-
℃ 11 تركيا
-
17 مارس 2025
إسلام الغمري يكتب:اليمن: هل تصبح أفغانستان جديدة في مواجهة أمريكا؟ السيناريوهات والتداعيات المحتملة
إسلام الغمري يكتب:اليمن: هل تصبح أفغانستان جديدة في مواجهة أمريكا؟ السيناريوهات والتداعيات المحتملة
-
17 مارس 2025, 10:35:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين في اليمن، تتزايد التساؤلات حول طبيعة هذا الصراع واحتمالية تحوله إلى حرب طويلة الأمد على غرار أفغانستان. تصريحات القيادي في القوات المسلحة اليمنية أمين البرعي لـ”شبكة قدس” تعكس ثقة كبيرة في قدرة الحوثيين على الصمود والرد بقوة على أي عدوان أمريكي، مهددًا باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة. في المقابل، يرى نبيل خوري، نائب السفير الأمريكي السابق في اليمن، أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها متورطة في نزاع مستدام بلا استراتيجية واضحة للخروج منه.
فهل يمكن أن يتحول اليمن إلى “مقبرة الغزاة” كما يوصف؟ وما هي التداعيات المحتملة لهذا الصراع على اليمن والمنطقة والعالم؟
هل تصبح اليمن نسخة جديدة من أفغانستان؟
يمتلك الحوثيون خبرة قتالية واسعة اكتسبوها خلال عقد من المواجهة مع تحالف عربي بقيادة السعودية، حيث أظهروا قدرة استثنائية على الصمود أمام الضربات الجوية المكثفة والحصار الاقتصادي والبحري.
أمين البرعي يؤكد أن اليمن “مقبرة الغزاة”، مشيرًا إلى أن أي تصعيد أمريكي سيُقابل بتصعيد مماثل، مدعوم بأسلحة ردع متطورة تشمل صواريخ وطائرات مسيرة قادرة على استهداف القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة. هذا الخطاب يعكس استراتيجية مشابهة لما اعتمدته طالبان في أفغانستان، حيث ارتكزت على الصبر الاستراتيجي، والتضاريس الوعرة، وحرب الاستنزاف.
نبيل خوري يدعم هذا التحليل بقوله إن الضربات الأمريكية لن تردع الحوثيين، بل ستغذي لديهم روح الانتقام، مشيرًا إلى غياب عقيدة عسكرية واضحة لدى إدارة ترامب. فحرب أفغانستان، التي استمرت 20 عامًا وانتهت بانسحاب أمريكي مذل دون تحقيق أهدافها الاستراتيجية، قد تتكرر إذا قررت الولايات المتحدة الدخول في مواجهة مفتوحة مع الحوثيين، الذين يستفيدون من الجغرافيا الوعرة لليمن، إلى جانب الدعم الإيراني المحتمل.
التداعيات على اليمن
في حال تطور الصراع إلى حرب طويلة الأمد، فإن اليمن، الذي يعاني أصلًا من أزمة إنسانية هي الأسوأ عالميًا، سيواجه مزيدًا من الدمار. تصريحات البرعي تشير إلى أن العدوان الأمريكي لن يؤثر على عزيمة الحوثيين في دعم غزة، لكنه قد يفاقم معاناة المدنيين اليمنيين عبر:
• تدمير البنية التحتية بفعل الضربات الجوية.
• تعطيل الملاحة في البحر الأحمر، مما يهدد الاقتصاد المحلي والإقليمي.
• نزوح جماعي جديد يفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر.
التداعيات الإقليمية
قد يؤدي التصعيد الأمريكي إلى توسيع رقعة الصراع، ليشمل دول الخليج والبحر الأحمر، حيث هدد الحوثيون باستهداف القواعد الأمريكية في السعودية والإمارات وقطر، مما يعرض استقرار هذه الدول للخطر.
كما أن الدعم الإيراني المحتمل للحوثيين قد يزيد من حدة التوتر بين طهران وواشنطن، مما يحول اليمن إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. إضافة إلى ذلك، فإن استهداف الملاحة في البحر الأحمر قد يؤدي إلى تدخل دول أخرى لحماية مصالحها، مما يعقد المشهد أكثر.
التداعيات العالمية
على المستوى الدولي، قد تؤدي الحرب إلى اضطرابات في أسواق الطاقة والتجارة العالمية، نظرًا لأهمية مضيق باب المندب، الذي يمر عبره نحو 10% من التجارة العالمية.
• ارتفاع أسعار النفط والشحن البحري قد يضر بالاقتصادات الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.
• الفشل الأمريكي في تحقيق نصر سريع قد يضعف هيبة واشنطن، ويشجع قوى أخرى مثل روسيا والصين على تعزيز نفوذها في المنطقة.
الخلاصة
اليمن مرشح ليكون مستنقعًا جديدًا للولايات المتحدة، إذا قررت واشنطن الانخراط في مواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين، الذين يمتلكون الخبرة القتالية والبنية العسكرية اللازمة للصمود.
في النهاية، قد تجد أمريكا نفسها أمام خيارين:
1. الانسحاب بعد خسائر محدودة، كما حدث في أفغانستان.
2. التورط في مستنقع استنزافي يضعف هيبتها الدولية، ويكلفها عسكريًا واقتصاديًا.
اليمن، ببسالة أبنائه، وتضاريسه الوعرة، قد يكون فعلًا “أفغانستان العرب”، التي تتحدى الهيمنة الأمريكية من جديد.









