إهمال الشعب وجرائم النظام في معضلة كورونا

profile
  • clock 10 مايو 2021, 4:54:43 ص
  • eye 603
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

النظام يتحرك وفق نظرية إذا نجونا فهو دعاء السيسي وان هلكنا فهو إهمال الشعب

من يتحمل المسؤولية

يسعى النظام في مصر وإعلامه لتوصيل رسالة مفادها أن الشعب بنزوله وتجمعاته وإهماله سيكون السبب الرئيسي فيما سيحدث في مصر من انفجار في الإصابات أو الوفيات؛

 فيتم التركيز على نزول الشعب للأسواق وازدحامها أو إقامة الأفراح والعزاء بين المصريين. 

رغم أن النظام نفسه قام بأنتاج عشرات المسلسلات خلال الاشهر الماضية ويستمر عرضها طوال شهر رمضان ومنها ما يستخدم فيه الألاف من الفنيين والمجاميع التمثيلية 

هذا النظام نفسه يقيم حفلات ولقاءات كثيرة  . بل إنه النظام الذي يسمح الآن للآلاف من الأثرياء باللهو على شواطئ الساحل الشمالي وشرم الشيخ. لكنه التمييز المستشري في أنحاء المحروسة بين الطبقات.

أما هؤلاء الذين يسعون إلى لقمة العيش، والذين يمثلون أكثر من ٤٠٪ من الشعب المصري، فهم جناة وهم السبب الرئيسي إذا حدثت الكارثة،

 بينما هم لا يستطيعون المكوث في منازلهم أسبوعا واحدا، لأنهم حينها لن يجدوا قوت يومهم، ولم تستطع الحكومة أن تجد لهم ما يطمئنهم علي غدهم، فماذا يفعل الصناع والباعة والحرفيون من كل الطوائف؟

هل اتخذت الحكومة قرارات اجتماعية من أجلهم؟  سؤال لن يجد إجابة ولن يجد حلا فالحكومة اتخذت قرارات لصالح رجال الأعمال والثروات في مصر وتركت الإعلام ينهش جسد الفقراء.

نعم توجد مسؤولية على هؤلاء لأنهم استسلموا طويلا لجهلهم وعدم الوعي، ولم يحافظوا على دستورهم الذي وضع نسبة عالية من الموازنة تخصص للصرف على التعليم والصحة.

نعم لم يحافظوا على ثورتهم واستسلموا لدعايات كاذبة أطلقها النظام. ولكن الجميع يتحمل المسؤولية ليس هؤلاء لجهلهم وفقرهم وعدم وعيهم فقط،

 لكن الساسة الذين استسلموا أيضا يتحملون المسؤولية وكذلك المثقفون والفنانون الذين بحثوا عن وسيلة للدخول إلى حظيرة السلطة وأيضا المدرسين والنخبة.

الجميع يتحمل المسؤولية لويس فقط من نسميهم ملح الأرض "الفقراء" الذين تم تجهيلهم عن عمد من قبل حكومات على مدى أزمنه طويلة.

سكة السلامة

الآن الجميع يقف في انتظار أن يلطف بنا الله وأن يرحمنا، كما قال نجيب محفوظ: إذا نجونا فهي الرحمة وإذا هلكنا فإنه العدل.

لكن هل ننتظر أم نسعى حتى نستحق هذه الرحمة من الله؟ يبدو أننا ننتظر ولا نتحرك من أجل أن ننال رحمة الله تلك الرحمة التي ربما ننالها حين نعترف جميعا بالخطايا، 

حينما نكون جميعا جنودا في رفع الظلم القائم، حينما نواجه هذا النظام الذي يدير الازمة بالدعاء وإخفاء الحقائق.

إن البحث عن سكة السلامة مطلوب لمواجهة ما هو قادم. وسكة السلامة كما أعتقد في الاعتراف بالتقصير والذنب والسعي لتصحيح الأوضاع. ساعتها نأمل جميعا في رحمة الله بنا.

التعليقات (0)