- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب:حملة جنين هدية من عباس إلى ترامب
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب:حملة جنين هدية من عباس إلى ترامب
- 17 ديسمبر 2024, 11:25:01 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا تزال السلطة الفلسطينية تُلقي بثقلها الأمني في مدينة جنين ومخيمها ، إذ كثفت، أخيراً، حملتها الأمنية المستمرة منذ أكثر من 10 أيام، في محاولة لاجتثاث مظاهر المقاومة في مخيم المدينة، فيما أسفرت الاشتباكات المسلحة المتصاعدة وعمليات القنص وإطلاق النار العشوائي عن استشهاد 3 أشخاص، من بينهم طفل وفتى، وقائد في «كتيبة جنين». وعلى الأرجح، تهدف الحملة الأمنية المشار إليها، ولا سيما في مخيم جنين، وهو الأكثر حضوراً وقوة في العمل المقاوم في الضفة الغربية، إلى توجيه رسائل مختلفة إلى أطراف داخل فلسطين وخارجها، وعلى رأسها الإدارة الأميركية القادمة.
وفي محاولة للتلويح بـ«ورقتها» الأكثر قوة، أي «الدور الأمني» في مواجهة المقاومة، أرسلت السلطة الفلسطينية قادة الأجهزة الأمنية إلى مدينة جنين، في الأيام الماضية، حيثُ شكلوا غرفة عمليات دائمة في المحافظة لـ«متابعة العملية»، وحرصوا فيها على التقاط «الصور».
وتبدو تحركات السلطة مدفوعة برغبة الأخيرة في تقديم «هدية ثمينة» إلى الإدارة الأميركية القادمة، وكسب ودّ الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، عبر الإيحاء بأنّ عمليتها العسكرية في جنين قادرة على «قطع رأس المقاومة»، وعلى «فرض الهدوء وتوفير الأمن»، ومنع أي مقاومة ضد إسرائيل، جنباً إلى جنب بسط سيطرتها على مدن الضفة ومخيماتها، ولا سيما أنّ قناة التواصل بين السلطة الفلسطينية والمقربين من ترامب «مفتوحة» منذ أشهر.
ومن جملة الأهداف الأخرى للحملة العسكرية، المقرونة بحملة تحريض واسعة ضد المقاومة وشيطنتها وتصنيفها كعصابة خارجة عن القانون، «التهرب» من الضغوط التي تمارسها قوى غربية وإقليمية على السلطة الفلسطينية لإجراء «إصلاحات داخلية».
تزامناً مع ذلك، ووسط رغبة إسرائيلية في بثّ «الترهيب» على أوسع نطاق ممكن، ترجّح التقديرات أنّ الهجوم سينتقل، لاحقاً، من جنين إلى طولكرم وطوباس، بإيعاز، من قيادة السلطة الفلسطينية نفسها ، مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية قال إنّ عباس وجّه تعليماته لقوات الأمن بـ«ضرورة تحقيق السيطرة الكاملة على جنين، والقيام بذلك بأي ثمن»، لافتاً إلى أنّ «عملية قتل قائد (كتيبة جنين) بدأت بعد مفاوضات طويلة طُلب فيها من المسلحين إلقاء أسلحتهم، فرفضوا».
وأنّ «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تنوي التعليق على الأحداث»، مشيرةً إلى أنّه تتم متابعتها «عن كثب»، ولا سيما أنّها تشكل «حدثاً ضخماً»، وغير مسبوق «منذ أكثر من عقد». ويتابع المصدر نفسه أنّه من الأهداف التي يرغب عباس في تحقيقها من الهجوم، إثبات أنّه «لا يزال قوياً وممسكاً بأوراق اللعبة»، بعد انتشار تقديرات كثيرة تحذر من ضعف سلطته، وإمكانية نشوء حالة فوضى في حال رحيله، والتي أجبرته على تعيين نائب له تحت الضغط الخارجي.
بالتوازي، يعمد عدد من المسؤولين الأمنيين والسياسيين في السلطة، في محاولة لتبرير الهجوم الأخير على جنين، إلى التحريض ضد المقاومة بشكل غير مسبوق، محذرين، باستمرار، من إمكانية تكرار «سيناريو غزة»، ومن أنّ «المجموعات المسلحة في المخيمات قد تسيطر على الضفة»، كما فعلت «حماس» في غزة عام 2007.
وتصاعدت انتهاكات السلطة مع اندلاع الحرب العدوانية على قطاع غزة، حيث استعرت نارها بهدف إجهاض اي محاولة لاستنهاض المقاومة بالضفة، كي لا تشكل هذه الحالات إسنادا لقطاع غزة و عدم إزعاج الاحتلال الإسرائيلي في إبادة شعب غزة بل إعطاءه كل الوقت و الهدوء لإتمام مهمته بكل أريحية.