما يزال رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو يحاول البحث عن أي نصر وهمي، حتى لو كان نصرهم يُقدم على أجساد المرضى وجثث الشهداء وتدمير كافة مرافق الحياة في غزة.
أن الاحتلال ومنذ 75 عاما، يعمل على كيّ وعي الرأي العام العالمي، لكن بعد جنونه في قطاع غزة اظهر للعالم أجمع كم هم كاذبون أشرون، وسيشكك العالم في أي رواية لنتنياهو حتى ولو قال بأن "السماء زرقاء" فقدت كشفت حرب غزة اجرام هذا الكيان و عنصريته وغطرسته أمام كل العالم بعد أن كان يلعب دور الضحية باستمرار متباكيا لما حصل بالشعب اليهودي بالهولوكوست ليبرر للعالم أفعاله.
نتنياهو الان بدا يخسر أوراقه التفاوضية مع مرور الوقت، خصوصا وأن الفرص بدأت تضيق أمام أي صفقة للأسرى الإسرائيليين وان المنطقة الآن أصبحت على صفيح ساخن و حرب اقليمية بعد حوادث الاغتيالات لقادة المقاومة من اسماعيل هنيه و فؤاد شكر وخصوصا بعد عشرة أشهر من الإخفاقات و الخسائر في حربه على غزة و التي وصلت إلى طريق مسدود و تدور في حلقة مفرغة وأن أوراقه ومناوراته باتت مكشوفة ويتراجع تأثيرها على مستوى الأهداف واستراتيجية التفاوض وأنه دائما يسعى لنسف اي اتفاق عند حدوث أي تقدم .