- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
إياد خالد الشوربحي يكتب: حول زيارة الوفد الأمريكي للمنطقة
إياد خالد الشوربحي يكتب: حول زيارة الوفد الأمريكي للمنطقة
- 23 أبريل 2022, 11:25:02 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يقوم وفد أمريكي بزيارة منطقة الشرق الأوسط ضم كلا من مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة يائيل ليمبرت، ونائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو. وقد زار الوفد كل من كيان الاحتلال والتقى وزير الخاريجة يائير لبيد كما زار عمان والتى بوزير الخارجية أيمن الصفدي، وزار مقر المقاطعة في رام الله والتقى رئيس السلطة محمود عباس، في سياق جولة تشمل أيضاً مصر. وقد سبق ذلك بأيام قليلة قيام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن باجراء اتصالات هاتفية مع رئيس السلطة محمود عباس ووزير الخارجية الصهيوني يائير لابيد ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.وتقول الولايات المتحدة أن هذه المساعي تهدف إلى تهدئة الأوضاع المتفجرة في المنطقة وإنهاء "دوامة العنف" و"ضبط النفس" و"الامتناع عن أي تحرك أو تصريح من شأنه أن يؤجج التصعيد" وسط التوتر المتصاعد في المسجد الأقصى ومحيطه في القدس المحتلة. أخيراً مستوى الوفد يعكس اهتماماً أمريكياً منخفضاً بالمهمة، ما يؤثر سلباً على امكانيه نجاحه.
الأهداف:
1. محاولة احتواء موجات العنف المتفجرة في الأقصى وفلسطين والمنطقة عموماً، وعدم انزلاق الأوضاع لمواجهة مع غزة، وتهدئة الأوضاع لعدم التشويش على الانشغال الأمريكي في الأزمة الأوكرانية والصراع مع روسيا.
2. الرغبة الأمريكية في التخفيف من التصدع الحاصل في العلاقة الصهيونية مع النظام الأردني جراء السياسات الصهيونية في القدس.
3. إعطاء نوع من الحياة للمحافظة علي وجود السلطة الفلسطينة التي ضعف دورها بشكل خطير في الآونة الأخيرة، ومنحها آفاق سياسية وهمية حفاظاً على دورها الأمني لخدمة أمن الاحتلال والهدوء في المنطقة عموماً.
4. الرغبة الأمريكية في المحافظة على الإرث التطبيعي والاتفاقات الإبراهيمية التي رعتها واشنطن في السنوات الأخيرة.
5. الرغبة الأمريكية في المحافضة على الانطباع التقليدي بأهمية دورها وحضورها وتأثيرها في المنطقة التي بدأ بالتراجع جراء سياساتها الانسحابية من المنطقة لصالح الصراع مع الصين والتوجه لمنطقة الباسفيكي.
التقدير:
من غير المتوقع أن تساهم هذه المساعي في إحداث تأثير كبير على الواقع المتفجر لكون واشنطن وأطراف الزيارة لا تمتلك وحدها مفاتيح الاستقرار، لوجود قوى أكثر فاعلية والتصاق بالميدان مثل حركات المقاومة والجماهير الغاضبة، في ظل بقاء السياسات الصهيونية العنصرية والإجرامية والمستفزة والتي تساهم بشكل كبير في تفجير الأوضاع سيما مع خصوصية وحساسية عامل الزمن في شهر رمضان وذكرى سيف القدس والمعادلات التي فرضتها.هذا على المستوى الميداني، لكن على المستوى الرسمي والسياسي قد تساهم المساعي في المحافظة على حد أدنى من الدور الأمريكي في المنطقة والتخفيض من مستويات تآكل تأثيره، فضلاً عن مساهمتها النسبية في كبح الانهيار في دور السلطة، وتقليص التوتر بين الكيان والنظام الأردني، والمساهمة في استمرار حالة الهرولة العربية التطبيعية.