- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
إعادة الاصطفافات في الشرق الأوسط.. هل تهدد الحركات المقاومة لإسرائيل؟
إعادة الاصطفافات في الشرق الأوسط.. هل تهدد الحركات المقاومة لإسرائيل؟
- 2 يوليو 2023, 11:16:19 م
- 443
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تثير إعادة الاصطفافات بين دول في الشرق الأوسط قلق معنيين من أنها قد تؤدي إلى تقليص دعم بعض الدول، لاسيما إيران وسوريا، لجماعات المقاومة المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وفقا لجوزيف مسعد أستاذ السياسة العربية الحديثة في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة.
مسعد قال، في تحليل بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE)، إنه "في أغسطس/ آب الماضي، استأنفت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي كانت المدافع الرئيسي عن النضال الفلسطيني ضد الاستعمار خلال العقد الماضي، صداقة تركيا الطويلة مع إسرائيل".
وتابع: "كما سعت إلى تحسين العلاقات مع الحكومتين السورية والمصرية، وبدأت في قمع جماعات المعارضة السورية والمصرية التي دعمتها خلال الانتفاضات العربية عام 2011 واستضافت في تركيا المنفيين من البلدين".
و"بدأت (حركة المقاومة الإسلامية) حماس (في فلسطين)، التي تلقت دعما دبلوماسيا كبيرا من تركيا خلال العقد الماضي، في القلق بشأن التقارب التركي مع إسرائيل، خاصة وأن المخابرات التركية بدأت في تقييد أنشطة الحركة"، بحسب مسعد.
وأردف: "كما تتواصل العلاقات السرية بين السعودية وإسرائيل، وتنتشر أخبار حول إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بينهما، إذا تمت تلبية مطالب سعودية، بينها أن تزود الولايات المتحدة المملكة بالتكنولوجيا النووية المدنية والمقاتلات النفاثة من طراز إف- 35 (F-35)".
ولا تقيم الرياض علاقات معلنة مع تل أبيب، وتشترط انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
إيران والأسد
"كما استأنفت الحكومات العربية، التي أعلنت الحرب على الحكومة السورية منذ 2011، العلاقات مع دمشق، بدءا من الإمارات في 2018 وانتهاءً بالسعودية وجامعة الدولة العربية في الأسابيع القليلة الماضية"، وفقا لمسعد.
وفي 19 مايو/ أيار الماضي، شارك رئيس النظام السوري بشار الأسد في آخر قمة للجامعة العربية في السعودية، للمرة الأولى منذ أن جمدت الجامعة في 2011 مقعد سوريا، ردا على قمع الأسد لاحتجاجات شعبية طالبت بتداول سلمي للسلطة، مما زج بالبلاد في حرب أهلية مدمرة.
وقال مسعد إنه 10 مارس/ آذار الماضي "توسطت الصين في استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، وتبع ذلك ذوبان الجليد في العلاقات بين طهران والدول العربية الأخرى الموالية للرياض، وبينها مصر والأردن".
وأضاف أن "السلطات الأردنية اعتقلت هذا الأسبوع أربعة من أعضاء حماس بتهمة نقل أسلحة إلى الفلسطينيين المقاومين تحت الاحتلال، وأمرت السلطات المصرية وفود حماس الذين سمحت لهم (قبل أيام) بالسفر إلى الخارج (عبر معبر رفح البري الحدودي بين غزة ومصر) بالعودة على الفور إلى غزة أو منعهم من العودة كليا"، على حد قوله.
وزاد بأنه "في لبنان، فشلت المحاولات الغربية والعربية المستمرة لخنق البلاد اقتصاديا لتقويض جماعة حزب الله (حليفة إيران). وعلى عكس حزب الله، الذي تفوق قوته العسكرية والسياسية إلى حد بعيد جماعات المقاومة الفلسطينية المحاصرة والضعيفة في غزة والضفة الغربية، يمكن للأنظمة العربية الصديقة لإسرائيل ممارسة الكثير من الضغط على الفلسطينيين بشكل منتظم".
واستدرك مسعد: "لكن الجهود الحادة للضغط على المقاومة الفلسطينية اقتصاديا في غزة مُنيت أيضا بفشل كبير، فبعد أكثر من 15 عاما من الحصار الإسرائيلي (المستمر منذ صيف 2007) لغزة، بدعم كامل من الغرب والأنظمة العربية، أصبحت المقاومة أقوى وأكثر استعدادا لاستخدام قوتها".
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات معلنة مع إسرائيل التي تواصل احتلال أراضٍ في كل من فلسطين وسوريا ولبنان.
تراجع محتمل
ذلك الحراك، وفقا لمسعد، "لا يعني أن إيران، الداعم الرئيسي للمقاومة المناهضة لإسرائيل، سيتم احتواؤها بسهولة من خلال التقارب المتزايد وتخفيف العقوبات الأمريكية والإقليمية بما يخدم مصالحها".
واستدرك: "لكن من الناحية الجيوستراتيجية، يمكن أن ينخفض دعم إيران بالفعل إذا عُرضت عليها مكافآت كبيرة في شكل إنهاء العقوبات والإفراج عن الأموال المجمدة (في الخارج)، وتقليل الأنشطة التخريبية الأمريكية والإسرائيلية داخل إيران".
واعتبر أن "سوريا أكثر عرضة للضغوط نظرا للدمار الذي لحق بها من جانب مجموعات تدعمها وتمولها الدول (العربية) نفسها التي ترعى الآن إعادة دمجها".
و"يجب أن تكون هذه التطورات المقلقة في أذهان مجموعات المقاومة المناهضة لإسرائيل، خاصة وأن العدوان الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني تصاعد بشكل ملموس في الأشهر الأخيرة"، بحسب مسعد.
ورأى أن "الشيء الوحيد الذي لم تأخذه كل هذه التحالفات في الاعتبار هو الوضع الثوري في الضفة الغربية، ومؤخرا حتى في مرتفعات الجولان (السورية المحتلة)، ناهيك عن الطاقات الثورية المستمرة في غزة".
وتابع أن "حزب الله وجماعات المقاومة الفلسطينية المسلحة أبدت استعدادهما للتصدي لإسرائيل خلال المواجهات الأخيرة، سواء داخل الضفة الغربية أو عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية".
الورقة الرابحة
ووفقا لمسعد فإن "الجندي المصري الشاب محمد صلاح، الذي أصبح رمزا عربيا بعد أن أطلق النار وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وأصاب اثنين (في 3 يونيو/ حزيران الماضي)، يجسد مواقف الشعوب العربية تجاه إسرائيل، على الرغم من التطبيع الرسمي لحكوماتها".
وأضاف أن "الورقة الرابحة لمجموعات المقاومة المناهضة لإسرائيل ضد عمليات إعادة الاصطفاف المستمرة هي بالتحديد استعداد الشعب المستَعمَر لمواجهة الظلم الذي يفرضه عليه يوميا العدوان والاستعمار الإسرائيليين".
وختم مسعد بأن "العدوان الإسرائيلي المتزايد والاستعداد لمقاومته هو بالضبط ما يبقى بعيدا عن متناول أولئك الذين يخططون لكل هذه التحالفات من أجل حماية الاستعمار الإسرائيلي".
المصدر | جوزيف مسعد/ ميدل إيست آي