- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
اختيار أردوغان الزعيم الأكثر شعبية للعرب يكشف ضعف قادة المنطقة
اختيار أردوغان الزعيم الأكثر شعبية للعرب يكشف ضعف قادة المنطقة
- 28 أبريل 2021, 8:13:40 م
- 1261
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الضوء على نتائج استطلاع للرأي أظهر أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" هو الزعيم الأكثر شعبية في معظم العالم العربي.
جاء ذلك في مقال للكاتب "ديفيد جاردنر" المتخصص في الشؤون الدولية، تعليقا على نتائج استطلاع للرأي في العالم العربي أجرته الأسبوع الماضي مؤسسة "عرب بارومتر" شملت 20 ألف شخص.
وقال "جاردنر" إن "أردوغان" الذي ظل متوجا في السلطة بتركيا الحديثة لما يقرب من عقدين من الزمن، بدأت شعبيته تتآكل في بلاده بفعل نظام حكمه السلطوي، وتراجع قدرته على توفير الرخاء الاقتصادي لأتباعه من المتدينين المحافظين.
وأضاف أن حزب "أردوغان" خسر المدن الكبرى في الانتخابات المحلية التي أجريت في 2019، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة، ما يثبت ضعفه السياسي.
ومع ذلك، حتى ولو فقد "أردوغان" بعض شعبية في تركيا، فهو إلى حد بعيد الزعيم الأكثر شعبية في معظم دول العالم العربي، وفقا لاستطلاع "بارومتر".
وقال الكاتب إنه قد يكون هناك تناقض في هذا الأمر، فقد اعتقد الكثيرون أنه لا يمكن لحاكم تركي، وريث للإمبراطورية العثمانية التي حكمت العالم العربي لأكثر من 4 قرون، أن يتمتع بمثل هذا المستوى من التقدير من جانب العرب.
وعقب: "فما بالك إذا كان ذلك الحاكم هو أردوغان الذي تتضح طموحاته العثمانية الجديدة من خلال خرائط تفصل مطالب تركيا بمساحات من الأرض في سوريا والعراق، ويحتل أربع مناطق في شمالي سوريا منذ عام 2016".
وأضاف الكاتب أن المؤسسة التي أجرت الاستطلاع "عرب بارومتر"، تكشف باستمرار عن حصول "أردوغان" على أعلى النسب وقد استطلعت آراء أكثر من 20 ألف شخص لتثبت ذلك.
وفق الاستطلاع فإن منافسي "أردوغان" الإقليميين الأقرب وهما ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" والمرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" يأتيان في مرتبة متأخرة عنه بكثير.
ورأى "جاردنر" أن بعض الأسباب لهذا الفارق في الشعبية إيجابي والبعض الآخر مقلق. مشيرا إلى أنه لطالما أظهر المواطنون العرب، المحرومون بفعل حكامهم الاستبداديين، ضعفاً إزاء الأبطال الشعبويين.
واستشهد الكاتب بـ"جمال عبدالناصر"، الزعيم المصري الأسطوري، كما يصفه، الذي فتن العالم العربي بوهم القومية العربية خلال الفترة منذ تأميمه قناة السويس في العام 1956 إلى الهزيمة المخزية للعرب في حرب 67 مع إسرائيل.
وذكر الكاتب سببين جعلا طموحات "أردوغان" تتجاوز حدود بلاده. السبب الأول هو الاضطرابات التي سادت المنطقة العربية خلال العقد المنصرم بعيد انطلاق ما سمي بانتفاضات الربيع العربي. والسبب الثاني هو غياب قيادة للعرب السنة في وقت تعمل فيه إيران على تشكيل تحالف شيعي عبر بلاد المشرق وصولاً إلى البحر المتوسط.
واعتبر الكاتب أن عداوة "أردوغان" مع حكام السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة ونظام "الأسد" في سوريا لم تؤثر على صورة الرجل الذي يستمد شرعيته في عيون العرب من كونه فائزاً في الانتخابات أكثر من 12 مرة.
ولفت الكاتب إلى أن "الرأي العام العربي يبدو معجباً أيضاً بولع أردوغان المتنامي بما يسمى بالقوة الصلبة وبتحديه ليس فقط لإسرائيل وإنما للولايات المتحدة أيضا".
وتابع الكاتب أن "أردوغان" "تمكن من خلال استخدام طائرات الدرون والميليشيات والمرتزقة من قلب موازين القوى في الحرب الأهلية في ليبيا، وساعد أذربيجان في استعادة منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها مع أرمينيا، ومدّ جذوره في شمال سوريا في المناطق التي طرد منها المقاتلين الأكراد الموالين للولايات المتحدة".
وقال الكاتب إنه في حين ترى تركيا في سيطرتها على مناطق شمال سوريا تأكيدا شرعياً على نفوذها القومي، فإن حلفاءها في حلف شمال الأطلسي الناتو يعربون عن قلقهم حيال ما يرونه "تحركا عثمانيا جديدا نحو تحقيق الهيمنة الإقليمية".
وأشار الكاتب إلى أن استخدام "أردوغان" للقوة الناعمة يشمل المسلسلات الشعبية والتي غالبا ما تحكي الرواية العثمانية، لكن تحركاته الأخيرة لتحويل متحف أيا صوفيا لمسجد اعتبرها الكاتب ضارة. لأنها تشحذ الهوية السنية والعرقية التركية والقومية الإسلامية المتشددة لنظام "أردوغان".
وذكر الكاتب أنه كجزء من الصراع على القيادة الإسلامية والإقليمية، تحظى تركيا تحت قيادة "أردوغان" على نطاق واسع بتقدير أفضل من الأنظمة الدينية السعودية والإيرانية.
وعقب أن الخطر يكمن في أن تنضم تركيا إلى ما وصفه بتيار السم الذي شوه الشرق الأوسط والذي يعتبر في أمس الحاجة إلى الخروج من مستنقع الوكلاء الطائفي والصراع شبه العسكرية.