قصيدة إلي ناجي العلي وعين الحلوة

profile
يحيي شرباش شاعر مصري
  • clock 17 مارس 2021, 8:08:41 م
  • eye 1248
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01




في كُلِّ لَيٰلٍ .. ترتدي تِلْكَ الملامحَ


ثُمَّ تَدْخُلُ في دَمِي 


أُلْقي السَلام َ ، فلا تَرُدْ 


وأُسائلُ الخَيْلَ الجَوامِحَ عَن بَقَايا 


مَوْسِمي


فَتَرُدُني لِلّيْلِ .. وَحْدي 


لا بَقَايا .. لا أَحَد 


و أَعودُ أَرْفُلُ في دَمِي 


وأَعودُ مِن نَفْسِي .. رُوَيْدَا 


و أعودُ مِن نَفْسًي ، و( صَيْدا ) 


كَي تَجيئَ إلي دَمِي 




هُوَ الجَرادُ 


و كُلُّ غرْبانِ المدينةِ ، في الزَّوايا تَسْتَقِرّْ 


تِلْكَ التَفاصيلُ الحَزِينَةُ ، يا صَديقي ، هل تَمُرّْ  ؟ 


هُوَ الجَرَادُ 


و كُلُّ أَبْطَالِ القَبِيلةِ يَبْحَثُونَ عَن الْمَفَرّْ


تَأتي مَلامِحُكَ النَبيلَةُ


أَنْتَ تَأْتي .. أنْتَ حُرّْ



هُوَ الجَرادُ  ، هُوَ الشّدِيدُ 


وَنَحْنُ تَقْتُلُنا الضَّغِينَة 


يَتَساءلُ المَرْجُ البَعِيدُ : 


مَتَي  الجَرادُ غَزَا المَدينة  ؟ 


يا أيّها الوَلَدُ الجَديدُ 


أ أنْتَ رُبَّانُ السّفِينَة  ؟  




( صَيْدا ) تَجيئُ إلي دَمِي 


وتَجيئُ أَنْتَ مِنَ الصِبَا 


أَقْسَمْتُ أَنَّكَ مُلْهِمي


وَ عَرَفْتُ فِيكَ أَخِي ، و رُوحاً طَيّبا 




( صَيْدا ) تَجيئُ إلي دَمِي 


و تجيئُ أَنْتَ مِنَ الطُفولة 


اخْتَرْتُ فِيكَ مُعَلِّمي 


ونَذَرْتَ نَفْسَكَ للحَدائقِ و البُطُولة 




هُوَ الجَرادُ ، يَجيئُ مِن خَلْفِ النَّخِيل


و ها هُوَ البارودُ .. سَيُلٌ مِن مَطَرْ


يا أَيُّها الوَلَدُ التُرابيُّ النَبِيل 


مَتَي القذائفُ تَنْتَظِرْ 


لِتَقُصَّ لِي أَنْباءَ رِحْلَتَكَ الأَخيرةَ في السِّحّابْ


أَتَت الذِّئابْ


فَضَيَّعَت مِنْكَ الحَدائق َ و الشَبابْ 


أ هُوَ الغِيابْ. ؟ 




بِلَيْلِ أَيَّامِي مَرَقْتَ


مَنَحْتَ أُغْنِيَةَ الزَنابِقِ لليَنابِيعِ الصَّغِيرة 


أَنْتَ الشِّهابُ .. قَد احْتَرَقْتَ


كَتَبْتَ صَفْحَتَكَ الأَخيرة 


كانت قَصيدَتَكَ الأَخيرة 


كانت قَذيفَتَك الأَخيرة 


هَزَّت حُشُودَ القادمينَ


وزَلْزَلَت كُتَلَ الطَوابيرِ المُغِيرة


كُنْتَ العَذابَ. . قَد انطَلَقْتَ


عَشقْتَ طَلْقَتَكَ الأَخيرة 




ها قَد أَخَذْتَ تَغِيبُ ثَانِيةً  .. أَخِي


و يهُزُّني الشَّوْقُ السَّخي 


قَد كَانَ أَحْرَي أَنْ نَكُونَ مَعَاً هُنَاكَ


نُنازِلُ الغَيْمَ الكَثِيفَ ،  و نَسْتَبيحُ لَنَا المَطَرْ 


أَنْتَ اقْتَسَمْتَ مَعي الشَبابَ .. 


فَهَلْ تُقَاسِمني الخَطَر ؟ 


لِمَ لا تُبادِلني التُّرابَ .. وأَنْتَ تَبْقَي 


أَنْتَ حُرّْ . 




هَذي الورودُ ..


تُعَارِكُ الرَّمْلَ العَصِيَّ لتَنْبَثِقْ


أَنْتَ السفَرْجَلُ .. و انْبَثَقْت 


هَذي النجومُ ..


تُصارِعُ اللَّيْلَ الكَثيفَ لِتَنْعَتِق 


أنْتَ البطولةُ  .. و انْعَتَقْت 


هذي البنادقُ ..


تَقْطَعُ الشَوْط الأَخيرَ لتَشْتَبِك 


أَنتَ الرجولةُ .. واشتبكت




و المَجْدِ ، والحِقَبِ السَحيقة 


ما ضَلَّ صاحبُكُم طَريقه 


لَكنْ غَفَوْتُ هُنَيْهَةً .. 


فأَضَعْتُهُ


كان الغَديرُ طَريقَنا .. و تَبعْتُهُ 


والجوعُ حاصَرَنا 


فقامَ إلي دَمِي ، ومَشَي بحافتِهِ 


فأوْرَقَ سُنْبُلة 


و رحيقَها أَعْطَيْتٰهُ 


و غَفَوْتُ ، بَعْدُ ، هُنَيْهَةً 


فَقَطَعْتُ ذَاكَ الخَيْطَ ما بَيْنَ الجَزيرةِ والرِّمالِ 


قَطَعْتُهُ 


حَطَّ النَّدي .. فَسَمعتُهُ 


وسَرَي النَّسيمُ  .. طَلَعْتُهُ 


و غَزَا الذُّبولُ دَمِي .. فَتُهْت ْ


و جَرَت دماؤك .. فانْتَبَهْتْ 


والموتِ 

              

والدَمِ 

                         

والحقيقة 


ما ضَلَّ صاحبُكُم طَريقَه 


لَكنما أنا قد غَفَوْتُ هُنَيْهةً 


فأَضَعْتُهُ  .




يا سَيّدي 


يا ساكِنَ الأَعْلي تَماماً


أَنْتَ تَجْتاحُ المَدَي 


مَعْشوقةٌ هي أرضُ ( صَيْدا ) 


كُنْتَ زَينَ العاشِقين ، وسَيِّدا


ياسيّدي 


ها قد سَكَنْتَ جَوانحي 


وأَخَذْتٰ عَنَكَ ملامحي 


لَوْ كان لي بجوارِ خِندَقِكَ المْحاصَرِ خِندَقٌ


لَوَقَفْتُ مِثْلَكَ. ،. و احْتَمَلْتْ 


لو كان لي بجوارِ خِندَقِكَ المحاصَرِ خِندَقٌ


لَشَربتُ جُرْحكَ .. واغْتَسَلتْ


لو كان لي بجوار خندقك المحاصَرِ خندقٌ


لفَعَلْتُ مِثْلَكَ.  . و انتَصَرْتْ 


لكنني تُهْتُ ، انتَظَرتْ 


و فَقَدتٰ أسبابي ، خسَرتْ 


و سَقَطْتُ في دَمِكَ المقدَّسِ 


فا حتضرتْ 




هذي عيوني ، يصطفيك بريقُها 


وتقاطعت في جانبيّ منافذٌ للقُدسِ 


أنت طريقُها 


و أخَذْتُ عنك الإسمَ ، والدَمَ ، والزَنابق


أنت عصفورٌ تسامَي 


كَيف تُسقطكَ البنادق 


كيف تُنْصَبُ للعصافير المشانق 


كنت تسطع كالحقائق  ..


في القلوب المُقفَلة


ونذَرت وجهك للحدائق ..


عاشقاً لقرنفلة 


ووهبت شكلك للمدائن ..


و اعتنقت السنبلة 


و دخلت عمرك في القصائد ..


و الدروب الموغلة 



( صيدا ) تجيئ إلي دمي 


أنا لست أفتتح القصيدةَ


أنت تحتضن البذور لفجر غدْ 


( صيدا ) تجيئ إلي دمي 


أنا لست أختتم القصيدة 


أنت تفتتح التواريخ الجديدة ، والأَبَد


( صيدا ) تجيئ. إلي دمي 


أنت المقاتل والأشَد


أنت الكفايةُ في العدد 


أنت الصباحُ ، لتنفلق 


فاليل قد أرخي ظلامه 


أنت الرياح ، لتنطلق 


و علي الجبالِ ضَع العلامة 


أنت المسيحُ ، فدُلَّني


كيف السبيل إلي القيامة . 


           

كلمات دليلية
التعليقات (0)