تكبير الخط تصغير الخط

في ظل ماضٍ خيم عليه الإدمان وأعمال مثيرة للجدل في الخارج، يعد بايدن أحد الأهداف المفضلة لخصوم والده الجمهوريين، بدءا من سلفه دونالد ترامب، الذي أغرقوه بقضايا جمة ولاحقته حتى في منامه، لتأتي الفرص في صالحه بفوزه الساحق على هاريس برئاسة الولايات المتحدة، والحُكم على نجل بايدن العجوز هانتر الملاحق قضائياً في قضايا واجهها على مدار سنوات.

وشغلت الرأي العام الأمريكي وفي وقت لا يزال يتردد صدى الإدانة التاريخية لدونالد ترامب بعد خضوعه لمحاكمة استمرت 6 أسابيع أمام المحكمة الجنائية في نيويورك في خطوة أثارت انقسامًا واسعًا في الأوساط السياسية الأمريكية الضعيف داخلياً واخلاقياً واجتماعياً وسياسيً في العفو الرئاسي رغم أنه دستوري صحيح، ذلك العفو (الشامل) شمل اتهامات تتعلق بحيازة سلاح ناري بطريقة غير قانونية والتهرب الضريبي، وهو ما أثار ترامب مُهاجما القرار بأنه "إساءة واضحة للسلطة وإجهاض للعدالة، يا لها من فضيحة.

هذا القرار يثبت أن بايدن لا يلتزم بالنزاهة ويضع عائلته فوق العدالة"، ليرد محامو هانتر بايدن أبلغوا القضاة رسميًا بقبول العفو، مشيرين إلى أن ذلك يتطلب إسقاط لائحة الاتهام ووقف أي إجراءات قانونية مستقبلية، واستندوا إلى سوابق رئاسية مشابهة، مثل عفو الرئيس السابق دونالد ترامب عن مستشاريه ستيف بانون ومايكل فلين. ليوافقوهما الديمقراطيون: رأوا فيه قرارًا إنسانيًا يعكس مشاعر الأبوة في مواجهة ما اعتبروه محاكمة انتقائية وغير عادلة، بخلاف الجمهوريون ممن وصفوا القرار بأنه خيانة لتعهدات بايدن السابقة بعدم استغلال سلطاته الرئاسية لصالح أفراد عائلته.

محاكمة كشفت بالفعل خبايا عائلية مظلمة، إن لم يكن خبايا مجتمع عميق في الظلام والشيخوخة الأمريكية، والتي تضمنت محاكمة هانتر شهادات مصورة مؤلمة، لفترة مظلمة من الخيانة وتعاطي المخدرات ضمن عائلة أبيه العجوز، وسط حضور العديد من أفراد الأسرة في قاعة المحكمة وعلى منصة الشهود. ليعلن بايدن كلمته كأب: "آمل أن يتفهم الأمريكيون لماذا اتخذ أب ورئيس هذا القرار"، وكان من المتوقع أن يُنطق بالحكم عليه قريبًا، ما يجعل توقيت العفو ذا أهمية سياسية كبيرة.. ليأتي العفو في توقيت حساس سياسيًا، قبل أقل من 50 يوم على عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

إن القرار يفاقم التوتر بين الجمهوريين والديمقراطيين، ويضع بايدن تحت ضغط شديد للدفاع عن قراره في وجه اتهامات بالتحيز العائلي واستغلال السلطة، لأنه قال في بيان صدر عن البيت الأبيض: "منذ توليت منصبي، التزمت بعدم التدخل في عمليات وزارة العدل. ومع ذلك، رأيت أن ابني يتعرض لمحاكمة انتقائية وغير عادلة، وكان قراري اليوم مبنيًا على دوافع إنسانية وأبوية".. أجل لقد أعلنها في منتصف العام الحالي، بايدن أنّه: "لن يعفو عن نجله هانتر الذي أدانته محكمة في الولايات المتحّدة بحيازة سلاح ناري خلافاً للقانون".

لكن المشاعر قد انتصرت وقد يكون خوفاً من انتقام ترامب (هتلر أميركا)، ليقول بايدن "أنا الرئيس ولكنني أيضاً أب".